تعوّل إدارة الرئيس محمد بخاري على مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري بتعزيز صادرات الدولة الواقعة في غرب أفريقيا إلى أوروبا، في ظل أزمة حادة في إمدادات الطاقة تضرب جميع ربوع القارّة العجوز.
وتخطط القارّة الأوروبية لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بمقدار 50 مليار متر مكعب، وعبر خط أنابيب من دول غير روسيا بمقدار 10 مليارات متر مكعب، وفق البيانات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس شركة النفط الوطنية النيجيرية، ميلي كياري، إن قرارًا استثماريًا بشأن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 25 مليار دولار، سيُتَّخّذ العام المقبل (2023)، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
مذكرة تفاهم بين المغرب ونيجيريا
وقّعت شركة النفط الوطنية النيجيرية، والمكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمناجم، مذكرة تفاهم في منتصف شهر سبتمبر/أيلول (2022)، حرّكت المياه الراكدة في المشروع.
ويعدّ مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري واحدًا من خطّين، تسعى شركة النفط الوطنية النيجيرية تنفيذهما، للاستفادة من البحث الأوروبي عن مصادر جديدة للغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).
وقال الرئيس التنفيذي للشركة ميلي كياري: "سنتخذ قرارًا استثماريًا نهائيًا العام المقبل".
وأضاف أن المناقشات حول التمويل مستمرة، دون الكشف عن المؤسسات المهتمة بدعم أنبوب الغاز المغربي النيجيري البالغ طوله 5 آلاف و600 كيلومترًا (3 آلاف و840 ميلًا)، الذي سينقل الغاز إلى 11 دولة على طول الساحل الأفريقي في طريقه إلى المغرب، قبل الاتصال بإسبانيا أو إيطاليا.
ووقّعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "سدياو" مذكرة التفاهم لتفعيل مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي يُعَدّ الأطول في العالم.
وسيكلف بناء مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيريما بين 20 و25 مليار دولار، وسيُشَيَّد على مراحل، وفقًا لما قاله كياري.
وتوقّع رئيس شركة النفط الوطنية النيجيرية أن تستغرق المرحلة الأولى 3 سنوات للانتهاء، وأن تستغرق المراحل الأخرى 5 سنوات.
بعد اتفاق سابق في عام 2018، قالت وكالة الأنباء المغربية المملوكة للدولة (ماب)، إن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري قد يستغرق 25 عامًا حتى يكتمل.
صادرات نيجيريا من الغاز
تقتصر صادرات أبوجا من الغاز حاليًا على الشحنات من "نيجيريا إل إن جي ليمتيد"، وهي شركة مشتركة بين شركة النفط الوطنية وشركات الطاقة الدولية، بما في ذلك "شل" و"إيني".
وتمتلك نيجيريا أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في أفريقيا، تُقدَّر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة، معظمها غير مستغَل، أو يعاد حقنه في آبار النفط.
وتخطط الحكومة النيجيرية لتسييل الكثير من الغاز للاستعمال المحلي والتصدير، حتى يحلّ محل النفط الخام.
وبحسب ميلي كياري، فإن مضاعفة إنتاج الغاز 4 مرات في السنوات الـ4 المقبلة أمر يمكن تحقيقه بشكل كبير.
وأعادت شركة النفط الوطنية النيجيرية إحياء اقتراح طويل الأمد لخط أنابيب غاز منفصل عابر للقارات من شأنه أن يمتد لنحو 4 آلاف و400 كيلومترًا عبر الصحراء الكبرى إلى الجزائر، للنقل إلى أوروبا.
وقال كياري: "نسعى لاستغلال الفرصة وإعادة إحياء كل مشروعات خطوط أنابيب الغاز".
وفي منتصف سبتمبر/أيلول (2022)، أكدت السفيرة الجديدة لنيجيريا لدى الجزائر عائشة محمد غاربا التزام بلادها بتنفيذ مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي وُقِّعَت مذكرة تفاهم للمُضي قدمًا في تنفيذه نهاية يوليو/تموز من العام الجاري.
ويتمثل مصدر القلق الأكثر إلحاحًا لنيجيريا في إنتاجها النفطي، الذي انخفض بشكل مطّرد منذ عام 2020، وسجل أدنى مستوى له منذ عدّة عقود، عند أقلّ من 1.2 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022).
ويُلقي ميلي كياري والحكومة باللوم على عمليات السرقة والتخريب بخطوط الأنابيب التي تمرّ عبر دلتا النيجر.
وكشفت قوات الأمن النيجيرية مؤخرًا عن خط أنابيب غير قانوني متصل بمنشأة برية كانت تنقل النفط الخام المسروق لمسافة 4 كيلومترات إلى البحر "دون أن يُكتَشَف" لمدة 9 سنوات، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية النيجيرية للمشّرعين الأسبوع الماضي.
إنتاج نيجيريا النفطي
بينما وافق أوبك+ في 5 أكتوبر/تشرين الأول (2022) على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، تحاول نيجيريا رفع الإنتاج إلى الحصة التي يسمح بها التحالف.
وقال كياري، إن البلاد يمكن أن تضيف 500 ألف برميل إضافية يوميًا قبل نهاية نوفمبر/تشرين الأول (2022)، من خلال إعادة فتح خط الأنابيب الذي تديره شركة شل ومحطة فوركادوس.
ومن المقرر أن تعيد الحكومة فتح خط أنابيب "ترانس نيجر" الذي ينقل قرابة 180 ألف برميل يوميًا، بعدما اضطرت إلى إغلاقه في منتصف يونيو/حزيران، بسبب سرقة النفط وعمليات التخريب، وتعمل -حاليًا- على تحسين الأوضاع وإعادة الأمن إلى منطقة دلتا النيجر.
وتراجع إنتاج النفط في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا إلى أقل من مليون برميل يوميًا في شهر أغسطس/آب (2022)، مقارنة بـ1.083 مليون برميل في يوليو/تموز (2022)
واستأجرت شركة النفط الوطنية النيجيرية شركات أمنية خاصة في أغسطس/آب (2022) لحماية خطوط الأنابيب، بعضها مرتبط بقادة متشددين شنّوا حربًا على شركات النفط قبل صدور عفو حكومي عنهم في عام 2009.
وتحولت شركة النفط النيجيرية مؤخرًا إلى كيان تجاري بالكامل، وتتطلع إلى التوسع في مجالات متعددة.
التنقيب والإنتاج
قال الرئيس التنفيذي للشركة ميلي كياري، إنه يؤسس أكبر شركة للتنقيب والإنتاج في البلاد، وربما في أفريقيا، رافضًا التعليق على جهود الشركة للحصول على تراخيص وافقت شركة إكسون موبيل على بيعها لشركة "سبيلات إنرجي".
وأضافت شركة النفط الوطنية النيجيرية 380 محطة تعبئة إلى أعمال بيع الوقود بالتجزئة الخاصة بها، من خلال شراء شركة (أوه في إتش إنرجي ماركيتينغ)، ومقرّها لاغوس، في صفقة أُعلِنَت هذا الشهر.
وقال ميلي كياري، إن الشركة تتطلع -أيضًا- إلى زيادة وجودها في قطاع الطاقة، سواء من خلال بناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالغاز أو شراء منشآت معروضة للبيع من قبل وكالة الخصخصة النيجيرية.
وستكون الشركة "جاهزة للاكتتاب العام" في 2023، بحسب كياري، مضيفًا أن الأمر متروك للحكومة النيجيرية، مع ذلك، لتقرر ما إذا كانت ستدرج الأسهم، ومتى.
موضوعات متعلقة..
- هل ينجح مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري في تعويض إمدادات أوروبا من روسيا؟
- أول تعليق نيجيري على مشروع أنبوب الغاز الجزائري بعد اتفاقية المغرب (فيديو)
- أنبوب الغاز النيجيري الجزائري.. الاتحاد الأوروبي قد يشارك في التمويل لضمان الإمدادات
اقرأ أيضًا..
- نقص محطات شحن السيارات الكهربائية لا يعوق نمو المبيعات (تقرير)
- خط أنابيب شرق أفريقيا لنقل النفط يضع توتال في مأزق.. واعتقالات لمعارضيه في أوغندا
- مفوضة الطاقة الأوروبية: الغاز الجزائري موثوق به لتأمين إمدادات الطاقة