هل تزيد السيارات الكهربائية الطلب على الطاقة؟.. تقرير يكشف بالأرقام
نوار صبح
- نحو 27 مليون سيارة ركاب تعمل بالكهرباء ستكون على الطريق على مستوى العالم.
- اعتماد المركبات الكهربائية في أجزاء كبيرة من العالم ما يزال في بدايته.
- في عام 2021 أنتجت الصين 983 تيراواط/ساعة من الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية.
- دمج المركبات الكهربائية في نظام الكهرباء ما يزال يتطلب تخطيطًا دقيقًا.
- تتوقع هيئة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة اعتمادًا سريعًا للمركبات الكهربائية في العقدين المقبلين
دعت ولاية كاليفورنيا الأميركية أصحاب السيارات الكهربائية إلى تجنب الشحن خلال أوقات ذروة الطلب على الكهرباء لتجنب انقطاعات التيار.
فعلى الرغم من أن السيارات الكهربائية قد لا تزيد الطلب على الكهرباء بالقدر الذي يتوقعه البعض؛ فإن الولاية الأميركية طلبت مؤخرًا من مالكي المنازل تقليل استهلاك الكهرباء للمساعدة في تجنب انقطاع التيار الكهربائي جرّاء ارتفاع درجات الحرارة.
وكان طلب سلطات ولاية كاليفورنيا فعالًا؛ إذ تراجع المستهلكون مؤقتًا عن الطلب بما يكفي للحفاظ على الأضواء في جميع أنحاء الولاية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، تُعَد هذه الأنواع من الدعوات الودّية بعض الكوابيس لمشغلي الشبكة الكهربائية، وتمثل دعوة أصحاب السيارات الكهربائية لتجنب الشحن خلال ساعات ذروة الطلب عنصرًا جديدًا جذب الكثير من الاهتمام بشأن أزمة كهرباء وشيكة الحدوث.
ويرى منتقدو الدعوة أنها دليل على أن خطة كاليفورنيا المعلنة للتخلص التدريجي من مبيعات مركبات الاحتراق الجديدة بحلول عام 2035 محكوم عليها بالفشل.
ويتساءل بعض المحللين كيف يمكن للولاية إمداد أسطول المركبات بالكهرباء إذا كانت بالكاد تستطيع أن تبقي الأضواء مضاءة، وفقًا لما نشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية (economictimes) في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وعلى الرغم من أن هذه الأنواع من المناقشات تصبح عاطفية بسرعة؛ فإن من المفيد النظر في البيانات بشأن مقدار الكهرباء الذي تستهلكه السيارات الكهربائية فعليًا.
حصة المركبات في الطلب على الكهرباء
سيكون هناك نحو 27 مليون مركبة ركاب تعمل بالكهرباء على الطريق على مستوى العالم، وتقدر هيئة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة (بي إن إي إف) أن الطلب العالمي على الكهرباء من السيارات الكهربائية الكاملة والهجينة الموصولة بالكهرباء سيكون نحو 60 تيراواط/ساعة هذا العام، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستند التقديرات إلى متوسط مسافات القيادة، وكفاءة المركبات في مختلف البلدان، ومبيعات القطاعات، والانقسام بين أنواع المركبات الكهربائية وبعض العوامل الأخرى.
وتتمثل إحدى الطرق في مقارنة هذا الرقم بالطلب العالمي على الكهرباء، الذي سيكون في مكان ما نحو 28 ألف تيراواط/ساعة هذا العام؛ ما يعني أن السيارات الكهربائية ستضيف نحو 0.2% إلى الإجمالي.
وسيستهلك أسطول السيارات الكهربائية للركاب العالمي كمية مماثلة من الكهرباء مثل تلك التي تستهلكها سنغافورة.
ولا يزال اعتماد السيارات الكهربائية في أجزاء كبيرة من العالم في بدايته؛ لذا فإن المقارنة بالتوليد العالمي اليوم ليست عادلة تمامًا.
في النرويج، يوجد، حاليًا، أكثر من 20% من المركبات على الطريق وتقطع مسافة أكبر من نظيراتها العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، وتضيف السيارات الكهربائية نحو 1.4% إلى إجمالي الطلب على الكهرباء.
وتتميز النرويج بنسبة عالية جدًا من استهلاك الكهرباء للفرد؛ لأنها باردة، وهناك الكثير من التدفئة الكهربائية والكثير من العمليات الصناعية القائمة على الطاقة الكهربائية؛ لذا فإن القاسم المشترك كبير.
وتتوقع هيئة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة اعتمادًا سريعًا للمركبات الكهربائية في العقدين المقبلين، في إشارة إلى أن هذه الصورة ستتغير.
وتتضمن توقعاتها السنوية للمركبات الكهربائية سيناريوهين رئيسين:
- الأول يفترض أن قوى السوق هي المحرك الرئيس للتبني ولا يتم تنفيذ أي سياسات جديدة.
- الثاني يفترض أن كل بلد في العالم يسير على المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
في الحالة الأولى، التي أطلق عليها اسم سيناريو التحول الاقتصادي، تمثل المركبات التي تعمل بالبطاريات 75% من مبيعات مركبات الركاب العالمية بحلول عام 2040، وفقًا لما نشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية.
وفي سيناريو الحياد الكربوني، استحوذت على السوق بالكامل تقريبًا في أوائل عام 2030.
وقد يتجادل الناس بشأن معدلات انتشار المبيعات المحددة في تلك السيناريوهات، وهذا أمر جيد نظرًا لوجود مجال كبير للنقاش السليم.
عند استخدام هاتين النقطتين بصفتهما مرجعًا؛ فسيكون هناك نحو 730 مليون سيارة ركاب في عام 2040 -نحو نصف إجمالي الأسطول- وزيادة الطلب العالمي على الكهرباء بنحو 7% في السيناريو الأول.
وفي سيناريو الحياد الكربوني، يوجد أكثر من مليار سيارة كهربائية على الطريق بعد ذلك، ما يضيف نحو 9% إلى الطلب على الكهرباء.
تجدر الإشارة إلى أنه ليست كل المركبات الكهربائية عبارة عن سيارات؛ إذ تؤدي إضافة الحافلات والشاحنات والمركبات الكهربائية الأخرى إلى المزيج إلى زيادة الأرقام قليلًا؛ ما يضيف في مكان ما في حدود 11% و15% إلى الطلب العالمي على الكهرباء في عام 2040 بموجب السيناريوهين.
ويصبح الأمر أكثر إثارة للاهتمام إذا قُسِّمَت هذه النِّسب على مستوى الدولة.
في الصين، إذ لا يزال الطلب الإجمالي على الكهرباء ينمو بسرعة، تضيف السيارات الكهربائية من جميع الأنواع نحو 11% للطلب في عام 2040 في سيناريو التحول الاقتصادي.
وبالنسبة لأوروبا، فإن النسبة أقرب إلى 22%، بينما تضيف المركبات الكهربائية في الهند نسبة ضئيلة جدًا.
طلب السيارات على الكهرباء
في بعض البلدان الغنية؛ فإن السيارات الكهربائية تمنع الطلب على الكهرباء من الانخفاض، بينما في الاقتصادات الناشئة تقدم إضافة متواضعة للزيادات المتوقعة الثابتة في إجمالي الطلب على الكهرباء.
علاوة على ذلك، ستضيف كهربة جميع وسائل النقل البري تقريبًا بحلول عام 2050، في سيناريو الحياد الكربوني، نحو 27% إلى الطلب العالمي على الكهرباء.
في عام 2021، أنتجت الصين 983 تيراواط/ساعة من الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، أي 25 مرة أكثر من أسطول مركبات الركاب الكهربائية العالمي الموضوع في الخدمة.
وأضافت الصين نحو 255 تيراواط/ساعة من توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة إلى مزيج الطاقة لديها في عام 2021، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وهذا يعني أن توليد الكهرباء بالمصادر المتجددة، الذي رُكِّبَ حديثًا، أنتج أكثر من 6 أضعاف ما استهلكه أسطول السيارات الكهربائية للركاب العالمي بأكمله -الذي بُنِيَ على مدى سنوات عديدة.
وما يزال دمج السيارات الكهربائية في نظام الكهرباء يتطلب تخطيطًا دقيقًا، ويستوجب حوافز للشحن خارج أوقات الذروة لتقليل الطلب في الذروة، وتعزيز الشبكة المحلية في العديد من البلدان، وستظل مساهمة المركبات الكهربائية متواضعة للغاية لبضع سنوات، باعتبارها نسبة من الطلب العالمي على الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- الأرقام تؤكد خطأ تصريح البيت الأبيض حول نفط أوبك (رسم بياني)
- سياسة بايدن بشأن الطاقة تضر الحلفاء في الخارج والمستهلكين بالداخل (مقال)
- خيارات بايدن للسيطرة على أسعار النفط بعد قرار أوبك+