ما أثر تفجير نورد ستريم في خطوط الغاز العالمية؟ أنس الحجي يجيب
أحمد بدر
علّق مستشار تحرير الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على حوادث تفجير خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، التي وقعت خلال الأيام الماضية، وأثر ذلك في أسواق الطاقة.
وقال الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، والتي قدّمها تحت عنوان "ما أثر تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم؟"، إن خط الأنابيب "نورد ستريم 2" كان متوقفًا منذ البداية بسبب ضغوط أميركية وموقف حكومة "ميركل".
إلّا أن الأزمة الحقيقية، وفق الحجي، كانت في خط "نورد ستريم 1"، الذي كان يضخ الغاز الروسي إلى ألمانيا، ولكن انخفضت الكميات فيه لأسباب أعلنت روسيا أنها تتعلق بـ"الصيانة"، إذ كان هناك "توربين" يحتاج للإصلاح من جانب شركة سيمنس الألمانية، وأُرسِل إلى كندا، وحدثت بعض الإشكالات بشأنه.
وأضاف: "بعد ذلك، تعطلت عدّة توربينات أخرى، وبقي توربين واحد توقَّف هو الآخر، والسبب -كما قالوا- يتعلق بأعمال الإصلاح والصيانة والأوراق القانونية وغيرها، لذلك لم يكن هناك ضخ في الخط الأول، ولكن كان من المتوقع أن يعود الضخ في أيّ وقت".
آثار تفجير خطوط نورد ستريم
قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الأثر الأساسي للتفجير هو أن احتمال عودة نورد ستريم 1 إلى الضخ مرة أخرى قد انتهى، على الأقلّ خلال الشتاء المقبل.
وأوضح الحجي أن هناك آثارًا أكبر على المستوى العالمي، لا علاقة لها بإمدادات الطاقة من روسيا، لأن من قام بتفجير خط أنابيب الغاز الروسي لم ينتبه إلى الآثار الضخمة التي يخلّفها هذا الحادث، لأنه فتح الباب على مصراعيه لتفجير أيّ خطوط غاز في أيّ دولة، وعلى أيّ عمق.
وأضاف: "هناك عرف معروف في الصناعة دائمًا، وهو أنه إذا حدث تفجير لأسباب سياسية، مثلًا، إذا قامت مجموعة منزعجة من الحكومة في بلد ما بتفجير خط أنابيب، فإن ما يخيف القائمون على الصناعة أن بعض الناس يرون الضجة الإعلامية التي يصنعها التفجير، فيريدون الحصول على الضجة الإعلامية نفسها".
وتابع: "ولكن نحن نعرف أن هناك مجموعات إرهابية، ومجموعات سياسية معارضة، وأيضًا جماعات سياسية معارضة لروسيا، وهناك جماعات بيئية لها عمليات إرهابية، لذلك فإن أخطر ما في هذا التفجير هو فتح الباب أمام تفجير خطوط أنابيب الغاز في أيّ مكان".
هل فجَّر الروس أو الأميركيون الأنابيب؟
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنه -بكل بساطة- إذا ارتكب الروس حادث تفجير خط الأنابيب نورد ستريم، فإنهم يستطيعون أيضًا تفجير خط الأنابيب النرويجية، كما أن هناك أنابيب تأتي من الجزائر ومن دول أخرى، وكلها يمكن تفجيرها.
وتابع: "إذا كان الأميركيون أو غيرهم هم من قاموا بهذا التفجير، فإنهم يكونون قد فتحوا الباب للروس لتفجير الأنابيب في أماكن أخرى".
وشدد على أن حديثه عن الروس والأميركيين، نظرًا لأن هذا الحادث حدث بفعل فاعل، وليس حادثًا طبيعيًا، وذلك لأن طبيعته تشير إلى أنه تفجير قامت به مجموعة معينة، سواء كانت مستقلة أو تابعة لدولة معينة.
وأوضح أنه من الممكن أن تحدث انفجارات في خطوط أنابيب الغاز أو النفط نتيجة عوامل فنية، مثل تآكل الأنابيب مع الزمن، وهو أمر يحدث في عدّة أماكن، مثلما وقع انفجارين في المكسيك، أحدها قتل عددًا كبيرًا من الأشخاص في العاصمة.
ولكن، بحسب الدكتور أنس الحجي، خط نورد ستريم 1 يمكن أن يحدث فيه تآكل؛ لأنه قديم، ولكن بالنسبة لخطّ "نورد ستريم 2" فهو جديد ،ولم يعمل بعد، لذا لا يمكن لعملية التآكل أن تحدث في خطَّين بالوقت نفسه.
وأضاف: "كذلك لا يمكن القول، إن هناك مشكلة مماثلة لتلك التي حدثت في كاليفورنيا، عندما ألقت سفينة مرساها في عرض البحر، وعندما تحركت علقت المرساة في الأنبوب وشدّته معها".
وأشار إلى أن هناك فارقًا بين الأنبوبين يبلغ نحو 75 كيلومترًا، لذا لا يمكن أن تكون حادثة عرضية هي التي ضربت كل هذه الأنابيب، لذا، من الواضح أن الحادث عبارة عن تفجير مقصود.
الغاز أصبح سلعة عالمية
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن حادث تفجير خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم يدلّ على أن الغاز أصبح الآن سلعة عالمية.
وأضاف: "نحن نعرف طبعًا أن القمح سلعة عالمية، وأيضًا الحديد والنفط، ولكن، تاريخيًا، لم يكن الغاز سلعة عالمية، فهو دائمًا ما كان سلعة محلية، وفي بعض الأماكن كان يعدّ سلعة إقليمية، لأنه لا يمكن نقله من خلال أنابيب عبر المحيطات، ومن ثم ظل إقليميًا".
إلّا أن التوسع الضخم في الغاز المسال، بحسب الدكتور أنس الحجي، ونقله بوساطة الناقلات والسفن، جعل منه سلعة عالمية، موضحًا أنه ليس بمستوى عالمية النفط حتى الآن؛ لأنه يتطلب بنية تحتية كبيرة، ولكن واضح تمامًا أن العالمية بدأت في هذا السوق.
وأكد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة أن انفجارات خطوط أنابيب الغاز المملوكة لروسيا "نورد ستريم" دليل على عالمية الغاز الآن، وهو ما يعزز فكرة أنه ستكون هناك تفجيرات أخرى.
اقرأ أيضًا..
- تحالف أوبك+ يحتاج إلى تقليص الإنتاج.. و5 دول يمكنها الخفض (مقال)
- استهلاك المغرب من الغاز الطبيعي.. هل تؤمّن الاكتشافات احتياجات المملكة؟
- بعد انقطاعه 4 أيام.. الغاز الروسي يشق طريقه إلى إيطاليا من جديد