باكستان توافق مجددًا على تراخيص ملغاة للتنقيب عن النفط (تقرير)
نوار صبح
بعد أن تلقّت أكثر من 18 طلبًا لتمديد صلاحية تراخيص الاستكشاف، قررت حكومة باكستان الموافقة مجدَّدًا على تراخيص التنقيب عن النفط والغاز الملغاة، وتمديد مدة صلاحيتها لتعزيز استخراج الغاز المحلي وإنتاجه لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل.
واعتمدت باكستان، منذ عام 2015، على الغاز الطبيعي المسال المستورد لتلبية احتياجاتها المحلية؛ إذ تستورد البلاد بين 6 و7% من إجمالي احتياجاتها من الطاقة باعتبارها إجراءً مؤقتًا لتلبية الطلب، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعندما بدأت باكستان في الاعتماد بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال وباشرت استيراد 24% من احتياجاتها، أصبح المستثمرون الحريصون على أعمال التنقيب عن النفط والغاز في باكستان مترددين؛ ما أدى إلى توقف اكتشافات الغاز الجديدة.
علاوة على ذلك، غادرت جميع الشركات الأجنبية تقريبًا باكستان بسبب العقبات البيروقراطية والسياسات غير المستقرة، حسبما نشرت صحيفة إكسبرس تريبيون (Tribune) الباكستانية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وألغت الحكومة العديد من تراخيص الاستكشاف، خلال تلك المرحلة، وتوقفت عن منح تمديدات في صلاحية التراخيص.
وتعاني باكستان، في الوقت الحاضر، نقصًا حادًا في الغاز، وطرحت شركة باكستان للغاز الطبيعي المسال المحدودة (بي إل إل) مناقصة لشراء 12 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، ومع ذلك، لم يشارك أي طرف فيها.
ويرجح المحللون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد أزمة الطاقة خلال فصل الشتاء المقبل.
تجديد تراخيص التنقيب
في اجتماع عُقد في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، استعرضت لجنة التنسيق الاقتصادي التابعة لمجلس الوزراء الباكستاني تقريرًا موجزًا بشأن إحياء تراخيص التنقيب عن النفط والغاز الملغاة. وأُجِّلَ النظر في التقرير حتى الاجتماع التالي.
وقُدِّمَ تقرير آخر يتعلق بتمديد مدة صلاحية عقد تطوير وإنتاج حقل "زمزمة" للغاز الواقع في منطقة دادو في إقليم السند.
وأفاد قسم البترول، التابع لوزارة الطاقة في باكستان، بأن البلاد تواجه تحديات في تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة بسبب التوسع السكاني والنضوب الطبيعي لحقول النفط والغاز الرئيسة وزيادة الطلب وندرة الاكتشافات الجديدة.
وأضاف أن زيادة أنشطة الاستكشاف والتطوير تظل ضرورية للتغلب على نقص الطاقة، وتُعَد أنشطة الاستكشاف ضرورية لنمو صناعة النفط والغاز في باكستان، ولأمن الطاقة على المدى الطويل في البلاد.
وأشار إلى الخطوات التالية المطلوبة لحل أزمة الطاقة، وهي: الإسراع في استكشاف وتطوير حقول نفط وغاز جديدة، وزيادة إنتاج النفط والغاز المحلي، وتخفيف عبء الطاقة المستوردة على ميزان المدفوعات، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وذكر أن الحكومة الباكستانية تتخذ إجراءات مختلفة في هذا الصدد، وتتعلق إحدى هذه الخطوات بتمديد مدة صلاحية عقود التطوير والإنتاج الممنوحة سابقًا وعقود التنقيب؛ حيث تجري أنشطة التنقيب والتطوير المختلفة.
تمديد عقود التطوير والإنتاج في حقل زمزمة
تلقّت المديرية العامة للامتيازات البترولية في باكستان طلب تمديد عقود التطوير والإنتاج لحقل زمزمة للغاز الطبيعي، وأبلغت قسم البترول في وزارة الطاقة بذلك.
ومُنِحَت شركة حقل زمزمة، الذي يغطي مساحة 535.79 كيلومترًا مربعًا، ويقع في منطقة دادو، عقد إيجار لمدة 20 عامًا، بدءًا من أبريل/نيسان 2002.
وكان عقد التطوير والإنتاج لحقل زمزمة محكومًا بقواعد النفط والغاز الباكستانية (التنقيب والإنتاج)، 1986، حسبما نشرت صحيفة إكسبرس تريبيون (Tribune) الباكستانية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
قبل انتهاء صلاحية عقد حقل زمزمة، أعادت الشركة تقييم إمكانات إنتاج المشتقات النفطية، واكتشفت أنه لا تزال لديها إمكانية لمزيد من الإنتاج التجاري بعد أبريل/نيسان 2022 حتى عام 2027.
وروجعت قضية تمديد عقد التطوير والإنتاج في حقل زمزمة بدقة مع الأخذ في الاعتبار الاحتياطيات المتبقية القابلة للاستخراج والتقييم الاقتصادي للحقل المذكور.
وأوصى قسم البترول بتمديد مدته 5 سنوات بدءًا من 29 أبريل/نيسان 2022، لترخيص أعمال التطوير والإنتاج في حقل زمزمة وفقًا للشروط والأحكام الحالية.
ونظرت لجنة التنسيق الاقتصادي في التقرير المقدم من قسم البترول بشأن "منح التمديد في مدة صلاحية عقد التطوير والإنتاج في زمزمة الذي يغطي مساحة 535.79 كيلومترًا مربعًا في منطقة دادو، بإقليم السند" ووافقت على الاقتراح.
اقرأ أيضًا..
- لأول مرة.. استخدام ميكروبات آكلة للنفط لإنتاج الهيدروجين من الآبار المستنفدة (تجربة ميدانية)
- الآبار المحفورة غير المكتملة في أميركا تهبط لأقل مستوى منذ 2013 (تقرير)
- سياسة بايدن بشأن الطاقة تضر الحلفاء في الخارج والمستهلكين بالداخل (مقال)
