التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

ما آثار التغير المناخي في دول الخليج؟ خبيرة عُمانية تجيب (تقرير)

أحمد بدر

قالت الخبيرة في شؤون المناخ والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي، إن آثار التغير المناخي في دول الخليج تطول مختلف جوانب الحياة.

جاء ذلك خلال مشاركة القرشي في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" على موقع تويتر، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "التغير المناخي في دول الخليج.. أسبابه وآثاره والحلول المقترحة".

وأضافت القرشي أن أبرز آثار التغير المناخي عالميًا كان ارتفاع درجات الحرارة، التي ما إن زادت عن الحدود المعتادة في دول الغرب حتى بدأت حالات الوفاة هناك، في حين لم تواجه دول الخليج أزمة كبيرة في هذا الأمر، إذ إن ارتفاع الحرارة هناك يُعَد أمرًا طبيعيًا.

وأوضحت الخبيرة العُمانية في شؤون التغير المناخي، أن من بين الآثار المناخية الحالية الفيضانات والأمطار الحمضية والأمراض حيوانية المصدر وانتشار أمراض الصدر والرئة والقلب، وكذلك الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه وبعض أمراض السرطان، وأيضًا الأمراض النفسية، إذ تتباين استجابة مكان إلى آخر ودولة إلى أخرى لهذه المتغيرات.

أثر التغيرات المناخية في الخليج

قالت الخبيرة في شؤون المناخ والحماية من الفيضانات الدكتور عائشة القرشي، إن بعض دول الخليج -مثل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية- شهدت عواصف كان السبب الرئيس في حدوثها هو التغير المناخي، ومثلها أعاصير وعواصف في أميركا وبعض الدول الأوروبية.

التغير المناخي
الجفاف أحد مظاهر التغير المناخي - الصورة من موقع الإسكوا التابع للأمم المتحدة

وأشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى الجفاف، بجانب ذوبان الصفائح الجليدية، وبالنسبة إلى المحيطات التي دائمًا ما تمتص ثاني أكسيد الكربون، أدت زيادة نسبة هذا الغاز إلى أن تصبح المحيطات أكثر حمضية، وهو ما أثر بصورة كبيرة في الحياة البحرية، حتى إن أنواعًا من الحيوانات والكائنات البحرية أصبحت في خطر.

وأوضحت أن هناك تغيرات في دول الخليج بسبب التغير المناخي قد لا يلاحظها البعض بسبب الانغماس في حياة الرفاهية، على الرغم من أن الدراسات تكشف عن وجود ارتفاع في مستوى ماء الخليج، وهو أمر مهم جدًا، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة.

وأضافت: "قرأت دراسة في سلطنة عمان، قبل أيام، تؤكد وجود ارتفاع في درجات الحرارة بعدة مناطق عن مناطق أخرى، بجانب وجود مخاوف من ارتفاع منسوب مياه البحر، وأيضًا زيادة مستوى الرطوبة، التي من المنتظر أن تزيد بدرجة أكبر، وكذلك تصاعد مستوى الأمطار في الشتاء".

الفيضانات والأعاصير في دول الخليج

قالت الدكتورة عائشة القرشي: "بحكم تخصصي في هيدرولوجيا المناطق الجافة، أقول إن الأمطار في دول الخليج بفصل الشتاء ما كانت تؤدي من قبل إلى فيضانات أو موجات كبيرة جدًا من المياه بالطريقة التي أصبحنا نراها، فالأمطار في المناطق الجافة عادة ما تكون متساوية وأقل حدة وأكثر انتشارًا مما نراه اليوم".

ولفتت إلى أن الأمطار قليلة الشدة وواسعة الانتشار لا تؤدي إلى فيضانات غزيرة، وإنما تكون أمطارًا هابطة من الأودية في شكل غير مؤذٍ، حتى إن بعض مواطني الخليج كانوا ينتظرونها للخروج في نزهات.

وأوضحت أنه على العكس من الأمطار في الشتاء، عادة ما تكون الأمطار الحادة في فصل الصيف، فتأتي كثيفة وشديدة، حتى إن الأودية قد تنجرف خلال ساعة من نزول الأمطار، والأجانب الذين يأتون إلى بعض دول الخليج ولا يعرفون عن هذا الأمر شيئًا قد يفقدون حياتهم.

ويشير الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- إلى أبرز الكوارث الطبيعية في العالم، التي جاء بعضها بسبب تغير المناخ:

تكلفة الكوارث الطبيعية

وعن الأعاصير التي سبّبها التغير المناخي في دول الخليج، قالت الدكتورة عائشة القرشي إنها زادت بنسبة كبيرة جدًا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في المملكة العربية السعودية، وهي الأقرب لسلطنة عمان من حيث الهيدرولوجيا والجغرافيا.

وأضافت: "كل دول الخليج أقل حجمًا من السعودية وعمان، لذلك لا تظهر فيها الأودية بصورة كبيرة، وتليهما الإمارات التي تُعد ثالث أكبر دولة خليجية وشهدت موجة قوية من الأمطار والأعاصير مؤخرًا، و-أيضًا- غرقت كل من قطر والكويت".

وأشارت إلى انتشار العواصف الترابية -أيضًا-، ففي سلطنة عمان كانت الرؤية تتعذّر بسبب الأتربة القوية المنتشرة في الجو جراء مثل هذه العواصف، وتعرّضت -أيضًا- الإمارات مؤخرًا لعواصف ترابية، ودول أخرى في الخليج تشهد مثل هذه الظاهرة.

كيف تأثرت سلطنة عمان بالتغير المناخي؟

تحدّثت الخبيرة في شؤون المناخ والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي عن أبرز الآثار التي واجهتها سلطنة عمان بسبب التغير المناخي، وأبرزها فيضان "جونو" عام 2007، الذي بلغت خسائره نحو 4 مليارات دولار.

التغير المناخي
إعصار شاهين في سلطنة عمان - الصورة من وكالة الأنباء العمانية

وقالت إنه من المهم أن تجري الدول تحليلًا لمنحنيات تكرار الأمطار والفيضان، لكي تتوصل إلى مدة تكرار كل حدث مهم مثل الفيضانات، لأنها من خلال هذا التحليل ستعرف ما إذا كان هذا الحدث عاديًا أم لا، وهل هو متوقع حدوثه أم لا؟

وأضافت: "فيضان جونو الذي استمر لمدة طويلة، سجّل في يوم واحد فقط 714 ملليمترًا، حسب منحنيات تكرار الأمطار وليس الفيضانات، إذ إنه بمقياس الفيضانات سجّل ما بين 7 و10 آلاف متر مكعب من المياه".

وأوضحت أن هذا الفيضان بمقياس الأمطار، كانت مدة تكراره حسب المنحنيات نحو 500 عام، أي أنه ليس من المتوقع أن يهطل المطر وترتفع مستويات المياه بهذه الدرجة والقوة إلا بعد 500 عام أخرى، ولكن المفاجأة أنه في عام 2010 جاء فيضان "فيت".

وعن هذا الفيضان "فيت"، قالت إنه سجل كميات من الأمطار في يوم واحد بلغت 585 ملليمترًا، وكانت نسبة منحنيات تكراره نحو 300 عام. ثم في عام 2011 تعرضت سلطنة عمان إلى فيضان "كيلا" الذي بلغت كمية الأمطار الخاصة به في يوم واحد 758 ملليمترًا، ونسبة تكراره 500 عام، وفي عام 2020 جاء إعصار شاهين مصحوبًا بفيضان عارم.

وشددت الدكتور عائشة القرشي على أن هناك حاجة إلى إعادة تأسيس البنى التحتية لمواجهة الأمطار والفيضانات، إذ إن البنية التحتية الحالية قائمة على أسس قديمة، موضحة أنه حتى إذا كانت هذه الخطوة مكلفة، فإنها تبقى أقل ضررًا من حجم الخسائر التي وصلت مع فيضان "جونو" إلى 4 مليارات دولار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الدراسة الاستباقية للمخاطر الطبيعية وحتى الاصطناعية وجهان لعملة واحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق