صفقة لنقل الكربون وتخزينه بين الدنمارك وبلجيكا.. الأولى من نوعها بين الدول
مي مجدي
أبرمت الدنمارك وبلجيكا أول صفقة من نوعها بين دول العالم لنقل الكربون وتخزينه في بحر الشمال.
ويتعاون البلدان في التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه ونقله عبر حدودهما بهدف التخزين الجيولوجي على نحو دائم، حسبما نشر موقع أوفشور إنرجي (Offshore Energy).
وفي هذا الإطار، وقعت وزيرة العدل والبيئة والطاقة الفلمنكية زوهال ديمير، ووزير العدل البلجيكي فنسنت فان كويكنبورن، ووزير المناخ والطاقة والمرافق العامة الدنماركي دان يروغنسن إعلان النوايا في 13 سبتمبر/أيلول (2022).
وتوصف الصفقة بأنها أول اتفاقية ثنائية من نوعها على الإطلاق بين الدول، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
نقل الكربون عبر الحدود
إلى جانب إطار العمل بشأن التعاون في التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، توصلت الأطراف إلى اتفاق يتعلق بكيفية نقل الكربون عبر الحدود وفقًا لبروتوكول لندن.
وبموجب الاتفاق، سيمكن نقل الكربون من بلجيكا لتخزينه في مستودعات على عمق 1800 متر تحت قاع البحر في بحر الشمال الدنماركي.
وهذا يعني أن شركة إنيوس يمكنها المضي قدمًا في مشروعها التجريبي "غرينساند"، والذي يهدف لالتقاط 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2025، و8 ملايين طن بحلول عام 2030، حيث من المتوقع بدء تنفيذه في وقت لاحق من العام الجاري (2022).
Zopas tekende ik een overeenkomst met Denemarken (@DanJoergensen) om CO2-uitstoot af te vangen en op te slaan in hun onderzeese, lege gasvelden, samen met collega @Zu_Demir. Een technologie waar de chemiesector in Antwerpen een wereldwijde voortrekker van is. 👍 #CCUS pic.twitter.com/Tmq8uNTb6z
— Vincent Van Quickenborne (@VincentVQ) September 13, 2022
ومن الممكن أن يسهل الاتفاق عملية نقل الكربون الآن من مصنعها في زفايندريخت عبر ميناء أنتويرب إلى منصة "نيني" التابعة للشركة في بحر الشمال الدنماركي لتخزينه بصورة دائمة.
ويعد مشروع غرينساند من المشروعات الرائدة في تخزين الكربون بأوروبا، ويجمع اتحادًا مكونًا من 23 شركة متخصصة ومراكز أبحاث ومؤسسات بقيادة شركتي إنيوس ووينترشال ديا.
وفي هذا الصدد، أعرب مدير المشروع سورين رينهولد بولسن عن سعادته بالصفقة الجديدة، مؤكدًا أنها خطوة مهمة لمواصلة تنفيذ المشروع، ومساهمته في التحول الأخضر بالدنمارك.
أهداف الحياد الكربوني
يعد هذا التعاون جزءًا من الجهود المبذولة للمساهمة في تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأشاد وزير المناخ والطاقة والمرافق العامة الدنماركي دان يروغنسن بهذه الخطوة، مؤكدًا أنها ستمهد الطريق لبلاده وبلجيكا لنقل ثاني الكربون عبر الحدود بهدف التخزين الجيولوجي بصورة دائمة.
وقال: "لا ترغب الدنمارك في تحقيق هدف الحياد الكربوني الوطني بحلول عام 2050 فحسب، بل تأمل مساعدة أوروبا لتصبح أكثر اعتمادًا على الطاقة الخضراء".
وأوضح أن الاتفاق يساعدها في إحراز بعض التقدم لتحقيق هذا الهدف.
وتأتي هذه الخطوة بعد توقيع شركة نورثرن لايتس، وهي مشروع مشترك مملوك لشركات إكوينور وشل وتوتال إنرجي، مع شركة الكيماويات النرويجية "يارا" أول صفقة تجارية عابرة للحدود في العالم لنقل الكربون وتخزينه، أواخر شهر أغسطس/آب (2022).
ويشمل الاتفاق نقل الكربون بعد التقاطه من مصنع "سلايسكيل" للأمونيا والأسمدة التابع لشركة يارا في هولندا، وتخزينه بصفة دائمة تحت قاع البحر، قبالة سواحل النرويج، وفق لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تفاصيل عن أول مشروع عابر للحدود لنقل الكربون وتخزينه:
أهمية تقنية تخزين الكربون
تمثل تقنية تخزين ثاني أكسيد الكربون أداة رئيسة للحد من أزمة تغير المناخ وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (آي بي سي سي).
وترى أن التقنية يمكن أن تسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يصعب تقليلها.
وتقول الهيئة إن نقل الكربون بين الدول أمرًا ضروريًا، حيث لا تتاح لجميع الدول فرصة تخزين ثاني أكسيد الكربون، مؤكدة أن التعاون الإقليمي والبنية التحتية العابرة للحدود أمران حاسمان.
وخلال العام الماضي (2021)، وافقت الحكومة الدنماركية على تمويل قدره 41 مليون دولار لتنفيذ مشروعين في احتجاز الكربون وتحزينه.
وستستخدم المشروعات البنية التحتية الحالية للنفط والغاز في بحر الشمال، بهدف دعم أهداف البلاد لخفض انبعاثات الكربون لعام 2030 وما بعده.
وفي يونيو/حزيران (2022)، وقعت الحكومة اتفاقية سياسية جديدة مع 8 أحزاب، وبموجبها تمتلك 20% في تراخيص تخزين الكربون المستقبلية ببحر الشمال.
كما اتفق مشغل محطة الغاز المسال البلجيكي فلوكسيس وعملاقة الطاقة النرويجية إكوينور على تطوير مشروع لالتقاط الكربون وتخزينه يربط بين البلدين.
وستسمح البنية التحتية بنقل الكربون إلى مواقع التخزين في بحر الشمال، ومن المتوقع صدور قرار استثماري بحلول عام 2025.
اقرأ أيضًا..
- توقعات اجتماع أوبك+ المرتقب وهل تعلن السعودية خفضًا طوعيًا؟.. 5 خبراء يجيبون
- بتروبراس تتعاقد مع كيبل السنغافورية لبناء سفينة إنتاج وتخزين بـ2.8 مليار دولار (تقرير)
- لماذا ما تزال السيارات الكهربائية باهظة الثمن رغم زيادة الاهتمام بتصنيعها؟