لماذا ما تزال السيارات الكهربائية باهظة الثمن رغم زيادة الاهتمام بتصنيعها؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
رغم اتجاه العديد من شركات السيارات مؤخرًا إلى الاهتمام بتصنيع المركبات الكهربائية في مسعى للتوافق مع متطلبات البيئة، فإن أسعار هذا النوع من المركبات ما يزال مرتفعًا، وليس في متناول أيدي الغالبية.
وفي سؤال طرحه مقال رأي نشره موقع بلومبرغ للكاتبة أنجاني تريفيدي، بعنوان لماذا ما تزال السيارات الكهربائية باهظة الثمن؟ وما هي التكلفة الفعلية لتصنيع المركبات الكهربائية؟ توصلت الكاتبة إلى أن اللوم يقع على صانعي هذه المركبات عندما يتعلق الأمر بالأسعار المرتفعة.
وترى الكاتبة أن شركات السيارات تنفق مبالغ طائلة من الأموال على البحث والتطوير، في المقابل، لا تنتج إلا القليل من السيارات الكهربائية، وهو الأمر الذي يتسبب في إحباط المستهلكين.
مليارات الدولارات
يرى المقال أن صانعي السيارات الكهربائية ينفقون مليارات الدولارات في البحث والتطوير، ومع ذلك لا تساعد كل هذه الأموال المنفقة على انتشار السيارات الكهربائية بالوتيرة الكافية.
ويعتمد تصنيع المركبات الكهربائية على قطع غيار أقلّ مقارنة بالسيارات التقليدية، ومن ثم تقوم أغلب الشركات المصنّعة بشراء الأنظمة وغيرها من بعض قطع الغيار بشركات أخرى.
ومن ثم، فإن صانعي السيارات الكهربائية لا يقومون بالضرورة بتصنيعها بشكل كامل، لذا تساءل المقال عن القيمة المضافة التي تسهم بها الشركات ضمن علاماتها التجارية.
ورغم استمرار ارتفاع نفقات البحث والتطوير، فإن المعروض من المركبات الكهربائية قليل نسبيًا، وفقًا لكاتبة المقال.
واستعرض المقال مثالًا بشركة نيو الصينية التي قامت برفع نفقات البحث والتطوير بنسبة 143% خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة مع الربع نفسه من 2021، وهي الزيادة الناجمة عن تكاليف التصميم والتطوير الإضافي للتكنولوجيات الجديدة.
وخلال هذه المدة، أي من الربع الثاني من 2021 وحتى الربع نفسه من العام الجاري (2022)، زادت نفقات شركة نيو الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية على البحث والتطوير من 6250 دولارًا لكل سيارة كهربائية مبيعة، لتصل إلى 12.964 ألف دولار، في حين تعمقت الخسائر إلى 404.5 مليون دولار بدلًا من قرابة 91 مليون دولار.
وبعبارة أخرى، يشير المقال إلى أن صانعي السيارات الكهربائية ينفقون أموالًا كبيرة على البحث والتطوير، حتى مع تفاقم الخسائر.
كما عززت شركة أكس بانغ الصينية -التي تتخذ من الصين مقرًا ومُدرجة في بورصة نيويورك- تمويل قطاع البحث والتطوير بنحو 47%، وتسعى أيضًا شركة لي أوتو (Li Auto) الصينية إلى جمع المزيد من الأموال لتطوير تقنيات السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية، وتطوير السيارات في المستقبل.
إفصاح محدود وغير مفهوم
يأتي ذلك الإنفاق بالتزامن مع إفصاح محدود من جانب الشركات المصنّعة عن مراحل التطوير أو ملامحه التي تكلف أموالاً طائلة، أو عن سبب تعيين العديد من المتخصصين في البحث والتطوير.
ورأى المقال أنه ليس هناك أيّ دليل على نتائج ما تفعله تلك الشركات من إنفاق وأبحاث وغيره، فأيًا كانت التقنيات متطورة، ما تزال تكلفة السيارات الكهربائية قريبة من متوسط الدخل السنوي للأسر الأميركية البالغ 67 ألف دولار.
وقالت الكاتبة: "القضية ليست مجرد الإنفاق، إذ يرغب الأفراد في شراء المركبات الكهربائية، ولكن أوقات الانتظار حتى الحصول على سيارة كهربائية في الولايات المتحدة وأوروبا -على سبيل المثال- قد تصل إلى 15 شهرًا أو أكثر".
ودعت الكاتبة مصنّعي السيارات للاتجاه إلى دعم شراء السيارات الكهربائية بدلًا من الإنفاق على برامج التسويق أو التكنولوجيا غير الضرورية، مما يضطرهم إلى رفع التكلفة النهائية للمركبة الكهربائية.
وتُظهر المستويات الحالية لنفقات البحث والتطوير بالنسبة لعدد المركبات الكهربائية المصنّعة أن شركات تصنيع السيارات الكهربائية لم تكن مستعدة حقًا كي تصبح شركات عامة مدرجة في البورصة، وفق ما تقوله الكاتبة في مقالها الذي نشرته وكالة بلومبرغ.
ويأتي ذلك مع وجود شكوك حول كون إنفاق شركات تصنيع السيارات الكهربائية سيؤدي إلى نتائج مجدية، أو أن هذه الشركات تستطيع صنع سيارات كهربائية مجدية من الناحية التجارية.
وترى الكاتبة أنه يجب ألّا يقوم المستثمرون والمستهلكون بتمويل سياراتهم المستقبلية عندما لا يكون هناك ما يكفي من المركبات الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
- هل ما زال شحن السيارات الكهربائية أرخص رغم أزمة الطاقة؟.. تقرير يجيب
- خطط تصنيع السيارات الكهربائية في أميركا تهدد مصير العمال (دراسة)
- الجفاف يضاعف أزمة صناعة السيارات الكهربائية مع ارتفاع أسعار الليثيوم
اقرأ أيضًا..
- كيف تصبح ملامح سوق الغاز العالمية حال تحقيق سيناريو الحياد الكربوني؟ (تقرير)
- إيرادات مصر من صادرات الغاز تقفز 13 ضعفًا في 8 سنوات
- إيران ستواصل إرسال الوقود إلى لبنان.. وأميركا تغضّ الطَّرْف (مقال)