زيادة إنتاج الفحم تنقذ الهند من براثن أزمة الكهرباء

أمل نبيل

2022-09-28

0 426

نجحت الهند في تأمين احتياجات البلاد من الكهرباء خلال موسم الخريف الحالي، بدعم من زيادة إنتاج الفحم محليًا، وزيادة الطاقة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، بحسب رويترز.

وعانت الدولة الواقعة في جنوب آسيا العام الماضي (2021) نقصًا في إنتاج الفحم، ما أدى إلى عدم استقرار الشبكة وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.

وتمتلك الهند احتياطيات من الفحم تصل إلى 344 مليار طن، وتستحوذ شركة كول إنديا على 80% من إنتاج الفحم في الدولة الآسيوية، بحسب بيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

إنتاج الفحم في الهند

رغم زيادة استهلاك الكهرباء في الهند بصورة كبيرة فإن مخزونات الفحم تزيد على ضعف مستوى العام الماضي (2021).

وانتعش الطلب على الكهرباء في الهند بدعم من زيادة النشاط الاقتصادي وتخفيف قيود جائحة كورونا، وارتفاع درجات الحرارة.

وبين شهري يونيو/حزيران وأغسطس/آب (2022)، ارتفع إجمالي الطلب على الكهرباء في الهند إلى 22 مليار كيلوواط/ساعة، بزيادة قدرها 6% عن المدة نفسها من عام 2021.

ولُبّي الطلب المتزايد على الكهرباء من خلال توليد الطاقة الشمسية الإضافية (+6 مليار كيلوواط/ساعة)، ومحطات الطاقة الحرارية (+16 مليار كيلوواط/ساعة)، التي تحرق الفحم في الغالب.

إنتاج الفحم — عامل في أحد مناجم الفحم بالهند - الصورة من رويترز

ونمت القدرة المركبة للهند من المزارع الشمسية وتوربينات الرياح بنسبة 16% بنهاية أغسطس/آب (2022)، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي (2021)، ما ساعد على زيادة حصة الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة.

ولكن لُبّيت معظم الزيادة في الطلب من خلال التشغيل المكثّف والموثوق لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.

وشجعت السياسات الحكومية على زيادة إنتاج الفحم المحلي الذي ارتفع بمقدار 27 مليون طن (17%) بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب (2022) مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق (2021).

وتُعَد الهند ثاني أكبر مستورد للفحم في العالم، وتستورد احتياجاتها بصفة رئيسة من إندونيسيا وأستراليا وجنوب أفريقيا.

وارتفع استهلاك الدولة الواقعة في جنوب آسيا بنحو 700% خلال السنوات الـ40 الأخيرة، ومن المتوقع أن يتراوح الطلب على الفحم في الهند بين 1.3 و1.5 مليار طن بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 63% عن المعدلات الحالية للاستهلاك.

مخزونات الفحم

بلغ متوسط عدد القطارات المُحمّلة بالفحم المرسلة من المناجم إلى محطات توليد الكهرباء إلى 235 قطارًا يوميًا، ارتفاعًا من 214 قطارًا في عام 2021.

وسجّل إجمالي شحنات الفحم لمنتجي الكهرباء 177 مليون طن خلال المدة بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب (2022)، ارتفاعًا من 150 مليون طن في عام 2021، ونتيجة لذلك، أصبح لدى منتجي الطاقة أكثر من 9 أيام من مخزونات الفحم مقارنة بـ4 أيام فقط خلال المدة نفسها من العام الماضي (2021).

وأدت مخزونات الفحم المرتفعة إلى انخفاض عدد حالات انقطاع التيار الكهربائي، وزيادة سعة التوليد.

وساعدت زيادة توليد الطاقة الشمسية على تلبية ذروة الطلب في منتصف وقت الظهيرة مع تشغيل مكيفات الهواء والمبردات، في حين أسهم توليد الكهرباء من الفحم في تلبية الأحمال العالية في المساء، مع تراجع إنتاج الألواح الشمسية.

وفي نظام نقل الكهرباء على الصعيد الوطني، ظل التردد قريبًا من الهدف البالغ 50.0 دورة في الثانية (هرتز)، ما يشير إلى أن التوليد والحمل متوازنان.

وكانت أوقات التردد المنخفض (أقل من 49.9 هرتز) أقصر وأقل شيوعًا مما كانت عليه في أبريل/نيسان 2022 وأكتوبر/تشرين الأول 2021، عندما كانت الانخفاضات الكبيرة في التردد من أعراض عدم قدرة المولدات على تلبية الطلب.

الطلب على الكهرباء

يرتفع استهلاك الكهرباء وكذلك إنتاج الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الهند خلال أشهر الصيف وينخفض في الشتاء.

لكن قد يواجه تلبية الطلب على الكهرباء خلال فصلي "الربيع" الذي يسبق الرياح الموسمية، و"الخريف" الذي يأتي بعد هبوبها، بعض التحديات إذا جاء الطقس الحار في وقت أبكر أو استمر لمدة أطول من المعتاد.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2021)، أدى طول موسم الصيف الحار إلى استمرار تشغيل تكييف الهواء عند مستويات أعلى من المعتاد، في حين كان إنتاج مصادر الطاقة المتجددة يتلاشى، وظلت مخزونات الفحم منخفضة بعد الرياح الموسمية، ما تسّبب في انقطاع التيار الكهربائي.

وفي أبريل/نيسان 2022، وصل الطقس الحار جدًا في وقت أبكر بكثير من المعتاد، عندما كان الإنتاج من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية لا يزال يتزايد من أدنى مستوياته في الشتاء.

وتفاقمت أزمة انقطاعات الكهرباء في غالبية الولايات الهندية، في شهر أبريل/نيسان الماضي، ما دفع وزارة الكهرباء إلى إجبار المرافق التابعة لها على استيراد 10% بحد أدنى من الوقود الملوث لمزجه مع الفحم المحلي.

شبكة الكهرباء الهندية

في الوقت الحالي، تبدو شبكة الكهرباء في الهند في وضع أفضل، لأنه على الرغم من انخفاض مخزونات الفحم فإنها تتماشى مع مستويات ما قبل الوباء في ذلك الوقت من العام.

ويجب أن تظل مخزونات الفحم الحالية عند مستويات مرتفعة بما يكفي للحفاظ على تشغيل المولدات بصفة موثوقة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2022) حتى تنخفض درجات الحرارة ويُعاد بناء المخزونات هذا الشتاء.

وستدعم إمدادات الكهرباء الموثوقة النشاط التجاري، وتقلل من الحاجة إلى مشتريات مذعورة ومكلفة للفحم المستورد من السوق الفورية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..