وكالة الطاقة الدولية: أزمة الطاقة العالمية تعزز الاهتمام بالهيدروجين
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
قالت وكالة الطاقة الدولية، إن أزمة الطاقة التي يواجهها العالم حاليًا زادت من الاهتمام بالهيدروجين بشكل أكبر، ورغم ذلك هناك حاجة إلى دعم سياسي أكبر لتعزيز استخدامات جديدة له في الصناعات الثقيلة والنقل.
وتوقعت وكالة الطاقة، في تقرير حديث عن مراجعة الهيدروجين عالميًا، والصادر اليوم الخميس (22 سبتمبر/أيلول 2022)، نمو إنتاج الهيدروجين بوتيرة قوية عبر التحليل الكهربائي، فضلًا عن انتشار المشروعات التجريبية في البحث عن تطبيقات جديدة لصناعات مثل الصلب والنقل.
ورأت الوكالة أن التطورات في تقنيات الهيدروجين قد تؤدي إلى زيادة متوقعة بمقدار 6 أمثال بحلول منتصف العقد الجاري (2025) فيما يتعلق بالقدرة التصنيعية للمحلل الكهربائي اللازم لإنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات.
إنتاج الهيدروجين واستهلاكه
تشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن إجمالي إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات عالميًا كان أقلّ من مليون طن خلال العام الماضي (2021)، منبّهةً إلى أن إنتاجه كان يعتمد -في الغالب- على الوقود الأحفوري مع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.
بينما بلغ إجمالي الطلب على الهيدروجين عالميًا خلال 2021 نحو 94 مليون طن، متجاوزًا الاستهلاك القياسي المسجل في العام السابق لوباء كورونا (2019) عند 91 مليون طن.
وتؤكد وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أن غالبية الطلب على الهيدروجين في العام الماضي جرت تلبيته من خلال الهيدروجين المنتج عبر الوقود الأحفوري دون تقنية احتجاز الكربون.
الهيدروجين عنصر مهم للطاقة النظيفة
رغم قفزة الطلب على التطبيقات الجديدة للهيدروجين بنسبة 60% خلال العام الماضي، ترى وكالة الطاقة الدولية أن وتيرة النمو تلك كانت من مقارنة منخفضة، إذ ارتفع إلى 40 ألف طن فقط.
ويؤكد تقرير الوكالة أن الوقود المشتق من الهيدروجين يمكن أن يسهم في تحقيق الطموحات المناخية وتعزيز أمن الطاقة -حال إنتاجه بطريقة نظيفة- لقطاعات، مثل الصناعات الثقيلة والنقل.
وأدت أزمة الطاقة العالمية الراهنة إلى التوسع في خطط مشروعات إنتاج الهيدروجين، ومع ذلك، هناك عدد قليل من تلك المشروعات قيد الإنشاء، وفقًا للتقرير.
بدوره، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن هناك علامات متزايدة على أن الهيدروجين سيكون عنصرًا مهمًا في الانتقال إلى الطاقة النظيفة بشكل آمن وبأسعار معقولة.
ومع ذلك، يرى فاتح بيرول أنه ما تزال هناك تطورات مطلوبة في التكنولوجيا، بالإضافة إلى الطلب اللازم لتحقيق إمكاناته.
ودعا الحكومات إلى تنفيذ سياسات ملموسة لإزالة الحواجز التنظيمية ودعم المشروعات الجاهزة.
الطلب العالمي
يتوقع تقرير وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على الهيدروجين إلى 115 مليون طن بحلول عام 2030.
وحال التزام الحكومات بتعهداتها المناخية، توقعت وكالة الطاقة أن يرتفع الطلب العالمي على الهيدروجين إلى 130 مليون طن، على أن يُلبَّى ربع الطلب بوساطة الهيدروجين منخفض الانبعاثات.
وأشار التقرير إلى بدء أول مصنع تجريبي لاستخدام الهيدروجين في إنتاج الحديد، الأمر الذي دفع إلى تزايد إعلانات تنفيذ مشروعات صلب جديدة بعد عام واحد فقط من التشغيل التجريبي للمصنع.
كما شهدت ألمانيا بدء تسيير أول قطار يعمل بخلايا وقود الهيدروجين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 100 مشروع تجريبي لاستخدام الهيدروجين ومشتقاته في الشحن.
وفي قطاع الطاقة، هناك إعلانات مشروعات لاستخدام الهيدروجين والأمونيا بقدرات تصل إلى ما يقرب من 3.5 غيغاواط من السعة المحتملة بحلول عام 2030.
التحليل الكهربائي
قدّرت وكالة الطاقة الدولية أنه حال تنفيذ جميع المشروعات المعلنة حاليًا، من المتوقع أن يصل إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات إلى ما بين 16 و24 مليون طن سنويًا بحلول 2030، إذ يأتي أكثر من نصفه عبر طريقة التحليل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة المتجددة.
وبحسب الوكالة، سيؤدي الانتهاء من جميع خطط مشروعات إنتاج الهيدروجين لزيادة قدرة العالم على إنتاج ذلك الوقود عبر التحليل الكهربائي إلى 290 غيغاواط بحلول 2030، مقارنة بـ0.5 غيغاواط بنهاية عام 2021.
ولفت التقرير إلى أنه بناءً على أسعار الطاقة الحالية، يمكن أن ينافس الهيدروجين المنتج من خلال الطاقة المتجددة نظيره المنتج من الوقود الأحفوري في المناطق التي لديها موارد متجددة جيدة، لكنها تعتمد في الوقت الراهن على الوقود الأحفوري المستورد لإنتاج الهيدروجين.
وسيؤدي كذلك الانتهاء من مشروعات الهيدروجين التي تستخدم طريقة التحليل الكهربائي في خفض التكاليف بنسبة 70% بحلول عام 2030.
واقترح تقرير وكالة الطاقة الدولية خطة للحكومات تمكّنها من تقليل المخاطر وتحسين الجدوى الاقتصادية للهيدروجين منخفض الانبعاثات، ومنها إنشاء الطلب من خلال المزادات والتفويضات والحصص والمتطلبات في المشتريات العامة.
كما يمكنها بناء خطوط أنابيب الغاز والمحطات والبنية التحتية الأخرى لتكون متوافقة مع الهيدروجين والأمونيا.
ويتطلب إنشاء أسواق دولية للهيدروجين التعاون لتطوير معايير ولوائح وشهادات مشتركة، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- النرويج تقتنص أكبر محلل كهربائي لإنتاج الهيدروجين في العالم
- الهيدروجين الأخضر يتصدر مشروعات شركات الطاقة في 3 قارات (تقرير)
- طرح أول مولد يعمل بالهيدروجين.. بديل مثالي لمولدات الديزل والبنزين (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- تقنية جديدة لتخزين الطاقة الشمسية على مدار الساعة
- ارتفاع قياسي بإيرادات صادرات الغاز المسال الأسترالي.. 58% خلال أغسطس
- أكبر حقول النفط العربية.. السعودية والكويت والجزائر بين الأبرز (تقرير)