النفط السعودي يتفوق على روسيا في قائمة مشتريات الهند
خلال شهر أغسطس الماضي
مي مجدي
تفوق النفط السعودي على الخام الروسي ضمن قائمة مشتريات الهند من النفط الخام خلال الشهر الماضي، إذ أدى ارتفاع الطلب على النفط في آسيا إلى انتعاش أسعار الخام الروسي.
فخلال شهر أغسطس/آب (2022)، باتت السعودية ثاني أكبر مصدر للنفط إلى الهند بعد فجوة استمرت 3 أشهر، متجاوزة روسيا بهامش ضئيل، بينما احتفظ النفط العراقي بالصدارة، بحسب بيانات نشرتها وكالة رويترز.
وكشفت البيانات عن أن الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- استوردت 863 ألفًا و950 برميلًا يوميًا من النفط السعودي، بزيادة 4.8% عن الشهر السابق (يوليو/حزيران)، في حين تراجعت الواردات الروسية بنسبة 2.4% إلى 855 ألفًا و950 برميلًا يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تأمين النفط الخام
رغم المكاسب التي حققها النفط السعودي؛ فقد انخفضت حصة النفط من منظّمة الأقطار المصدّرة للنفط (أوبك) في الهند إلى 59.8%، وهو أدنى مستوى في 16 عامًا على الأقل؛ نتيجة انخفاض الواردات الأفريقية.
وتحتل الهند المركز الثاني بصفتها أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين في ظل ابتعاد بعض الدول عنه عقب غزو موسكو لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط (2022).
ويحرص كلا البلدين على تأمين النفط الخام بخصومات كبيرة؛ لذا يُنظر إليهما على أنهما يحدان من تأثير العقوبات الغربية على موسكو.
كما أن الهند لم تُدِن روسيا علنًا بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا، ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة 16 سبتمبر/أيلول (2022) على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
وبعد أن سجّلت رقمًا قياسيًا في يونيو/حزيران (2022)، تراجعت واردات الهند الشهرية من النفط الروسي؛ إذ قلّصت موسكو الخصومات على نفطها، بينما زادت مصافي التكرير من الإمدادات طويلة الأجل.
وفي هذا الصدد، قال المحلل لدى شركة رفينيتيف -التابعة لمجموعة بورصة لندن- إحسان الحق، إنه لا يمكن قطع الإمدادات السعودية بسبب بنود في عقود محددة الأجل في نهاية المطاف، وروسيا تمكّنت من خفض الخصومات بسبب ارتفاع الطلب، خاصة في السوق الآسيوية.
إجمالي الواردات الهندية
أظهرت البيانات أن إجمالي واردات الهند من النفط الخام في أغسطس/آب (2022) انخفض إلى أدنى مستوى خلال 5 أشهر عند 4.45 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 4.1% عن شهر يوليو/تموز (2022)، بسبب عمليات الصيانة في بعض المصافي.
وأثر ارتفاع المشتريات من نفط بحر قزوين، ولا سيما من قازاخستان وروسيا وأذربيجان، في واردات الهند من أفريقيا ودول أخرى، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت البيانات أن حصة النفط الأفريقي في أغسطس/آب (2022) تراجعت إلى النصف إلى 4.2%، بينما تراجعت حصة أميركا اللاتينية إلى 5.3% من 7.7%.
وأشار المحلل لدى شركة رفينيتيف، إحسان الحق، إلى أن الطلب على الديزل في الهند يتراجع خلال موسم الرياح الموسمية، ويعني ذلك انخفاض واردات النفط من غرب أفريقيا.
وخلال شهر أغسطس/آب (2022)، حافظت دولة الإمارات على المركز الرابع، بينما حلّت قازاخستان محل الكويت لتصبح خامس أكبر مورد للنفط في الهند، تليها الولايات المتحدة.
ووفقًا للبيانات، أسهمت زيادة الواردات من النفط السعودي والإماراتي في رفع حصة الشرق الأوسط بالهند إلى 59% خلال أغسطس/آب (2022) من 54% في يوليو/تموز (2022).
بينما ارتفعت حصة دول رابطة الدول المستقلة من 23% إلى الربع -تقريبًا-.
وشكّل النفط الروسي قرابة 16% من إجمالي واردات الهند في أبريل/نيسان (2022) وأغسطس/آب (2022)، وهي الأشهر الـ5 الأولى من السنة المالية الحالية، عند 757 ألف برميل يوميًا، مقابل 20 ألف برميل يوميًا في العام الماضي (2021).
وكشفت البيانات عن أن هذه الأرقام رفعت حصة دول رابطة الدول المستقلة في واردات النفط بالهند خلال أبريل/نيسان (2022) وأغسطس/آب (2022) إلى نحو 20% من 2.9%.
خصومات أكبر
على الجانب الآخر، تحاول موسكو مواجهة الصخب المتزايد بين دول مجموعة الـ7 لفرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي، وأبلغت نيودلهي بأنها مستعدة لتوفير النفط بخصومات أكبر مقابل الامتناع عن دعم هذا المقترح.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الهندية إن البت في هذه المسألة سيكون بناءً على المحادثات مع جميع الشركاء، موضحًا أن الخصومات الضخمة ستكون أرخص من التي قدمها العراق خلال الشهرين الماضيين.
وفي مايو/أيار (2022)، كان النفط الروسي أرخص بمقدار 16 دولارًا للبرميل في الهند، مقارنة بمتوسط سعر سلة واردات الخام الهندية البالغ 110 دولارات للبرميل، وانخفض إلى 14 دولارًا للبرميل في يونيو/حزيران (2022)، عندما بلغ متوسط سلة الخام الهندية 116 دولارًا للبرميل.
وبدءًا من شهر أغسطس/آب (2022)، كان سعر النفط الروسي أقل بـ6 دولارات من متوسط سعر سلة واردات الخام.
وبدأ العراق -أكبر مورد للنفط في الهند- في تقويض التحركات الروسية بداية من أواخر شهر يونيو/حزيران (2022)، من خلال توفير إمدادات تكلف في المتوسط 9 دولارات للبرميل أقل من النفط الروسي.
وبناءً على ذلك، احتل النفط العراقي الصدارة، بينما النفط السعودي جاء في المرتبة الثانية، وتراجعت موسكو إلى المركز الثالث في قائمة الدول المصدرة للنفط في الهند.
اقرأ أيضًا..
- احتجاز الكربون وتخزينه قد يصبح عقبة أمام مكافحة تغير المناخ (تقرير)
- إيجار منصات الحفر البحرية قد يرتفع إلى 500 ألف دولار (تقرير)
- وزيرة الطاقة ليلى بنعلي: المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال تغطي 10 سنوات (حوار - فيديو)