الصين تحفز نمو طاقة الرياح البحرية عالميًا مع زيادة أحجام التوربينات (تقرير)
بدعم من شركة مينغيانغ
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تستمر الصين في قيادة نمو طاقة الرياح البحرية حول العالم، بفضل شركاتها العملاقة، التي تعزز أحجام التوربينات ذات القدرة العالية على توليد الكهرباء.
ويرى تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن شركة مينغيانغ سمارت إنرجي (MingYang Smart Energy)، التي تطور التوربينات الضخمة، قادرة على تحفيز النمو العالمي في سعة طاقة الرياح مع خفض التكاليف.
ومع الطفرة التي أحدثتها شركة تصنيع توربينات الرياح الصينية محليًا؛ فإن تعزيز استثماراتها عالميًا قد يدعم طاقة الرياح البحرية كثيرًا، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
الرياح البحرية في الصين
تُعَد الصين الموطن الأكبر لصناعة طاقة الرياح البحرية في العالم؛ حيث شكّلت البلاد 32% من إجمالي نمو السعة العالمية خلال المدة من عام 2010 حتى عام 2020.
وبحسب مجلس طاقة الرياح العالمي؛ فقد بلغت سعة طاقة الرياح البحرية المُضافة عالميًا نحو 21.1 غيغاواط خلال العام الماضي (2021)، ليصل الإجمالي التراكمي إلى 56 غيغاواط.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة خلال عامي 2020 و2021.
وفي عام 2021، أضافت الصين ما يقرب من 17 غيغاواط من سعة الرياح البحرية، وهذا يُعَد أكثر مما أضافه العالم أجمع في أيّ عام حتى الآن، وفق التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وكان ذلك بدعم من إعلان بكين في عام 2019 انتهاء مخطط تعرفة التغذية الكهربائية للرياح البحرية بحلول عام 2021.
ويتوقع معهد اقتصاديات الطاقة نمو سعة طاقة الرياح البحرية في الصين إلى 117.8 غيغاواط بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 26.6 غيغاواط في 2021، بدافع الطفرة التي تقودها شركة مينغيانغ.
القدرة التنافسية من حيث التكلفة
انخفضت أسعار توربينات الرياح الصينية مع انتهاء صلاحية مخطط تعرفة التغذية للرياح البرية في عام 2020 والرياح البحرية عام 2021؛ ما يجعلها تمتلك قدرة تنافسية كبيرة على الصعيد العالمي.
ونتيجة لذلك، لدى الصين حاليًا أرخص توربينات الرياح في العالم، بفضل القدرة الهائلة في صناعة الصلب ووفرة المعادن الأرضية النادرة وسلسلة التوريد التنافسية؛ ما يجعل هوامش الربح الإجمالية للشركات الصينية أعلى بنسبة 14% من متوسط شركات تصنيع التوربينات العالمية.
ومنذ عام 2020، شهدت الصين تركيب 7 من كل 10 توربينات لطاقة الرياح البحرية حول العالم، مع وجود 11 مُصنعًا للتوربينات في البلاد، بحسب معهد اقتصاديات الطاقة.
وبعيدًا عن الصين، تواجه شركات صناعة الرياح ضغوطًا كبيرة، مع ارتفاع أسعار المواد والشحن، وسط اضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
وخسرت الشركات المصنّعة للمعدّات الأصلية لتوربينات الرياح في الغرب أكثر من 3.4 مليار يورو (3.36 مليار دولار) منذ 2020 حتى الربع الأول من 2022، الذي شهد وحده خسارة 1.5 مليار يورو (1.48 مليار دولار)، بحسب تقرير لشركة الأبحاث وود ماكنزي.
عملاق صناعة الرياح البحرية في الصين
يرى معهد اقتصاديات الطاقة أن شركة تصنيع توربينات الرياح الصينية مينغيانغ ستعمل على زيادة أحجام التوربينات وخفض أسعار توليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية، حال الدخول في الأسواق الدولية؛ ما يحفز النمو العالمي.
وفي ظل التكاليف المرتفعة لمشروعات الرياح البحرية، بسبب تحديات البناء والصيانة؛ فإن تعزيز حجم توربينات الرياح هو الحل لخفض التكلفة؛ حيث تصبح تكلفة الكهرباء المستوية -متوسط صافي التكلفة الحالية لتوليد الكهرباء طوال العمر التشغيلي- أقل بالنسبة للوحدات الكبيرة من التوربينات.
ومن هذا المنطلق، قادت شركة مينغيانغ الطريق نحو تصنيع توربينات رياح بحرية أكبر في الصين؛ حيث كانت أول من أدخل توربينات بسعة 6.5 ميغاواط و8 ميغاواط و11 ميغاوط في السوق المحلية، بحسب التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
وتعمل الشركة الصينية على بناء أكبر توربين رياح في العالم حتى الآن، يُعرف بطراز إم واي إس إي (MySE 16.0-242)، الذي من المتوقع أن يدخل مرحلة التشغيل بحلول عام 2026، بسعة 16 ميغاواط.
ومن المقرر أن يبلغ ارتفاع أكبر توربينات الرياح في العالم 264 مترًا وطول شفرته 118 مترًا، في حين يصل محيط مروحته إلى 242 مترًا، بحسب موقع فيجوال كابيتاليست (visualcapitalist).
وبحسب التقرير؛ فإن دخول مينغيانغ الأسواق الدولية من شأنه أن يفيد صناعة توربينات الرياح البحرية العالمية التي يهيمن عليها 3 لاعبين رئيسين؛ هم: سيمنس جاميسا وفيستاس وجنرال إلكتريك.
وسيضيف توسع الشركة الصينية دوليًا خيارات توربينات بحرية كبيرة وقدرة إنتاجية تفوق الشركات العالمية الأخرى.
وفي هذا الصدد، يرى معهد اقتصاديات الطاقة أنه حال تعزيز مينغيانغ لاستثماراتها في مشروع للرياح البحرية في المملكة المتحدة؛ فقد تتغير صناعة الرياح البحرية العالمية بشكل كبير بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
اقرأ أيضًا..
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في أكتوبر 2022
- خطر الجفاف يهدد الطاقة الكهرومائية.. وهذه قائمة أكبر 10 دول منتجة (تقرير)
- قطاع الطاقة الجزائري.. هل يدخل مرحلة الخطر بعد سيطرة إيطاليا؟.. 3 خبراء يجيبون