أسعار الغاز مرشحة للارتفاع مع زيادة الطلب على ناقلات الوقود
أحواض بناء السفن تستفيد من سوق ناقلات الغاز المسال
نوار صبح
- من المرجح أن يدفع إغلاق خط أنابيب نورد ستريم أسعار الغاز الطبيعي إلى الارتفاع
- أوروبا تواصل سحب كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال
- معظم الدول الآسيوية تتعامل مع أزمة طاقة وتمتنع عن الشراء لخفض الفواتير
- المستخدمون النهائيون في آسيا يتجنّبون الإمدادات الفورية إلى حد كبير
- من المتوقع أن تزداد أسعار استئجار الناقلات مع اقتراب فصل الشتاء
يتوقع محللون أن يؤدي نقص ناقلات الغاز المسال، الناجم عن زيادة الطلب خصوصًا في أوروبا في أعقاب أزمة الطاقة ومحدودية الإمدادات، إلى زيادة جديدة في أسعار الغاز الطبيعي المسال وارتفاع معدلات استئجار الناقلات.
وأفاد مصدر مطلع في قطاع الغاز الطبيعي بأن السفن المستأجرة قصيرة المدى لا تزال متاحة بصورة ضئيلة، وأن سفن المدى الطويل ليست متاحة، مشيرًا إلى غياب إمدادات كافية لناقلات الغاز الطبيعي المسال، بحسب منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس.
وأوضح أن الطلب على الغاز الطبيعي كان قويًا في ظل تنافس آسيا وأوروبا على الشحنات والبحث عن إمدادات من الولايات المتحدة وقطر بسبب محدودية توافر الغاز الروسي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
فقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، مع تعطُّل المنشآت في جميع أنحاء العالم، ما زاد من المكاسب.
نورد ستريم 1 يرفع أسعار الغاز
قالت مصادر إنه من المرجح أن يدفع إغلاق خط أنابيب نورد ستريم أسعار الغاز الطبيعي إلى الارتفاع، حسبما نشرت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس" (spglobal) في 7 سبتمبر/أيلول الجاري.
وسيُغلق خط أنابيب الغاز نورد ستريم من روسيا إلى ألمانيا لمدة غير محددة بعد اكتشاف تسرب نفطي في توربين يخضع للصيانة، وفقًا لبيان صادر عن شركة غازبروم الروسية في 2 سبتمبر/أيلول.
وستواصل أوروبا سحب كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، ما زاد من إعادة تغويز الغاز الطبيعي وسعة محطات المعالجة خلال الأشهر العديدة الماضية بمتوسط تسليم يبلغ نحو 400 مليون متر مكعب يوميًا، بحسب منصة ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وترجّح قيم مؤشر مركز "تي تي إف" الهولندي (المرجع الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا)، استمرار علاوة كبيرة على أسعار الغاز الطبيعي المسال في أوروبا وآسيا حتى تصل سعة إعادة التغويز الجديدة إلى قارة أوروبا في وقت مبكر من عام 2023.
أزمة الطاقة في آسيا
في المقابل، تتعامل معظم الدول الآسيوية مع أزمة طاقة، وتمتنع عن الشراء، بهدف خفض فواتير واردات الطاقة المرتفعة جرّاء ارتفاع الأسعار.
فقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا متتبعةً إمدادات حوض الأطلسي الضيقة، مع اقتراب مؤشر السعر الفوري الآسيوي "اليابان-كوريا ماركر" (جيه كيه إم) من أعلى مستوياته على الإطلاق مرة أخرى في أغسطس/آب.
وبلغ التقييم المادي اليومي 71.01 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية في 25 أغسطس/آب، وهو أعلى مستوى منذ 7 مارس/آذار عندما وصل المؤشر القياسي إلى 84.76 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.
وكان مؤشر السعر الفوري الآسيوي "اليابان-كوريا ماركر" لا يزال يُتداول بخصم يزيد على 20 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية إلى مؤشر مركز "تي تي إف" في نهاية أغسطس/آب.
تُجدر الإشارة إلى أن المستخدمين النهائيين في آسيا -لا سيما الأسواق الحساسة للسعر مثل الهند وباكستان وبنغلاديش- يتجنّبون الإمدادات الفورية إلى حد كبير، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أسعار استئجار ناقلات الغاز
توقع مدير قسم تحليلات الغاز الطبيعي المسال في آسيا لدى منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، جيف مور، زيادة أسعار استئجار ناقلات الغاز الطبيعي المسال مع اقتراب فصل الشتاء.
وأرجع ذلك إلى الرحلات الطويلة المدى اللازمة لجلب المزيد من شحنات الغاز إلى آسيا مع زيادة الطلب موسميًا.
وأوضح مور أن إضافة سفن جديدة على المدى المتوسط يمكن أن تساعد في التخفيف من بعض ارتفاعات أسعار الإيجار، مبيّنًا أنه في المستقبل القريب لا يزال من المتوقع أن ترتفع الأسعار، إذ يستغرق بناء الناقلات وقتًا.
وأضاف أنه من غير المرجح أن يحدد مؤشر السعر الفوري الآسيوي "اليابان-كوريا ماركر" (جيه كيه ماركر) أسعار استئجار تزيد على مؤشر مركز "تي تي إف" الهولندي، إذ إن الأسعار الفورية المرتفعة تحد من طلب المستخدم النهائي الآسيوي.
وقال أحد المصادر في قطاع تأجير الناقلات إن أسعار الإيجار (الفورية) ستظل ثابتة عندما يحل فصل الشتاء.
وأفاد مصدر آخر بأن أسعار الإيجار الفوري في المحيط الهادئ قد تصل إلى 400 ألف دولار يوميًا لرحلة كاملة في الشتاء.
الطلب على ناقلات الغاز
بدورها، قيّمت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس" معدل الغاز الطبيعي المسال اليومي لسفن الدفع الكهربائي التي تعمل بالديزل ثلاثي الوقود في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمبلغ 150 ألف دولار يوميًا في 6 سبتمبر/أيلول، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهرت بيانات المنصة ارتفاعًا في أسعار الاستئجار من 30 ألف دولار يوميًا في 24 فبراير/شباط عندما غزت روسيا أوكرانيا، و230 ألف دولار يوميًا تقريبًا عن مستوى 1 ديسمبر/كانون الأول، عندما زادت المعدلات بسبب الطلب في فصل الشتاء.
وكان نشاط الاستئجار ملحوظًا قبل إعادة التشغيل الجزئي لمحطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال السمسار إن العديد من المستأجرين يؤمّنون السفن، ما يؤدي إلى نقص ناقلات الغاز الطبيعي المسال للرحلات الفورية.
وأشارت بيانات المنصة إلى أن معظم كبار مالكي السفن قد استأجروا سفنهم للحصول على عقود إيجار لأجل، وقد توجد بعض الحمولات الخفية التي يبتعد أصحابها عن السوق تحسبًا للطلب في فصل الشتاء.
الطلب على ناقلات الغاز المسال
اشتد السباق لشراء ناقلات الغاز الطبيعي المسال، وكانت قطر واحدة من أكبر المشترين، وأفادت مصادر في الصناعة بأن نحو 286 ناقلة للغاز الطبيعي المسال قيد الطلب على مستوى العالم حتى عام 2028 مع 165 سفينة من المقرر تسليمها خلال المدة من 2024 إلى 2025.
وتبلغ سعة معظم السفن الجديدة 170 ألف متر مكعب أو أكثر، ولذلك تعمل أحواض بناء السفن في آسيا بلا هوادة لإخماد الطلب المتزايد، حسبما نشرت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس" (spglobal) في 7 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأعلنت شركة دايو لبناء السفن والهندسة البحرية الكورية الجنوبية، في أغسطس/آب، أنها تتوقع زيادة كبيرة في واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، ما يؤدي إلى سوق نقل قوية للغاز الطبيعي المسال.
وعلاوة على ذلك، تحتفظ الشركة بسجل طلبات يمتد إلى 3 سنوات ونصف السنة.
اقرأ أيضًا..
- أوروبا تقترب من فرض سقف لأسعار الغاز الروسي.. وبوتين يهدد بقطع الإمدادات
- الحرب في أوكرانيا ترفع أسعار الغاز.. وقلق عالمي من سيناريو 5 آلاف دولار
- أنس الحجي: الجفاف العالمي يخفّض إنتاج الكهرباء ويرفع أسعار الغاز (تقرير)