غازأخبار الغازأخبار الكهرباءأخبار النفطتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير النفطرئيسيةعاجلكهرباءنفط

ارتفاع أسعار الغاز المسال يدفع آسيا للاعتماد على زيت الوقود لتوليد الكهرباء

باعتباره الأقل تكلفة رغم أنه الأكثر تلويثًا للبيئة

هبة مصطفى

تسارعت وتيرة ارتفاع أسعار الغاز المسال في آسيا والشرق الأوسط إلى حد جنوني، وصل إلى أعلى مستوى من 9 أشهر وأعلى مستوى في التوقيت ذاته منذ عام 2010.

يأتي هذا في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فصل الصيف؛ ما يدفع البلدان الآسيوية للجوء إلى استخدام زيت الوقود رغم تأثيراته السلبية على البيئة.

وتتجه الأضواء نحو الصراع الدائر في العديد من الدول خاصة النامية بين أولويات خفض التكلفة مقابل خفض الانبعاثات، مع تنامي توقعات زيادة الطلب على زيت الوقود عالي الكبريت باعتباره الأقل تكلفة رغم أنه الأكثر تلويثا، فيما توقع محللون استمرار ارتفاع الطلب على زيت الوقود إلى فصل الشتاء.

أسعار الغاز المسال

الغاز الطبيعي المسال- صادرات الغاز المسال - باكستان
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال - أرشيفية

تشهد أسعار الغاز المسال في آسيا حاليًا ارتفاعًا إلى أعلى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني، وأيضًا أعلى مستوياتها بمقارنة هذا الوقت من العام مع نظيره عام 2010، وسط توقعات بارتفاع أكبر خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي بغرض التدفئة.

قالت المحلل الرئيس لشركة فورتيكسا في آسيا، سيرينا هوانغ، إن تجاوز أسعار الغاز المسال في العقود الفورية أسعار العقود الآجلة يبرر تحول محطات توليد الكهرباء من الاعتماد على الغاز إلى الاعتماد على النفط، وهو ما يرفع الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط وباكستان وبنغلاديش.

وتوقعت ارتفاع واردات زيت الوقود أكثر، مع استمرار أسعار الغاز الطبيعي المسال في التوجه شمالًا مع ضيق أساسيات العرض والطلب، وفق رويترز.

الاتجاه للعقود الآجلة

فضّل مشترو الغاز المسال بالعقود الآجلة شراء كميات إضافية وشحنات أكبر من الوقود عالي التبريد المرتبط بأسعار النفط، باعتبارها أقل من أسعار عقود المعاملات الفورية.

وتنخفض أسعار الغاز الطبيعي المسال المرتبطة بالنفط الآن بنحو 25% عن أسعار العقود الفورية؛ إذ تُتَداول أسعار الغاز المسال في آسيا حاليًا بنحو 20 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى سعر على الإطلاق لهذا الوقت من العام.

وتضاعفت الأسعار الفورية 3 مرات من أدنى مستوى لهذا العام في فبراير/شباط، وهي أعلى بنحو 10 مرات من أدنى مستوياتها القياسية العام الماضي.

قفزة العقود الفورية

رأى متعاملون أن إمدادات الغاز المسال تقلصت في الأشهر القليلة الماضية بسبب أعمال الصيانة طويلة الآجل في روسيا وأستراليا، فيما يتجه مشترو الغاز في الصين والهند إلى الغاز المحلي الذي ترتبط أسعاره بالنفط، بدلًا من شراء العقود الفورية للغاز الطبيعي المسال.

ويعادل الغاز الطبيعي المسال المستورد في باكستان نحو 250 دولارًا أميركيًا للطن.

وأوضح تاجر زيت وقود في سنغافورة أنه ستُتَداول شحنات الغاز الطبيعي المسال في العقود الفورية بأسعار أعلى من زيت الوقود حتى الربع الأول من العام المقبل؛ ما يعد تحولًا غير مسبوق مقارنة بالأسعار الحالية.

وللتماشي مع فروق الأسعار يمكن للمرافق إعادة تشغيل الوحدات التي تعمل بالزيت ووقف تشغيل محطات الطاقة العاملة بالغاز، في حالة إذا سمحت قواعد كل دولة محليًا حول الانبعاثات.

واردات آسيا والشرق الأوسط

تجاوزت واردات باكستان بجنوب آسيا من زيت الوقود 65% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، بينما تدرس بنغلاديش زيادة وارداتها منه بنحو 10% في السنة المالية الحالية التي بدأت مطلع يوليو/تموز.

ويعد زيت الوقود عالي الكبريت الخيار الأفضل اقتصاديًا لتلبية ذروة الطلب على الكهرباء في بنغلاديش، حسبما نقلت رويترز عن مصدر بمرفق بنغلاديش.

أما السعودية والكويت بالشرق الأوسط؛ فإنه نظرًا لارتفاع الحرارة وزخم النشاط الاقتصادي بعد تعافيه؛ فقد شهدت واردات زيت الوقود زيادة موسمية، وهو ما اتفق مع ما ورد في تقرير إنرجي آسبكتس للاستشارات بأن الطلب القوي بفعل الحرارة الحارقة من شأنه تحسين اقتصاديات تصدير زيت الوقود عالي الكبريت من أوروبا إلى الشرق الأوسط.

مخاوف نقص الإمدادات

زيت الوقود عالي الكبريت
زيت الوقود عالي الكبريت

زادت المخاوف من تسبب الإقبال على زيت الوقود بفعل ارتفاع أسعار الغاز المسال في نقص إمداداته، وهو الأمر الذي زادت حدته بفعل قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض إنتاج النفط الخام.

ولفتت آسبكتس للاستشارات أيضًا إلى تأثير حريق منصة بحرية للنفط الخام بالمكسيك، الشهر الماضي، في إنتاج زيت الوقود.

أما أسعار زيت الوقود منخفض الكبريت -الذي توقعت آسبكتس زيادة الطلب عليه خلال فصل الشتاء- فزادت بنسبة 0.5% جراء الطلب المتزايد على إمدادات زيت الوقود عالي الكبريت خاصة من المصافي الصينية، خاصة مع إقبال اليابان وكوريا الجنوبية على توليد الكهرباء من الغاز المسال.

عوامل ارتفاع أسعار الغاز المسال

اعتبر تقرير نشرته وود ماكنزي، لنائب رئيس الشركة لأبحاث الغاز والغاز المسال، ماسيمو دي أودواردو، أن الأعوام الـ20 المقبلة ستشهد استثمارات واسعة للغاز الطبيعي المسال، لكن ما وصفته بـ"الغيوم" ستبدأ في التراكم بعد عام 2040.

وتوقعت استمرار ارتفاع أسعار الغاز المسال على المدى المتوسط، مع تقديرات بأن تكون السوق أكثر تشديدًا مما كان متوقعًا سابقًا بحلول عام 2025، وفقًا لعدة عوامل.

تضم تلك العوامل: تباطؤ نمو المعروض من الغاز المسال عن التوقعات السابقة، وتأخر مشروعات الغاز المسال قيد الإنشاء العام الماضي بسبب وباء كورونا بما فيها مشروع شركة رويال داتش شل للغاز المسال في كندا، ومشروع شركة بي بي في موريتانيا.

وتشمل أيضًا الاضطرابات الأمنية في موزمبيق التي أثرت في مشروع شركة توتال إنرجي للغاز المسال؛ فإنه تسيطر حالة من عدم اليقين على مستقبل صناعة الغاز المسال على الصعيد العالمي، مع ارتفاع الأسعار، والدفع المتزايد نحو تحوّل الطاقة.

وتوقع تقرير لشركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في مايو/أيار الماضي، أن تشهد سوق الغاز المسال عجزًا في المعروض خلال النصف الثاني من العقد الحالي، نتيجة للتأخيرات المحتملة في تطوير المشروعات في موزمبيق مع تدهور الوضع الأمني ​​في البلاد.

وحددت قيمة تراجع المعروض من الغاز الطبيعي المسال بنحو 9 ملايين طن سنويًا خلال المدة بين عامي 2026 و2030؛ ما قد يُحدث خللًا في توازن السوق العالمية.

كانت ريستاد إنرجي قد توقعت سابقًا وجود سوق متوازنة إلى حد كبير في عام 2026، لكنّ نقص الإمدادات المتوقع قد يؤدي إلى مخاطر صعودية وتقلبات في الأسعار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق