غاز شرق المتوسط يغذي أوروبا بعد إسالته في مصر.. والمرافق العائمة "مفاجأة"
هبة مصطفى
يعدّ غاز شرق المتوسط أحد جناحي مصادر الإمدادات التي تعوّل عليها شركة شيفرون لتزويد أوروبا ببدائل الغاز الروسي، إلى جانب موارد الغاز الأميركي.
وكانت شيفرون الأميركية قد وقّعت في شهر يونيو/حزيران الماضي مذكرة تفاهم مع مصر لتنسيق التعاون في نقل إمدادات الغاز إلى القاهرة وإسالته وتصديره، وتأتي تلك المذكرة عقب أيام من توقيع اتفاق ثلاثي يضمن تزويد الدول الأوروبية بتلك الإمدادات.
وتؤدي الشركة دورًا مهمًا لتوفير تلك الإمدادات، سواء من حوض برميان والحقول الأخرى في الولايات المتحدة، أو من الحقول الإسرائيلية بعدما استحوذت على حصص شركة نوبل إنرجي في تلك الحقول، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد نائب رئيس شيفرون لقطاع الصناعات الوسطى "أعمال النقل والتخزين والتسويق" كولين بارفيت أن أزمة الطاقة الأوروبية وتعطّش القارة العجوز إلى إمدادات بديلة تعزز من توسعات شركته الآونة المقبلة، حسبما أوضح في مقابلة مع ستاندر آند بورز غلوبال كومودتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
توسعات غاز شرق المتوسط
عقب استحواذ شيفرون على شركة نوبل إنرجي عام 2020، أصبحت تملك رقعة واسعة في موقع كبير يضم موارد غاز شرق المتوسط، وبجانب ذلك تُشغّل الشركة حقلي "ليفياثان" و"تمار" المنتجين للغاز الإسرائيلي، ورخصة اكتشاف أفروديت البحري في قبرص.
وأوضح نائب رئيس شركة شيفرون لقطاع الصناعات الوسطى "أعمال النقل والتخزين والتسويق" كولين بارفيت أن حاجة أوروبا لمصادر تضمن لها إمدادات الغاز اللازمة لتلبية الطلب أصبحت مُلحّة في ظل تنامي رغبة القارة العجوز بالاستغناء عن الغاز الروسي.
وأضاف أنه بالاستفادة من الأحداث الراهنة، فإن شركة شيفرون تسعى لبحث منافذ عدّة لاستثمار مواردها من غاز شرق المتوسط وتحويله إلى غاز مسال، وتغذية أوروبا، لا سيما بعدما وقّعت المفوضية الأوروبية مذكرة تفاهم لنقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر، وتسييله، ثم تصديره إلى أوروبا.
وأشار إلى أن إمدادات الغاز من حقلي ليفياثان وتمار تكفي حاليًا لتلبية الطلب المحلي، بجانب تدفقات التصدير إلى مصر والأردن، لافتًا إلى مدى منطقية مقترح نقل غاز شرق المتوسط إلى محطات الإسالة المصرية لتوزيعه على الأسواق المستوردة.
مرافق إسالة عائمة
فجّر كولين بارفيت مفاجأة من العيار الثقيل؛ إذ كشف خلال مقابلته مع "ستاندرد آند بورز غلوبال كومودتي إنسايتس" أن احتمالات إنشاء مرافق عائمة لإسالة الغاز في منطقة شرق المتوسط أمر وارد، وأن كل الخيارات مطروحة.
وقال، إن غاز شرق المتوسط جذب الأنظار عقب الغزو الروسي لأوكرانيا بصفته أحد الخيارات الأوروبية للاستغناء عن إمدادات الغاز من موسكو، وللإسهام في خفض الأسعار الآخذة في الارتفاع لمستويات قياسية.
ويُشير التصميم التالي إلى قدرات عدد من محطات إسالة الغاز المصرية، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة العام الماضي (2021).
وتطرّق بارفيت إلى حجم التقلبات التي تشهدها الأسواق في الآونة الحالية بفعل تفوق الطلب على العرض ونقص إمدادات الغاز بالأسواق العالمية في ظل حالة من عدم اليقين، خاصة أن دولًا عدّة تتطلع إلى الاعتماد المستقبلي على طاقة نظيفة.
وتوقّع دفع ارتفاع الأسعار الحالية نحو إضعاف الطلب وزيادة المعروض؛ ما يؤدي إلى توازن الأسواق.
وكانت أسعار الغاز في أوروبا قد بلغت مستويات مرتفعة تفوق الأسواق العالمية الأخرى، وتخضع العقود الفورية بها للتداول بأسعار تفوق الأسعار الآسيوية.
الغاز الأميركي
بخلاف مواردها من غاز شرق المتوسط، تتطلع شركة شيفرون الأميركية إلى تزويد أوروبا بإمدادات الغاز المسال من مناطق النمو الرئيسة لها بالحقول في الولايات المتحدة.
وفي ظل تنامي الرغبة الأوروبية بالاستغناء عن الغاز الروسي، أصبحت موارد شيفرون من الحقول الأميركية وغاز شرق المتوسط أدوات رئيسة تعوّل عليها لتنفيذ إستراتيجية توسعاتها في القارة العجوز.
وأشار نائب رئيس شركة شيفرون لقطاع الصناعات الوسطى "أعمال النقل والتخزين والتسويق" كولين بارفيت إلى أن موارد الغاز الأميركي هائلة، لكنها تتطلب -فقط- دعمها بتقنيات الإسالة والنقل، إلى جانب قرب موارد غاز شرق المتوسط من أوروبا.
ورغم تركيزها على أعمال نقل وتوريد الغاز المسال الأسترالي إلى آسيا، فإنها تخطط لتوسعات ذات صبغة عالمية، ووقّعت في يونيو/حزيران الماضي اتفاقيتين للغاز المسال الأميركي من محطات تشغّلها شركتا شينير إنرجي وفينشر غلوبال.
ومن شأن الاتفاقيتين توفير 4 ملايين طن متري سنويًا من إمدادات الغاز المسال الأميركي لصالح شركة شيفرون، كما أنها تملك أصولًا إنتاجية في حوض برميان تعوّل عليها لتوفير إمدادات التصدير المُخطط لها.
وقال بارفيت، إن شركة شيفرون تمكنت من تأمين الإمدادات اللازمة لتزويد أوروبا بالغاز المسال، سواء من حوض برميان الأميركي أو محطات إسالة الغاز (في إشارة لمحطات الغاز المسال المصرية).
اقرأ أيضًا..
- أكبر حقل نفط في الإمارات.. ماذا تعرف عن زاكوم العلوي؟
- وزير الطاقة السعودي يكشف تفاصيل خفض إنتاج أوبك+.. والبيت الأبيض يرد (تحديث)
- الحياد الكربوني في أميركا يمنع 130 ألف وفاة ويوفر 1.2 تريليون دولار (دراسة)
- التدفئة باستخدام ثاني أكسيد الكربون.. علماء يختبرون أول تقنية من نوعها في العالم