غازبروم: تشغيل نورد ستريم 1 مرهون بإصلاحات سيمنس.. واتفاق للدفع بالروبل
استئناف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا يعتمد على رفع العقوبات
مي مجدي
بات الاتحاد الأوروبي بين شقّي رحى، في ظل احتدام أزمة خط أنابيب نورد ستريم 1 والارتفاع الجنوني بأسعار الغاز ونقص الإمدادات.
وفي أحدث التطورات، رمى نائب الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية فيتالي ماركيلوف الكرة في ملعب شركة سيمنس إنرجي، قائلًا، إن أكبر خط أنابيب روسي لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا لن يستأنف العمل حتى تقوم عملاقة الطاقة الألمانية بإصلاح المعدّات المعطوبة، حسبما نقلت وكالة رويترز.
ويأتي ذلك في وقت تمرّ فيه أوروبا بأسوأ أزمة لإمدادات الغاز من أيّ وقت مضى، وتتفاقم أسعار الطاقة بالقارة العجوز، حتى إن المستوردين الألمان يدرسون اتخاذ تدابير لتقنين محتمل لأكبر اقتصاد بالاتحاد الأوروبي، بعد خفض الإمدادات الروسية المتجهة غربًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
رد سيمنس
كشفت شركة غازبروم، يوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022)، أنها ستواصل إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1 بعد رصد تسرب لزيت المحرك في التوربين الوحيد بمحطة الضغط بورتوفايا، وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع أسعار الغاز بالجملة.
وعند سؤاله عند موعد استئناف الضخ من نورد ستريم 1 مرة أخرى، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022)، على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي الشرقي بمدينة فلاديفوستوك، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، فيتالي ماركيلوف، إنه يتعين طرح هذا السؤال على شركة سينمس، وإن عليهم إصلاح المعدّات أولًا.
وردّت شركة سيمنس إنرجي، ومقرّها ميونيخ بألمانيا، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022)، بأنها لم تفوض للقيام بأعمال الإصلاح، وأن التسرب الذي أبلغت عنه شركة غازبروم لا يؤثر عادة في تشغيل التوربينات، مشيرة إلى وجود توربينات أخرى متاحة للاستخدام في محطة الضغط المتضررة.
وأوضحت في بيان -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أنها عاجزة عن فهم الشكوى المقدّمة من قبل شركة غازبروم للوضع المتعلق بخط نورد ستريم 1.
وقالت: "لا يمكننا فهم هذا الادّعاء الجديد بناءً على المعلومات المقدمة لدينا خلال عطلة نهاية الأسبوع".
ووفقًا لتقييم الشركة، خلصت إلى أن المشكلة لا تمثّل سببًا تقنيًا لإيقاف التشغيل، مؤكدة أن هذه التسربات لا تؤثّر عادة في تشغيل التوربينات، ويمكن السيطرة عليها في الموقع.
على عكس ما صرّحت به شركة غازبروم، التي حذّرت من مواصلة تشغيل المحطة دون إصلاح الأعطال؛ ما قد يؤدي إلى نشوب حريق أو انفجار، أي إنه يؤثّر في السلامة الصناعية للمحطة بأكملها، حسب وكالة تاس الروسية.
وكانت غازبروم قد حمّلت العقوبات الغربية المسؤولية في تعطيل تسليم الغاز، قائلةً، إن الشركة المصنّعة سيمنس لا يمكنها إصلاح التوربينات المستخدمة في نورد ستريم 1 بسبب العقوبات المفروضة على شركة الطاقة الروسية، إلّا أن الاتحاد الأوروبي رفض هذه المزاعم.
حرب الطاقة
في الوقت نفسه، يُلقي الكرملين باللوم في أزمة الطاقة على العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا؛ بسبب غزوها لأوكرانيا.
ومن وجهة نظر الغرب، يرى القادة الأوروبيون أن موسكو تستخدم الطاقة سلاحًا لابتزاز الاتحاد الأوروبي.
ويعدّ نورد ستريم 1، الذي يمتد تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا، أكبر خط أنابيب غاز روسي إلى أوروبا، وينقل قرابة 59.2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
وكان بمثابة رمز للتعاون بين واحدة من أكبر قوى الطاقة في العالم، ورابع أكبر اقتصاد في العالم، قبل أن ينقلب الوضع رأسًا على عقب، ويتراشق الفريقان بالاتهامات.
ويعتقد السياسيون الأوروبيون أن بوتين يستغل نفوذه بصفته رئيسًا لقوة عظمى في مجال الطاقة لإشعال الخلاف في أوروبا بشأن الغزو الأوكراني.
كما يرفض السياسيون في الاتحاد الأوروبي مزاعم شركة غازبروم المتعلقة بالتوربينات.
ومع ذلك، يرى الكرملين أن الغرب تسبَّب في أزمة طاقة، بفرضه أشد العقوبات في التاريخ الحديث، وهي خطوة تماثل إعلان حرب اقتصادية بالنسبة لبوتين.
كما حذّر الكرملين من أن روسيا ستردّ على مقترح مجموعة الـ7 بفرض حدّ أعلى لسعر النفط الروسي، إذ يرى المحللون أن القرار لن يؤثّر في روسيا ما لم تحذُ الصين والهند حذو المجموعة.
وفي هذا الشأن، قال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022)، إن روسيا ستردّ على ذلك بشحن المزيد من النفط إلى آسيا، مضيفًا أن روسيا وشركاءها يدرسون مدى إمكان إنشاء شركة تأمين لتسهيل تجارة النفط.
وسبق أن أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2022)، أن استئناف الغاز الروسي عبر نورد ستريم 1 يعتمد على رفع العقوبات عن موسكو.
وأشار إلى أن هذه العقوبات التي فرضتها الدول الغربية هي التي أدت إلى تفاقم الأوضاع الحالية.
وتُظهر هذه التصريحات أن روسيا تنوي إجبار الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، مقابل استئناف تدفّق الغاز الروسي.
الدفع بالروبل واليوان
أعلنت غازبروم، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول، توقيعها اتفاقًا مع الصين، لدفع ثمن الغاز الروسي بالعملة الوطنية للبلدين، وليس الدولار.
وبموجب هذا الاتفاق، من المقرر دفع 50% من قيمة الشحنة بالروبل والروسي، والـ50% المتبقية باليوان الصيني.
يأتي ذلك في ظل محاولات روسيا الضغط على أميركا وأوروبا، لرفع العقوبات عنها، واستخدام الغاز سلاحًا في تلك المعركة.
تدفقات الغاز الروسي
في غضون ذلك، استقرت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا صباح اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022).
وأظهرت بيانات من مشغّل نظام النقل الأوكراني أن الترشيحات لتدفّق الغاز الروسي إلى سلوفاكيا من أوكرانيا عبر نقطة فيلكي كابوساني الحدودية كانت قرابة 36.7 مليون متر مكعب يوميًا، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022)، ولم تتغير عن اليوم السابق.
وقالت شركة غازبروم الروسية، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022)، إنها سترسل 42.4 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا بوساطة نقطة العبور "سودجا" في أوكرانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في حين استمرت تدفقات الغاز المتجهة شرقًا بوساطة خط أنابيب يامال-أوروبا إلى بولندا من ألمانيا عند مستويات منخفضة.
وأظهرت بيانات من مشغّل خطوط الأنابيب الألمانية "غاسكاد" أن تدفقات الغاز المتجهة شرقًا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، إلى بولندا من ألمانيا، عند نقطة قياس مالنو على الحدود الألمانية، كانت عند 551 ألفًا و464 كيلوواط/ساعة، بين الساعة 08:00 و09:00 بتوقيت وسط أوروبا (09:00 و10:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022).
جاء ذلك مع استمرار إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1، الذي يمثّل ثلث صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، لكن تراجعت التدفقات في الشهور الأخيرة إلى 20% فقط، قبل إيقافه الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضًا..
- أكبر حقل نفط في الإمارات.. ماذا تعرف عن زاكوم العلوي؟
- التدفئة باستخدام ثاني أكسيد الكربون.. علماء يختبرون أول تقنية من نوعها في العالم
- وزير الطاقة السعودي يكشف تفاصيل خفض إنتاج أوبك+.. والبيت الأبيض يرد (تحديث)