تطوير محطة للطاقة الشمسية في بوتسوانا بقدرة 50 ميغاواط
مي مجدي
تسير بوتسوانا بخطى ثابتة نحو التحول الأخضر وتعزيز مشروعات الطاقة النظيفة، وآخرها مشروع لتطوير محطة للطاقة الشمسية في مدينة سيليبي فيكوي.
وفي هذا الإطار، وقّعت شركة بوتسوانا باور كوربوريشن اتفاقية ملزمة لشراء الكهرباء لمدة 25 عامًا مع شركة سكاتك النرويجية لتطوير مشروع بقدرة 50 ميغاواط، حسبما نشر موقع إي إس آي أفريكا (ESI Africa).
وتسعى الدولة الأفريقية لتوليد الكهرباء من الطاقة النظيفة؛ إذ تلبي الطلب المحلي البالغ 600 ميغاواط من خلال محطات مملوكة للدولة تعمل بالفحم، والواردات من جنوب أفريقيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطوة مهمة
تُعَد هذه الخطوة مهمة لتحول بوتسوانا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء إلى الطاقة الخضراء، ولا سيما أن البلاد غنية بالموارد الطبيعية، ولديها إمكانات هائلة للطاقة الشمسية، مع سطوع الشمس لأكثر من 3 آلاف و200 ساعة سنويًا.
وستتولى شركة سكاتك بناء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في سيليبي فيكوي، وهي مدينة تعدين سابقة، تقع في الجزء الشرقي من البلاد.
وتمتلك الشركة النرويجية المشروع بالكامل بنسبة 100%، وستوكل إليها مهمة الأعمال الهندسية والشراء والبناء، إلى جانب إدارة الأصول والتشغيل والصيانة.
ومن المتوقع أن تسهم المحطة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بقرابة 48 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الأهداف الطموحة
على الرغم من أن بوتسوانا تمتلك 66% من موارد الفحم في أفريقيا؛ فإن أهدافها الطموحة لقيادة التحول في قطاع الطاقة المتجددة واضحة للجميع.
وقالت شركة سكاتك إن جنوب أفريقيا أظهرت أن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يكون فعالًا من حيث التكلفة والاستدامة، بما يتماشى مع أهداف الحد من انبعاثات الكربون العالمية.
وتخطط بوتسوانا لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة 15% بحلول عام 2030، و50% بحلول عام 2036.
أكبر محطة للطاقة الشمسية
في مطلع العام الجاري، بدأت بوتسوانا البحث عن شركات لبناء وتشغيل محطة للطاقة الشمسية المركزة بقدرة 200 ميغاواط، وهي أكبر مشروع للطاقة النظيفة حتى الآن في البلاد.
وأصدرت وزارة الطاقة في فبراير/شباط (2022) دعوة للشركات للتقدم في برنامج يشمل تمويل المشروع وبناءه واستكماله بحلول عام 2027، مع شراء شركة بوتسوانا باور المملوكة للدولة الكهرباء من المشروع.
وفي الوقت الحالي، توفر البلاد 6% فقط من الطلب على الكهرباء -البالغ 600 ميغاواط- من مصادر الطاقة المتجددة.
وتستخدم مشروعات الطاقة الشمسية المركزة عدسات أو مرايا لتركيز بقعة كبيرة من ضوء الشمس على جهاز الاستقبال، وهي تقنية أغلى من الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
تطوير الفحم
خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2021)، وقّعت بوتسوانا على الالتزام العالمي للحد من استخدام الفحم -أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة- في مؤتمر كوب 26، الذي عُقد في غلاسكو.
ومع ذلك، تواصل الدول الواقعة بجنوب القارة الأفريقية تطوير موارد الفحم، التي تُقدر بنحو 200 مليار طن، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي فبراير/شباط (2021)، حصلت شركة ماتلا ريسورسز، المعنية بتعدين الفحم في البلاد، على ترخيص يسمح لها ببناء منجم للفحم بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون طن سنويًا خلال العام نفسه، لكن تفشي فيروس كورونا والتأخيرات التنظيمية أديا إلى توقف المشروع.
وخلال شهر أغسطس/آب (2022)، قالت شركة الخدمات اللوجستية المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا "ترانسنت" إن جنوب أفريقيا وبوتسوانا اتفقتا على تمويل عمليات تطوير وتوسيع خطوط السكك الحديدية بين البلدين لتعزيز التجارة وربط بوتسوانا بأسواق التصدير.
وستتعاون البلدان لإصلاح أجزاء من خط سكة حديدية يبلغ طوله 126 كيلومترًا على الحدود مع بوتسوانا، لتمكين قطارات النقل للسفر من بوتسوانا إلى مواني جنوب أفريقيا، ومساعدة الدولة غير الساحلية على تصدير مواردها، خاصة الفحم الحراري.
وتسعى الدول الأوروبية جاهدة لتلبية احتياجاتها من الفحم بعد حظر واردات الوقود الأحفوري الروسي، وتتطلع الدول الغنية بالفحم، مثل بوتسوانا، إلى الاستفادة من زيادة الطلب.
اقرأ أيضًا..
- مسؤولة: أنبوب الغاز المغربي النيجيري أمل دول غرب أفريقيا لتحقيق أمن الطاقة
- التلوث النفطي في نيجيريا.. دائرة مفرغة تضع الحكومة وشركة شل في قفص الاتهام
- أزمة الطاقة تضع المحطات النووية على أجندة الانتخابات البرلمانية في السويد