هيدروجينالتقاريرتقارير الهيدروجينرئيسية

مستقبل واعد لقطاع الهيدروجين في مواني الشرق الأوسط

مي مجدي

على مدى السنوات القليلة الماضية، كان الهيدروجين محل دراسة لبحث مدى فاعليته في قطاعات النقل الثقيلة.

وبعد التحقق من دوره الحاسم لإزالة الكربون من القطاع البحري، أصبح الشرق الأوسط في وضع يؤهله لترسيخ مكانته بصفته منتجًا ومصدرًا رائدًا لمصدر الطاقة النظيف، حسبما نشر موقع تريد آرابيا (Trade Arabia) المعني بقطاع الأعمال والتجارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتتوقع ورقة بحثية أعدتها شركة التصنيف العالمية "دي إن في"، أن الطلب السنوي على الوقود النظيف بصفته ناقلًا للطاقة سيرتفع من 1000 طن -حاليًا- إلى 39-161 ميغا طن بحلول عام 2050.

ويرجع السبب وراء هذه الزيادة الحادة إلى امتلاك الهيدروجين -بصفته ناقلًا للطاقة- إمكانات هائلة لإزالة الكربون من الصناعات والإسهام في توفير مجتمع أكثر استدامة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الريادة والاستثمارات

ستكون القيادة والاستثمارات الإستراتيجية حاسمة إذا سخر قطاع النقل البحري الإمكانات الكاملة للهيدروجين، ومع ذلك، ما تزال هناك بعض العقبات التقنية والعملية والتجارية التي يجب التغلب عليها قبل تبني الوقود النظيف على نطاق أوسع.

خزانات الهيدروجين
خزانات الهيدروجين- الصورة من موقع إنرجي إنداستري

وتتطوّر البنية التحتية للهيدروجين ببطء، إذ يعتمد تطبيقه في قطاع النقل البحري على أنظمة موسعة وخفض تكاليف الإنتاج.

والأهم من ذلك، أن إنتاج الهيدروجين -حاليًا- يعتمد على الوقود الأحفوري، ويعني ذلك أنه يساعد في انبعاث غازات الدفيئة، ويتطلب ذلك احتجاز الكربون لتحقيق الحياد الكربوني.

وسيكون الوقود الاصطناعي القائم على الهيدروجين، مثل الأمونيا والميثانول، مفيدًا لإزالة الكربون من الشحن.

ويمكن -أيضًا- أن تؤدي خلايا الوقود وإصلاح الوقود الأحفوري، -وهي عملية تستخدم الوقود الهيدروكربوني لإنتاج غاز الهيدروجين-، دورًا مهمًا في خفض الانبعاثات من القطاع البحري.

القطاع البحري

يمكن أن يساعد الهيدروجين القطاع البحري في تحقيق هدف المنظمة البحرية الدولية (آي إم أو) لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2008.

وبصفتها مزودًا للتقنيات الفاعلة والمستدامة، تتمتع مجموعة "إيه بي بي" بخبرة كبيرة في الحلول القائمة على الوقود النظيف، ويشمل ذلك تقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية التي تُسهم في التحول الأخضر للقطاع البحري.

و"إيه بي بي" هي شركة سويسرية سويدية متخصصة في مجال الروبوتات والطاقة والمعدات الكهربائية الثقيلة.

وقال مدير خط الإنتاج للحلول الكهربائية في شركة "إيه بي بي مارين آند بورتس"، جوستين بوغن، إن قطاع النقل البحري والمواني في الشرق الأوسط مهيّأ للتحول إلى الهيدروجين، وادعى أن الشركة مستعدة للتعامل مع ارتفاع الطلب المتوقع.

مدير خط الإنتاج في شركة "إيه بي بي مارين آند بورتس"، جوستين بوغن يتحدث عن إمكانات الهيدروجين في الشرق الأوسط
مدير خط الإنتاج في شركة "إيه بي بي مارين آند بورتس"، جوستين بوغن- الصورة من موقع الشركة

وتستفيد المجموعة من تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية لتشغيل السفن الصغيرة التي تُبحر لمسافات قصيرة، بالإضافة إلى تلبية متطلبات الطاقة الإضافية للسفن الكبيرة.

وتبذل المجموعة جهدًا كبيرًا في البحث والتطوير، وتعمل -حاليًا- على تطوير مفهوم خلايا الوقود الهيدروجينية لتوليد 3 ميغاواط من الطاقة الكهربائية لاستخدامها على متن سفن أكبر.

مبادرات الشرق الأوسط

من أجل تحقيق ذلك، هناك حاجة ماسة إلى تطوير نهج تعاوني بين المواني والمنتجين، مثل الشراكة بين شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" ومواني أبوظبي لإنتاج 2 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر باستخدام محطة للطاقة الشمسية بقدرة 2 غيغاواط، ومعالجته بعد ذلك لتحويله إلى أمونيا سائلة، ثم استخدامه وقودًا للسفن، أو للتصدير من مواني أبوظبي بوساطة ناقلات الغاز.

وجاءت تصريحات بوغن عقب إقرار مبادرة الهيدروجين الوزارية للطاقة النظيفة التابعة لوكالة الطاقة الدولية بشأن دور المواني والمجموعات الصناعية بالمناطق الساحلية في تسريع نشر تنقية خلايا الوقود، والهيدروجين في جميع ميادين الاقتصاد.

وتشارك المملكة العربية السعودية في المبادرة، في حين أعلنت الإمارات خلال العام الجاري (2022) دعمها لتحالف الهيدروجين العالمي للمواني، وتعمل على تطوير مشروعات عملاقة لتوسيع اقتصاد الهيدروجين النظيف في البلاد.

وأوضح تقرير -صادر عن شركة قمر للطاقة، ومقرها دبي، بعنوان "دور الإمارات في اقتصاد الهيدروجين العالمي"، الذي نُشر في سبتمبر/أيلول (2021)- أن الدولة عازمة على أن تصبح رائدة في القطاع، بفضل وفرة الطاقة الشمسية وقوة البنية التحتية القائمة، مثل مرافق المواني، ومحطات تصدير الغاز المسال التي يمكن تحديثها لدعم تجارة الهيدروجين.

وفي عام 2020، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" برنامج استثمار رأسمالي طموحًا مدته 5 سنوات، بقيمة 122 مليار دولار، في إطار خططها للانتقال نحو مستقبل منخفض الكربون، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 23.5% بحلول 2030.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق