رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياغاز

فضائية فرنسية: مفاوضات لزيادة الغاز الجزائري إلى فرنسا 50%

هبة مصطفى

رغم أن صفقة الغاز الجزائري إلى فرنسا لم تُوقَّع بعد، وانتهت زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، أمس السبت 27 أغسطس/آب، دون نجاح يُذكر، فإن المشاورات حول تفاصيل الاتفاق ما زالت قائمة.

وتدرس الجزائر زيادة إمداداتها من الغاز إلى باريس بنسبة 50%، في وقت تترقب فيه أسواق الطاقة الأوروبية إعلان النتائج النهائية للمفاوضات بين البلدين قريبًا، حسبما أكدت مصادر لقناة بي إف إم الفرنسية، نقلها الموقع الإلكتروني الخاص بها (BFM Business).

ويأتي ذلك في حين وُصفت نتائج زيارة ماكرون الأخيرة إلى الجزائر بـ"الفشل" فيما يتعلق بملف إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا، رغم محاولاته نفي أن يكون الغاز أحد الملفات في خطة الزيارة، وتركزت نقاط الخلاف بين الجانبين حول مدة التعاقد والأسعار، وفق ما أكدته مصادر لمنصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.

إمدادات غاز الجزائر إلى فرنسا

تسعى باريس لحذو مسار إيطاليا التي نجحت في توقيع اتفاق جديد لضمان إمدادات الغاز الجزائري، وأصبحت الدولة الأفريقية المورّد الأبرز لها، بعدما شهدت إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا حالة من الاضطراب والتقلبات خلال الأشهر الأخيرة.

وتتواصل في الآونة الحالية المباحثات بين شركة إنجي الفرنسية والحكومة الجزائرية، حول إمكان زيادة عدد شحنات الغاز والغاز المسال، حسب الاتفاقية الموقعة مؤخرًا خلال العام الجاري (2022).

ترقب لتطورات صفقة إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا
خطوط لنقل الغاز - الصورة من (Energy Capital & Power)

وتُشير الترجيحات إلى أن المباحثات تأخذ مسارها الصحيح رغم عدم توقيع الاتفاق رسميًا حتى الآن، بالإضافة إلى أن هناك اتجاهًا لزيادة الإمدادات بنسبة 50%، وفق تأكيد مصدر تنفيذي للفضائية الفرنسية.

ولم يؤكد -أو ينفي- المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، ما أثاره المصدر التنفيذي حول زيادة إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا بنسبة 50% في الاتفاق الجديد.

واكتفى فيران بتأكيد أن المباحثات بين الجانبين ما زالت متواصلة، مشيرًا إلى أن النتائج النهائية سوف تُعلَن قريبًا.

وكانت رئيسة شركة إنجي الفرنسية ضمن الوفد الذي زار الجزائر مؤخرًا برئاسة ماكرون، والتقت رئيس شركة سوناطراك (عملاق النفط والغاز الجزائري) توفيق حكار، وكذلك وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب.

ملامح الاتفاق

كانت باريس قد أمّنت إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا عبر اتفاق وُقِّع في شهر يوليو/تموز الماضي مع شركة سوناطراك الحكومية، ومثّلت الجانب الفرنسي في الاتفاق شركة إنجي للطاقة.

وبموجب الاتفاق، تُنقل إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا عبر خط أنبوب "ميدغاز"، بعدما استمرت المباحثات لمدة، بغرض حسم أمر زيادة الأسعار، في محاولة من الدولة الأفريقية لزيادة أرباحها بالاستفادة من أسعار الأسواق الفورية الجنونية.

وتُجري الجزائر مراجعة لأسعار بيع الغاز لمدة 3 سنوات من وقت توقيع الاتفاق، تبعًا لمجريات الأسواق، في حين يشمل الاتفاق الجديد إمدادات من الغاز الطبيعي والغاز المسال.

وتخطط البلدان للتعاون في تطوير الهيدروجين، وتقنيات خفض البصمة الكربونية أيضًا.

وانتهت زيارة ماكرون إلى الجزائر دون إعلان اتفاقيات نهائية تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة وحسم صفقة الغاز الجزائري إلى فرنسا، غير أن استمرار المفاوضات بين شركة إنجي والحكومة الجزائرية والتوصل إلى اتفاق يشمل زيادة الإمدادات بنسبة 50% قد يشكّل معادلة جديدة تتطلع إليها الدول الأوروبية للاستغناء عن الغاز الروسي.

سيناريو بريطانيا.. هل يتكرر؟

تعد الجزائر ثالث أكبر موردي الغاز إلى أوروبا عقب روسيا والنرويج بحسب بيانات بلومبرغ، وتضمن إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا بموجب الصفقة المرتقبة والزيادات المتوقعة في الأحجام إلى ما يقارب النصف (50%) دعمًا جديدًا في مواجهة نقص الإمدادات.

الغاز الجزائري إلى فرنسا
شعار شركة إنجي الفرنسية - الصورة من (The Nation Update)

ومن جانب آخر، تسعى الحكومة الفرنسية لطمأنة المواطنين، ونفي إمكان تكرار الإجراءات التي اتّبعتها بريطانيا للسيطرة على تداعيات أزمة الطاقة برفع الفواتير بنسبة 80% بداية من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بحسب تصريحات مسؤول بالحكومة نقلها الموقع الإلكتروني للفضائية.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، أن هناك اتجاهًا قويًا بعدم السماح بخروج الأسعار عن السيطرة، مشيرًا إلى أن الحكومة قررت "تجميد" أسعار الغاز لحين انتهاء العام الجاري (2022)، وإعلان تدابير جديدة تراعي عدم ارتفاع الأسعار إلى مستويات تفوق قدرة المواطنين.

وشدد على أن ما اتّبعته بريطانيا مع مواطنيها لتعويض ارتفاع أسعار الطاقة في الأسواق العالمية لن يتكرر في فرنسا، وأن أيّ زيادات مرتقبة سوف تكون في نطاق معقول، مع دعمها بإجراءات للتخفيف من حدّتها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق