هل يؤثر الجفاف في إنتاج النفط والغاز والطاقة النووية؟ أنس الحجي يجيب
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن الجفاف تسبّب في أزمات تتعلق بإنتاج النفط والغاز الصخريين، بالإضافة إلى الطاقة النووية والوقود الحيوي.
وأضاف الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، على موقع تويتر الثلاثاء 23 أغسطس/آب (2022)- أن هناك أزمة لم تحدث حتى الآن، ولكن شُوهدت بعض مظاهرها في السابق، وهي أن نقص المياه في مناطق مثل تكساس أو المناطق المنتجة للنفط أو الغاز الصخريين يؤثر في إنتاجهما.
وأوضح الحجي، أن النفط والغاز الصخريين يحتاجان إلى كميات كبيرة من المياه، والجفاف لا يسمح بتوفير هذه الكميات الكبيرة، وبالتالي يتراجع حجم الإنتاج من هذين العنصرين المهمين.
الجفاف والتكسير المائي
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن هذه المشكلة ليست كبيرة وواضحة في الولايات المتحدة الآن، ولكن قد تتطور الأمور، لأن تكساس حاليًا لم تشهد نزول المطر منذ نحو شهرين.
لذلك -وفق تصريحات الدكتور أنس الحجي- هناك جفاف شديد وماتت الكثير من الأشجار، فإذا تفاقمت الأزمة أكثر من ذلك في تكساس فسيؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة في قطاع النفط والغاز الصخريين.
ولفت إلى أن هناك مناقشات تدور حاليًا في بريطانيا ودول أخرى حول موضوع التكسير المائي الهيدروليكي، وتطوير الغاز الصخري في هذه البلاد، بسبب أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشار الحجي إلى أنه في وضع الجفاف الحاصل الآن، من الصعب جدًا حدوث تطوير للغاز الصخري، حتى إذا كانت هناك دفعة سياسية في هذا الاتجاه في بريطانيا والدول الأخرى، لأن أعداء النفط الصخري سيركزون على موضوع المياه بصفة كبيرة.
الطاقة النووية والوقود الحيوي
أوضح مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أن الجفاف يرتبط بالعودة إلى الطاقة النووية، فألمانيا -مثلًا- قررت تمديد عمل آخر 3 مفاعلات نووية لديها، بعد أن كانت قد قررت إيقافها بالكامل، ولكن اللجوء إلى الحل النووي يحتاج إلى المياه.
وأضاف: "إذا كانت المفاعلات النووية على بحار فهذه ليست مشكلة، ولكن الأزمة أن جزءًا كبيرًا منها يقع على الأنهار أو البحيرات التي تجف حاليًا.. لذا فإن من مظاهر الجفاف أنه يؤثر في الطاقة النووية مثلما يؤثر في النفط والغاز والفحم والكهرباء والطاقة الكهرومائية، أي أنه يؤثر في كل مصادر الطاقة".
وقال الحجي إن أكثر ما يؤلم بالنسبة إلى ظاهرة الجفاف، هو أثره في الوقود الحيوي الذي يأتي من النبات، فالإيثانول في الولايات المتحدة يجيء من الذرة، في حين في البرازيل يُنتج من قصب السكر، وهناك زيوت حيوية تُستخرج من زيت النخيل ومصادر أخرى في آسيا.
ولفت إلى أن هناك مصادر مختلفة لأنواع الديزل الحيوي كلها نباتية، وكل هذا يحتاج إلى ماء، موضحًا أن البرازيل شهدت خلال العام الماضي موجة جفاف شديدة جدًا، أثرت بقوة في محصول قصب السكر، ووجهت ضربة قوية إلى صناعة الإيثانول.
وتابع: "أغلب السيارات في البرازيل تعتمد على الإيثانول بصفته وقودًا حيويًا، ما اضطر البلاد إلى استيراد كمية ضخمة من إنتاج الولايات المتحدة، حتى لا تتوقف وسائل النقل والمركبات الخاصة، ولكن التكلفة كانت عالية".
الوقود الحيوي وتغير المناخ
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن الانتقادات -بالنسبة إلى التغير المناخي- دائمًا ما تأتي للسياسات المتبناة في محاربته، ومن بينها تبني الوقود الحيوي بصورة كبيرة، مثل التوجه إلى الإيثانول بقوة في الولايات المتحدة.
وأضاف: "الآن تحاول الولايات المتحدة إقناع أوروبا بتبني الوقود الحيوي.. إذن ماذا نفعل مع هذا الجفاف؟ إذا تكرر الأمر وجفت الذرة أو قصب السكر، فمن أين يمكن الحصول على الوقود الحيوي لتسيير وسائل النقل؟".
وشدد على أن السياسات المتبناة لمكافحة التغير المناخي خاطئة، مؤكدًا أنه إذا تطور الجفاف خلال الأشهر المقبلة، فإن العالم مقبل على أزمات عالمية ضخمة، ليس في مجال الطاقة فحسب، وإنما أيضًا في مجال الغذاء، وستكون آثارها أكبر بكثير من تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.
اقرأ أيضًا..
- سعر لتر البنزين في فلسطين.. الأعلى عربيًا رغم جهود خفضه (تقرير)
- أسعار الكهرباء في مصر تتجه إلى زيادة بأكثر من 20%
- إيران تبدأ تطوير حقل إسفنديار النفطي المتصل بحقل لولو السعودي
- زيوت نفطلان لعلاج أمراض المفاصل.. الكويت تبرم صفقة نادرة