توقع تقرير جديد، ارتفاع أسعار النفط وشح الإمدادات خلال الشهور المقبلة، متوقعًا اقتراب خام برنت من 125 دولارًا للبرميل.
وارتفع سعر خام برنت فوق الـ100 دولار للبرميل، منذ أن طرحت السعودية (التي تقود تحالف أوبك+) فكرة خفض الإنتاج لدعم الأسعار، حال عودة الخام الإيراني وانخفاض المخزون الأميركي.
وبناءً على تصريحات وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، لوكالة بلومبرغ في وقت سابق من هذا الأسبوع، يمتلك أوبك+ الوسائل كافة للتعامل مع التحديات، بما فيها خفض الإنتاج، مؤكدًا صياغة اتفاقية جديدة لما بعد العام الجاري (2022).
وأوضح تقرير صادر عن بنك يو بي إس في سويسرا، اليوم الخميس 25 أغسطس/آب (2022) -والذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أنه رغم ارتفاع الصادرات من أوبك وروسيا، وبوادر اتفاق نووي محتمل تلوح في الأفق، لم يسهم ذلك في تهدئة المخاوف.
الدفاع عن أسعار النفط
أشار وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إلى حالة الانفصام التي تسود سوق النفط -حاليًا-، موضحًا أن التقلبات الحادة في الأسواق ونقص السيولة تفصل أسعار العقود الآجلة عن أساسيات السوق، وقد يدفع ذلك أوبك+ إلى التحرك.
ويرى الوزير أن هذه التقلبات ستسفر عن أضرار هائلة، لا سيما أن غياب السيولة يجعل السوق غير قادرة على عكس واقعها الحقيقي، وإعطاء شعور زائف بالأمان، في وقت تُعدّ فيه الطاقة الإنتاجية الفائضة محدودة، وتظل مخاطر الانقطاعات الحادة في الإمدادات مرتفعة.
أمّا عن أوضاع السوق الحالية، فقد قال الوزير، إن سوق العقود الآجلة وقعت في حلقة سلبية مفرغة ومتكررة، وأدى ذلك إلى تقويض أهم وظائفها الرئيسة، وهي التوصل إلى سعر مناسب.
واستطرد قائلًا: "هذه الحلقة تجعل تكلفة التحوط وإدارة المخاطر ضخمة، للمتعاملين في السوق الفورية؛ ما يؤثّر سلبًا بسلاسة وفاعلية التعاملات في أسواق النفط".
وقال الوزير، إن تحالف أوبك+ لديه الوسائل للتعامل مع تحديات السوق، من بينها خفض الإنتاج في أيّ وقت وبأشكال مختلفة.
وأضاف أن التحالف واجه الكثير من الصعوبات والتحديات في الماضي، واستطاع تجاوز العقبات كافة، والخروج أكثر قوة وتماسكًا، وجعله ذلك أكثر مرونة والتزامًا.
ويرى محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا، جيوفاني ستانوفو، أن هذه إشارة إلى الرغبة في الدفاع عن أسعار النفط وبقائها فوق مستوى 90 دولارًا أميركيًا للبرميل.
حالة من القلق
أشار تقرير بنك يو بي إس في سويسرا، الصادر اليوم الخميس 25 أغسطس/آب (2022) -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، إلى أن أسعار النفط أقلّ مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة، وما تزال تسود حالة من القلق وسط المشاركين في السوق من أن ارتفاع أسعار الفائدة وأسعار الطاقة سيؤثّران في الطلب على النفط.
ورغم أن الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كان متدنيًا -مؤخرًا-، فإنه ما يزال قويًا في البلدان غير الأعضاء في المنظمة، والتي تمثّل 54% من إجمالي الطلب العالمي، حسبما جاء في التقرير.
كما أن ارتفاع صادرات أوبك والخام الروسي في يوليو/تموز (2022)، إلى جانب التوصل إلى اتفاق نووي محتمل مع الغرب يسمح لإيران ببيع المزيد من النفط، لم يساعد في تهدئة الأوضاع.
ارتفاع الأسعار
يعتقد محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا، جيوفاني ستانوفو، أن أساسيات أداء السوق تشير إلى ارتفاع أسعار النفط.
وتوقّع عودة ارتفاع خام برنت إلى 125 دولارًا أميركيًا للبرميل خلال الأشهر المقبلة، وسط شح الإمدادات ونقص الطاقة الإنتاجية الفائضة وانخفاض مخزونات النفط.
وقال: "الطاقة الإنتاجية الفائضة أقلّ من مليوني برميل يوميًا، ومخزونات النفط عند أدنى مستوياتها منذ عدّة سنوات".
وأشار إلى قرب موعد تنفيذ الحظر المفروض على واردات النفط الروسي المنقولة بحرًا بحلول 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، والمشتقات المكررة بحلول 5 فبراير/شباط (2022).
وأوضح: "من المحتمل أن يتسبب هذا ببعض الاضطرابات، إذ بلغت واردات النفط الروسية إلى الاتحاد الأوروبي 2.8 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز (2022)".
وتابع: "سيؤدي إنهاء البيع من مخزون النفط الإستراتيجي لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى اختفاء أكثر من مليون برميل يوميًا من الإمدادات، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، ما يشير إلى حدوث نقص في الأسواق بحلول نهاية العام الجاري (2022)".
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول حرقًا للغاز الطبيعي عالميًا.. العراق والجزائر والسعودية في القائمة (تقرير)
- الجزائر تسابق الزمن لإعلان اكتشافين ضخمين للنفط والغاز (خاص)
- شركات الطاقة الشمسية في مصر تواجه خطر الإفلاس