توقف صادرات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب بحر قزوين (تحديث)
بعد تعليق الشحن في نقطتي رسو ضمن 3 نقاط بالبحر الأسود
هبة مصطفى
توقفت غالبية صادرات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب بحر قزوين، اليوم الإثنين، 22 أغسطس/آب؛ ما ألقى بظلاله على أسواق الخام العالمية التي تعاني نقص الإمدادات.
وأوضحت الشركة المشغلة لخط الأنابيب أن شركات نفطية كبرى -مثل إكسون موبيل وشيفرون- ستقطع صادراتها من النفط من قازاخستان عبر روسيا مرة أخرى بسبب تلف المعدات.
وقال تحالف ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين "سي بي سي"، المسؤول عن شحن النفط القازاخستاني عبر روسيا إلى الأسواق العالمية، ويتعامل مع نحو 1%من النفط العالمي، إن الصادرات من نقطتين من نقاط رسوها الـ3 في مرفأ على البحر الأسود قد عُلِّقَت.
يتهم الغرب روسيا بتقييد إمدادات الطاقة لرفع الأسعار؛ ردًا على العقوبات المفروضة بعد غزو موسكو لأوكرانيا، الذي يصفه الكرملين بأنه عملية عسكرية خاصة.
وانخفضت إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بنحو 75% على أساس سنوي؛ إذ أعلنت شركة غازبروم، الأسبوع الماضي، صيانة غير مجدولة لخط أنابيب نورد ستريم 1، الذي يمتد تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا.
تعليق صادرات النفط القازاخستاني
قالت شركة "سي بي سي" -التي تُعد ترانس نفط الروسية أكبر مساهميها، وتحتكر خطوط أنابيب النفط "تايوم"- اليوم الإثنين، إنها اضطرت إلى تعليق التحميل من نقطتي رسو "إس بي إم 1"، و"إس بي إم 2" بسبب الأضرار التي لحقت "بنقاط الربط تحت الماء مع خزانات الطفو.
وأشارت إلى أن عمليات التحميل تجري فقط من نقطة الرسو "إس بي إم 3"، وهو ما يقلل طلبات تحميل النفط.
وشددت على تخطيطها لاستبدال أجزاء المعدات في وحدتي نقاط الرسو المتأثرتين وتبحث عن منظمة لتنفيذ العمل، إلا أنها لم تقدم جدولًا زمنيًا للانتهاء من أعمال الصيانة.
محطات البحر الأسود
تشهد شحنات النفط، التي تُحَمَّل عبر محطات البحر الأسود، حالة من الاضطراب بعدما أوقف ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين "سي بي سي" تحميل بعضها، للفحص.
يأتي ذلك بينما عززت أعمال الصيانة لحقول نفطية في قازاخستان من انخفاض إمدادات الخط المعتادة؛ ما أسهم في محدودية تأثير أعمال الفحص والتدقيق التي أجراها الائتلاف، وفق ما نشرته "رويترز".
وكان النفط القازاخستاني قد عكف على البحث عن منافذ بديلة بعدما منعت روسيا صادراته من العبور بموانيها مرتين منذ حرب أوكرانيا قبل 6 أشهر، بينما يُرجَّح بدء تدفقه عبر أحد الخطوط الأذربيجانية بداية من سبتمبر/أيلول المقبل، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
فحص شحنات النفط
علق ائتلاف خط أنابيب بحر قزوين سير عمليات تحميل شحنات النفط في نقطتي رسو ضمن 3 نقاط تابعة لمحطة يوزنايا أوزيريفكا الواقعة في البحر الأسود.
وتُشير البيانات إلى أن تحميل الشحنات من نقطة الرسو "إس بي إم 2" مُنِعَ يوم 17 أغسطس/آب الجاري بغرض الفحص والتدقيق، بينما سبقتها بأيام النقطة "إس بي إم 1" خلال الشهر ذاته.
في المقابل، استمرت التحميلات في نقطة الرسو الثالثة "إس بي إم 3" على وتيرتها بالمعدل المعتاد.
وتزامن ذلك مع أعمال صيانة جارية في حقلي "تينغيز" و"كاشاغان" الرئيسين في قازاخستان، وأدى إلى انخفاض عبر خط أنابيب بحر قزوين؛ ما قلل من حجم تأثير توقيف الشحنات وفحصها.
وتوافق ذلك مع ما أعلنه الائتلاف المُشغل للخط، مطلع الشهر الجاري، بما يؤكد وقوف أعمال الصيانة في حقلي قازاخستان وراء تراجع الإمدادات عبر شبكة الخطوط.
وتكررت عمليات وقف الشحنات؛ سواء إثر عمليات التدقيق والفحص أو أعمال الصيانة، خلال العام الجاري (2022) لأكثر من مرة؛ ما أثار التساؤلات حول علاقته بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو وتغير خريطة تحالفات أسواق الطاقة.
أهمية خط أنابيب بحر قزوين
يُشكّل خط أنابيب بحر قزوين بوابة التصدير الرئيسة للنفط القازاخستاني؛ إذ يتسع لنقل 80% من إمدادات الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
من جانب آخر، تؤدي إمدادات النفط من قازاخستان دورًا مهمًا في تلبية الطلب الأوروبي بنحو 67 مليون طن، يتطلب عبورها من روسيا قبل أن تشق طريقها إلى بلدان القارة العجوز.
وتُنتَج تلك الإمدادات من الحقول القازاخستانية من خلال الشركات المساهمة في الائتلاف وشركات من كبريات شركات النفط.
وتُسهم في الائتلاف: شركة ترانس نفط الروسية بحصة قدرها 24%، وشركة "قاز موناي غاز" القازاخستانية بحصة قدرها 19%، وشركة شيفرون بحصة قدرها 15%، وشركة "لوكاركو بي في" الروسية التابعة لشركة لوك أويل بحصة قدرها 12.5%، وشركة موبيل بحر قزوين بحصة 7.5%، والشركة المشغلة للائتلاف بحصة 7%، وشركة "روزنفط شل" بحصة 7.5%.
وعقب إدخال روسيا لخط الأنابيب ضمن المعادلة السياسية الحالية، سعت قازاخستان إلى توفير منافذ بديلة وكان أكبر خطوط الأنابيب الأذربيجانية الحل الأمثل.
ويُتوقع بدء نقل التدفقات من خلاله شهر سبتمبر/أيلول المقبل، بعدما ظلت تعرف وجهتها عبر خط بحر قزوين طوال 20 عامًا ومنه إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي لتنطلق نحو الأسواق العالمية والأوروبية.
اقرأ أيضًا..
- الغاز الطبيعي المسال يثير خلافًا بين ألمانيا وفرنسا.. بناء خط أنابيب أم الاستيراد؟ (تقرير)
- إحباط محاولة لسرقة النفط بواسطة سفينة عملاقة في نيجيريا
- سادس محطات الفحم الأميركية تؤجل إغلاقها خوفًا من نقص الإمدادات
- النفط الروسي يتربع على عرش الواردات الصينية للشهر الثالث على التوالي