المعادن في الأردن ثروة ضخمة واحتياطيات بحاجة لاستغلالها (تقرير)
من بينها الفوسفات والذهب والنحاس والزركون
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- الأردن يسعى لزيادة قيمة صادرات التعدين لـ5 مليارات دولار بحلول 2033
- الأردن يمتلك احتياطيات ضخمة من رمال السيليكا والكاولين والبازلت
- أراضي الأردن تحوي المعادن الأرضية النادرة، لكنها بحاجة لعمليات استكشاف
- الأردن وقّع أكثر من مذكرة تفاهم للاستكشاف والتنقيب خلال عام 2022
تُعدّ المعادن في الأردن من الثروات الضخمة التي تمتلكها البلاد، وبحاجة إلى استغلالها واستخراجها، لدعم اقتصاد المملكة الهاشمية الذي يعاني في المقابل من فقر بثروات الوقود الأحفوري.
ويتميز الأردن باحتواء باطن أراضيه على معادن نادرة، وأخرى مستخدمة في تقنيات مهمة، مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى المعادن الإستراتيجية، مثل الذهب والنحاس.
ومن بين المعادن الأخرى في الأردن، الفوسفات والبوتاس والبرومين، وكذلك رمل السيليكا والفلدسبار والكاولين، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويسعى الأردن إلى رفع نسبة مساهمة قطاع التعدين في النمو الاقتصادي للبلاد، عبر العمل على زيادة صادرات القطاع بنسبة 10.5% بشكل سنوي، لتصل إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2033، مقارنة مع حصة قدرها 7.6% عام 2018.
البازلت الأردني
من أبرز المعادن في الأردن، البازلت، إذ تمتلك البلاد احتياطيات ضخمة منه، وهو عبارة عن صخور بركانية ناتجة عن تصلب الحمم البركانية، ويتكون من معادن الأوليفين والبلاجيوكيلز والبيروكسين.
ويُستخدم صخر البازلت في صناعة القوالب الحرارية وأعمدة الزينة وصناعة الصوف الصخري، وكذلك رصف الطرق وأعمال البناء وصناعة الأنابيب.
ويتوافر البازلت بكثرة في شمال شرق ووسط وجنوب البلاد، فعلى سبيل المثال، يُقدَّر المعدن الخام الموجود في منطقة "تل برما" -الواقعة جنوب الأردن- بنحو 310 ملايين طن.
يشار إلى أن المملكة الهاشمية استخدمت "البازلت" في مجال الإنشاءات وصناعة الصوف الصخري للاستهلاك المحلي والتصدير.
الحجر الجيري النقي
يأتي الحجر الجيري من بين تلك المعادن في الأردن، إذ تمتلك البلاد احتياطيات منه تصل إلى 1.33 مليار طن، بحسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية في البلاد.
والحجر الجيري له استخدامات عديدة، منها استخدامه في الصناعات المعدنية بصفته عاملًا مساعدًا في صهر وتكرير الحديد والألومنيوم والنحاس، وكذلك في الصناعات الكيميائية، إذ يُنتج الجير والمركبات القلوية وأكاسيد الماغنيسيوم وغيرها.
ويُستخدم أيضًا في صناعات الأسمنت الأبيض، وفي الزراعة من خلال صناعة الأسمدة والأعلاف الحيوانية، كما يُستخدم في صناعة الدهانات والمطاط والورق والسيراميك وبلاط الأرضيات ومعجون الأسنان والصناعات الطبية.
ويوجد الحجر الجيري النقي بشكل كبير في جنوب الأردن، إذ تقوم البلاد حاليًا باستخراجه من قبل شركة محلية لإنتاج الأسمنت الأبيض وكربونات الكالسيوم.
وتوضح وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن أن الحجر الجيري يتميز بالتركيب الكيميائي من كربونات الكالسيوم، وسيليكا، وأكسيد الماغنيسيوم والحديد والأملاح القلوية.
الزركون
جاء معدن الزركون المستخدم في قوالب الصب لزيادة مقاومة المعادن للاختراق من بين المعادن في الأردن.
ويُستخدم كذلك المعدن -المكون من سيليكات الزركونيوم وبعض العناصر الأرضية النادرة- في الطلاء الحراري للقوالب، وفي صقل العدسات الطبية، وغيرها من الاستخدامات.
وتمتلك البلاد احتياطيات من معدن "الزركون" تصل إلى 96 ألف طن متري، إذ يوجد على بعد 350 كيلومترًا جنوب مدينة عمان الأردنية، و100 كيلومتر في الشمال الشرقي من العقبة.
ومن مميزات الزركون، مقاومته العالية للحرارة بنقطة انصهار 2500 درجة مئوية، ومقاومته للتآكل الحمضي، وكذلك الموصلية الحرارية العالية والتمدد الحراري.
رمال السيليكا
يبلغ احتياطيات المملكة الهاشمية من رمال السيليكا أكثر من 20.1 مليار طن، ليكون ضمن قائمة المعادن الضخمة التي يمتلكها الأردن، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية في البلاد.
وتوجد رمال السيليكا في البلاد بمناطق رأس النقب وقاع الديسة والبتراء عين البيضة، وكذلك في وادي السبق، والحبيشية.
وتتمثل أبرز استخدامات هذه الرمال في مواد البناء والسيراميك والصناعات الإلكترونية والموصلات فائقة السرعة والصناعات الكيميائية، وأيضًا في صناعة الزجاج.
وتؤكد وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية أن أبرز ما يميز رمال السيليكا -الموجودة في البلاد- هو انخفاض الشوائب والمعادن الثقيلة.
النحاس في الأردن
في خمسينيات القرن العشرين، اكتشفت الأردن معدن النحاس بمنطقة ضانا ووادي عربة؛ لينضم إلى قائمة المعادن في الأردن.
ويوجد النحاس -الذي تبلغ احتياطيات البلاد منه بحسب البيانات الرسمية قرابة 27.8 مليون طن- على طول الجانب الشرقي من وادي عربة جنوب البحر الميت إلى منطقة وادي أبو خشيبة.
وأهم معادن خام النحاس هي الملاكايت والكريزوكولا والأتاكمايت والكوبريت.
ويُستخدم النحاس في صناعة الأسلاك الكهربائية؛ نظرًا لتمتّعه بقوة توصيل للكهرباء عالية، وفي مجال البناء، إذ يُستخدم في زخرفة البناء وصناعة مقابض الأبواب، والأقفال، وأدوات الإضاءة.
ويُستخدم أيضًا في البناء الداخلي للمستشفيات؛ بسبب خاصيّته في مقاومة نمو البكتيريا والجراثيم.
كما يُستخدم النحاس في المركبات؛ بسبب كفاءته في التوصيل الحراري والكهربائي، لذا يدخل في صناعة السيارات والطائرات والسفن والقطارات وغيرها من وسائل المواصلات.
الفلدسبار
وتضمنت قائمة المعادن في الأردن أيضًا، خام الفلدسبار المستخدَم في الصناعات الزجاجية والسيراميك، ويُعدّ الجرانيت هو مصدر ذلك الخام.
ويمتلك الأردن احتياطيات من خام الفلدسبار تصل إلى 138 مليون طن، بحسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن.
ويوجد هذا المعدن في منطقة وادي الحبيشية الواقعة جنوب العقبة، وكذلك في وادي المحلبة وجبل الغفران بشمال شرق العقبة، وفي وادي صدر الملقان شمال العقبة.
الكاولين
كما ضمت قائمة المعادن في الأردن، الكاولين، وهو يحتوي على مجموعة كبيرة من المعادن المكونة من سيليكات الألمونيوم، وهو طين أبيض ناعم لدن.
ويستخدم الكاولين -الذي تصل احتياطيات الأردن منه إلى 11.94 مليار طن- في صناعة السيراميك الأبيض والطلاء، وفي المطاط والبلاستيك وغيرها.
ويوجد الكاولين في مناطق بطن الفول والمدورة والحسوة وأم سحم، الواقعة في مدينة معان جنوب الأردن.
الذهب في الأردن
تؤكد وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن أن أراضي المملكة تحتوي على معدن الذهب في الطرف الشمالي من الدرع العربي النوبي جنوب الأردن.
ولا يوجد رقم محدد لاحتياطيات الأردن من خام الذهب في المناطق الموجود فيها، ولكنه ذكر ضمن قائمة المعادن في الأردن، التي اطّلعت على تفاصيلها وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير وزارة الطاقة الأردنية، في تقرير لها، إلى أن معدن الذهب يوجد في منطقة وادي أبو خشيبة شمال العقبة في جنوب الأردن، إذ يظهر ضمن صخور الكوارتز والبورفيري والفلدسبار في معقد وادي عربة.
الطلب على الذهب عالميًا ينمو 12% خلال النصف الأول من 2022
الطباشير
تحتضن أراضي المملكة كذلك الطباشير، وهو أحد أنواع الصخور الجيرية، التي تُستخدم في صناعة الطلاء والأسمنت والزراعة، ليكون من بين قائمة المعادن في الأردن.
ويمتلك الأردن احتياطيات من الطباشير تصل إلى 5.83 مليار طن، ويوجد في مناطق جنوب شرق الأزرق بالصحراء الشرقية، وشرق عمان في الأردن.
ومعدن الكالسيت هو المعدن الرئيس في خام الطباشير، بالإضافة إلى معادن نادرة أخرى، مثل الكاولينايت والدولومايت والكوارتز والهالايت.
الدولومايت
تحتوي صخور الدولومايت على أكثر من 50% من معادن الكالسيت والدولومايت، والذي يُستخدم في الزارعة وصناعة الأسمنت ومعالجة الشقوق، كما يعدّ أحد المواد الأولية في صناعة الزجاج والسيراميك المقاوم للحرارة.
ويمتلك الأردن احتياطيات من الدولومايت تصل إلى 162 مليون طن، وفقًا لقائمة المعادن في الأردن، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
ويوجد الدولومايت في وادي عسال وغور الحديثة غرب الكرك جنوب العاصمة عمّان، وكذلك في رأس النقب شمال العقبة.
الزيولايت
توضح قائمة المعادن في الأردن، أنه في عام 1998، بدأت البلاد إنتاج معدن الزيولايت (التف الزيولايتي)، إذ تستهلك البلاد 400 ألف طن سنويًا من خلال مصانع الأسمنت.
وتبلغ احتياطيات المملكة الهاشمية من معدن الزيولايت أكثر من 2.03 مليار طن.
ويوجد في عدّة مناطق بالأردن، أبرزها جبل الأريتين شمال شرق الأزرق بالصحراء الشرقية، وتلول الشهباء في الشمال الغربي من البادية الأردنية، وتل الرماح، وكذلك وسط الأردن وجنوبه.
المعادن الأرضية النادرة
يؤكد الأردن أن أراضيه تحتوي على المعادن الأرضية النادرة في منطقة وادي المزراب، لكنها بحاجة إلى عمليات البحث والاستكشاف.
ومن أهم المعادن النادرة في الأردن جاء اليورانيوم والثوريوم، والتيتانيوم والمونازيت والزركون، وأهم استخداماتها في الطاقة المتجددة ورفع كفاءة الطاقة.
جهود حكومية لتنشيط القطاع
شهد العام الحالي (2022) تحركات حثيثة للحكومة الأردنية، من أجل العمل على زيادة صادرات قطاع التعدين والاستفادة بشكل أكبر من الثروات التعدينية التي تتميز بها البلاد.
وتؤكد الحكومة الأردنية أنها تعمل على إنشاء مشروعات الصناعات الوسطى والتحويلية بقطاع التعدين، مع العمل على إطلاق برنامج تمويل خاص بقطاع التعدين.
ومن بين تلك الخطوات، اتجاه وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن، إلى تشكيل مجلس للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال التعدين، للعمل على رفع مساهمة المعادن في الأردن بمعادلة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويأتي ذلك مع سعي الأردن -بحسب وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة- إلى وضع برنامج وطني للتعدين، وتوفير البيانات المتعلقة بالمسوحات وفق المعايير الدولية، ومواءمة التشريعات واللوائح التنظيمية مع المعايير الدولية، مع العمل على مراجعة نظام الحوافز المالية بشأن المعادن في الأردن.
وفي أبريل/نيسان (2022)، وقّعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية مذكرة تفاهم مع شركة تجانس لتملك وإقامة المشروعات، تضمنت إعداد خريطة بالثروات المعدنية لتعزيز فرص الاستثمار في البلاد.
وتنصّ مذكرة التفاهم على قيام شركة تجانس على مدار عامين، بإجراء مسح كهرومغناطيسي لمناطق المملكة الهاشمية، بهدف إعداد خريطة بالمواقع التي يمكن الاستثمار فيها بمجال التعدين، إذ تلزم الشركة بتزويد وزارة الطاقة والثروة المعدنية بالمعلومات والبيانات كافة عن المعادن في الأردن والخرائط التي ستقوم بتنفيذها.
وفي السياق ذاته، أطلقت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، في أبريل/نيسان (2022)، منصة إلكترونية بهدف تسهيل إجراءات رحلة المستثمر بالثروات المعدنية في البلاد، من خلال الربط بين الجهات المعنية لتقليل الزمن والعبء اللازم للحصول على الخدمة عند البحث عن المعادن في الأردن، والاستغناء عن الوثائق الورقية.
توقيع مذكرات تفاهم للاستكشاف
شهد العام الحالي توقيع الأردن أكثر من مذكرة تفاهم للاستكشاف والتنقيب عن المواد التعدينية في مناطق مختلفة بباطن أراضيها.
وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية قد وقّعت مذكرة تفاهم في أبريل/نيسان (2022) مع شركة سولفيست التركية، تضمنت الاستكشاف والتنقيب عن خامات النحاس والمعادن المصاحبة في مناطق وادي أبوخشيبة وغور فيفا الواقعة جنوب المملكة الهاشمية.
وينفّذ الأردن مشروعًا يهدف إلى استكشاف النحاس في منطقة أبوخشيبة على مساحة تبلغ نحو 20 كيلومترًا مربعًا، ونحو 28 كيلومترًا مربعًا بمنطقة غور فيفا، وذلك بناءً على دراسات أشارت إلى وجود خامات النحاس بكميات وتراكيز جيدة.
وتضمنت مذكرة التفاهم قيام الشركة التركية خلال 12 شهرًا بتنفيذ العديد من الدراسات الاستكشافية والتنقيبية، لتحديد كمية ونوعية احتياطي معدن النحاس والمعادن المصاحبة، بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية من استغلاله، مع تقييم جميع الدراسات السابقة.
وحال التوصل إلى جدوى المشروع، ستقوم سولفيست التركية بتسليم دراسة جدوى اقتصادية أولية لمشروع استغلال معدن النحاس في المناطق الممنوحة لها، مع توضيح خطتها بمرحلة تطوير المشروع، وإذا قررت الشركة التركية الاستمرار، ستوقّع الحكومة الأردنية اتفاقية شراكة معها بقانون خاص.
كما شهد هذا العام، وتحديدًا شهر يونيو/حزيران، توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع شركة سولفيست التركية، خاصة باستكشاف الذهب في منطقة أبوخشيبة.
وجاء في مذكرة التفاهم -البالغة مدّتها 14 شهرًا- قيام الشركة التركية باستكشاف والتنقيب عن الذهب في منطقة وادي أبوخشيبة جنوب الأردن، إذ ستعمل الشركة ضمن منطقة مساحتها تقارب 155 كيلومترًا مربعًا.
ووقّعت وزارة الطاقة الأردنية كذلك مذكرة تفاهم مدّتها 16 شهرًا، مع الشركة الأردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب، تضمنت استكشاف النحاس في منطقة ضانا.
واحتوت مذكرة التفاهم على قيام الشركة الأردنية بالاستكشاف والتنقيب عن النحاس، على مساحة تبلغ 78 كيلومترًا مربعًا بمنطقة ضانا.
يشار إلى أن الأردن أطلق في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي (2021) مشروع استكشاف خام الفوسفات في منطقة الرويشد الواقعة شرق الأردن.
وفي مايو/أيار 2022، أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة، أن كميات الفوسفات بالمرحلة الأولى من مشروع منطقة الرويشد، تُقدَّر بأكثر من نصف مليار طن متري، وبتراكيز تتراوح ما بين 25 و36%.
وبحسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية، تبلغ المساحة المستهدفة الكلّية للاستكشاف الأولي بمنطقة الرويشد نحو 3000 كيلومتر مربع.
موضوعات متعلقة..
- الأردن يعلن التنقيب عن النحاس في أكبر محمية طبيعية بالبلاد
- اتفاقية شراكة بين الأردن والعراق لاستغلال الثروات المعدنية
- الأردن.. قطاع التعدين يسهم بـ19% من صادرات المملكة
اقرأ أيضًا..
- هل تضطر روسيا إلى السير على خطى إيران لبيع النفط؟
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. أميركا تعلن سحب مليون برميل يوميًا
- بوتين يفرض شراء الغاز بالروبل الروسي بدءًا من الجمعة 1 أبريل
- تسعير النفط والغاز بين الدولار واليوان والروبل (مقال)