شركة فحم أفريقية تحقق أرباحًا تاريخية بنسبة 3000%
بعد تصنيفها بأنها عديمة القيمة
مي مجدي
سجلت شركة فحم أفريقية أرباحًا قياسية في النصف الأول من العام الجاري (2022)، مدفوعة بارتفاع أسعار ذلك الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة.
وأعلنت شركة "تونغالا ريسورسز" في جنوب أفريقيا، توزيع أرباح بقيمة 60 راندًا للسهم (3.68 دولارًا أميركيًا)، إذ ارتفعت أرباحها خلال النصف الأول من عام 2022 حتى يونيو/حزيران (2022) بنسبة 3000% تقريبًا، وسط ارتفاع الطلب على الوقود الملوث منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما نشرت صحيفة تليغراف.
(الراند الجنوب أفريقي= 0.060 دولارًا أميركيًا)
وحققت الشركة أرباحًا بقيمة 9.6 مليار راند جنوب أفريقي خلال النصف الأول من عام 2022، مقارنة بـ351 مليون راند جنوب أفريقي في عام 2021.
ويأتي ذلك بعد أقل من عامين من تصنيف الشركة بأنها "عديمة القيمة"، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الابتعاد عن الوقود الأحفوري
تمثّل النتائج لشركات تعدين الفحم، وعلى رأسها تونغالا ريسورسز، التحول الملحوظ نحو صناعة يحاول العديد من المستثمرين الابتعاد عنها وسط المطالب لتبني الطاقة النظيفة.
وانفصلت "تونغالا ريسورسز" عن شركة "أنغلو أميركان" في يونيو/حزيران (2021) بعد تعرُّض عملاق التعدين لضغوط من المساهمين للتخلي عن الوقود الأحفوري.
وفي ذلك الوقت، رأت شركة "بوتمان كابيتال" للأبحاث أن شركة "تونغالا ريسورسز" عديمة القيمة، وأن تقييمها هو "صفر".
وتحاول العديد من الدول إدارة ظهرها للفحم في السنوات الأخيرة بسبب تداعياته على ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبعد إقرار التزامات تتعلق بتغير المناخ في مؤتمر كوب 26 خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2021)، قال المنظمون إن الفحم أصبح جزءًا من الماضي.
أرباح الشركات
باعت شركة تونغالا ريسورسز الوقود بمتوسط 240 دولارًا للطن في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2022، مقارنة بـ75 دولارًا للطن خلال المدة نفسها في عام 2021.
وارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 600% منذ انفصالها في يونيو/حزيران (2021)، من 200 بنس إلى 1414 بنسًا بعد ظهر يوم الإثنين 15 أغسطس/آب (2022)، وقفزت 1.49% مع إعلانها الأرباح وتوزيعات أرباح مؤقتة قدرها 60 راندًا للسهم.
كما سجلت الشركات الأخرى نتائج قياسية، فقد أعلنت شركة غلينكور في شهر أغسطس/آب (2022) أرباحًا قياسية بلغت 18.9 مليار دولار في النصف الأول، مدعومًا بارتفاع أسعار الفحم.
وعمومًا، شهد إنتاج الفحم العالمي تراجعًا ضئيلًا في السنوات الأخيرة حتى مع محاولة المستثمرين الابتعاد عنه.
وبلغ الإنتاج العالمي 8 ملايين و173 ألف طن في عام 2021، مقارنة بنحو 8 ملايين و180 ألفًا، و8 ملايين و256 ألف طن سنويًا بين عامي 2012 و2014.
زيادة الطلب على الوقود الأحفوري
مع ذلك، ارتفع الطلب على الوقود الأحفوري منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وأدى شح الإمدادات إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز والفحم.
ودفع ارتفاع أسعار الغاز الناجم عن خفض الإمدادات الروسية لأوروبا العديد من الدول للعودة إلى أكثر أنواع الوقود تلويثًا بصفته بديلًا مؤقتًا.
كما دخل قرار حظر الفحم الروسي حيز التنفيذ في أوروبا، ما أدى إلى زيادة الطلب على الإمدادات البديلة.
وفي هذا الشأن، قالت شركة "تونغالا ريسورسز" إن الطلب على مصادر الطاقة ميسورة التكلفة تصاعد عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وأدت القيود المفروضة على العرض في المناطق الرئيسة المنتجة للفحم إلى ارتفاع سعر الفحم الحراري إلى مستويات غير مسبوقة.
العودة إلى الفحم
يأتي ذلك في وقت لجأت فيه ألمانيا إلى تشغيل محطات الكهرباء العاملة بالفحم قبل الشتاء، إذ وصفها وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، بأنها "شر لا بد منه".
كما طلب وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتنغ، إطالة عمر محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، التي كان مقرر إغلاقها في سبتمبر/أيلول (2022)، للعمل هذا الشتاء في حالة الطوارئ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي ظل ارتفاع الطلب، عانت السوق العالمية شح إمدادات الفحم، إذ ابتعد التجار عن الإمدادات الروسية، ويكافح المصدرون الرئيسون، مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، لتوصيل منتجاتهم إلى السوق بسبب مشكلات في البنية التحتية.
ويعتقد المحللون في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن الفحم المنقول من ميناء نيوكاسل الأسترالي، وهو معيار رئيس، سيبلغ متوسطه 320 دولارًا للطن خلال عام 2022، مقارنة بنحو 185 دولارًا للطن في الربع الأخير من عام 2021.
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوبك: المنظمة بريئة من ارتفاع أسعار النفط والتضخم
- أسعار الغاز في أوروبا تسجل مستويات قياسية لأول مرة منذ 5 أشهر
- انهيار شركات الطاقة يتواصل.. يونيبر الألمانية تخسر 12.5 مليار دولار