الجفاف ينتقل إلى آسيا.. وارتفاع الحرارة يقيّد استهلاك الكهرباء في مقاطعة صينية
إغلاق شركات وخفض إنتاج لتجاوز أسوأ موجات الحرارة منذ 60 عامًا
هبة مصطفى
انتقلت عدوى موجات الجفاف إلى قارة آسيا، بعدما اجتاحت بلدانًا أوروبية عدة على مدار الأسبوع الماضي، ما قلب معدلات استهلاك الكهرباء في إحدى المقاطعات الصينية رأسًا على عقب، وفرض قيود على الصناعات والإنتاج.
وتواجه مقاطعة سيتشوان -ثالث أكبر المقاطعات الصينية فيما يتعلق بعدد السكان- أسوأ موجات الحرارة المرتفعة منذ 60 عامًا أثرت في مستويات تخزين المياه بالسدود وإنتاج الطاقة الكهرومائية، بحسب ما نشرته رويترز، اليوم الأربعاء 17 أغسطس/آب.
ويأتي ذلك بعدما أصاب الجفاف دولًا أوروبية عدة قبل أيام بالتزامن مع جهود حثيثة للانتهاء من مستويات تخزين الغاز قبيل فصل الشتاء، لتنضم التغيرات المناخية إلى الأسواق المتقلبة عقب حرب أوكرانيا وغياب الغاز الروسي لتنذر بأزمة طاقة وشيكة للقارة العجوز، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
قيود استهلاك الكهرباء
أعلنت مقاطعة سيتشوان الصينية، اليوم الأربعاء، قيودًا جديدة لتقليص إمدادات الكهرباء سواء للمنازل أو الشركات أو المراكز التجارية، وحُددت ساعات الاستهلاك بالتناوب بينها، وطال الأمر الجهات الحكومية، إذ فُرضت تعليمات جديدة تتعلق بمستوى تشغيل مكيفات الهواء.
وترجع تلك القيود إلى أزمة كهرباء قوية ضربت المقاطعة بعد تعرضها لموجة من الجفاف الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة.
وتُعد القيود المفروضة على استهلاك الكهرباء -في المقاطعة الواقعة جنوب غرب الصين- نادرة الحدوث خاصة فيما يتعلق بالقيود على الاستهلاك المنزلي، لا سيما أن إدارات المقاطعات عادة ما تقدم أولوية الإمدادات السكنية والتجارية عن الصناعية حال تكرار أزمات مشابهة.
ودعت حكومة المقاطعة -البالغ عدد سكانها 5.4 مليون شخص- إلى ترشيد استهلاك الكهرباء بداية من مواقع الهيئات الحكومية بخفض مستوى مكيف الهواء عند مستوى لا يقل عن 26 درجة (تعادل 78.8 درجة فهرنهايت)، والتوقف عن استخدام المصاعد الكهربائية، بجانب وقف الأنشطة الليلية في المقاطعة.
الجفاف والطاقة الكهرومائية
يبدو أن التغيرات المناخية ألقت بظلالها على أكبر الاقتصادات الآسيوية، ودفعت مستويات الحرارة المرتفعة نحو تفاقم حدة الجفاف الذي أسهم بدوره في خفض معدل إنتاج الطاقة الكهرومائية التي تشكل 80% من مزيج كهرباء المقاطعة.
وتزامن ارتفاع الحرارة وانخفاض مستوى هطول الأمطار مع تزايد الطلب على تبريد الهواء وتشغيل المكيفات في الوقت الذي تراجع خلاله إنتاج الطاقة الكهرومائية، وحذر محللون من انتقال أزمة الكهرباء إلى مقاطعات صينية أخرى ومن ضمنها مقاطعة تشجيانغ التي تُعد موطن صناعات عدة.
وقد يزيد من حدة الأمر كون المقاطعات المجاورة لمقاطعة سيتشوان (تشجيانغ وجيانغسو) يعتمدون على توفير إمداداتهم من خلال اتفاقيات شراء بمقاطعة سيتشوان التي تعاني حاليًا من نقص الإمدادات.
وهبطت مستويات تخزين المياه في سدود مقاطعة سيتشوان لإنتاج الطاقة الكهرومائية إلى النصف، خلال الشهر الجاري، وفق بيانات حكومية نقلها الموقع الإلكتروني لقناة دبليو إتش إي سي (WHEC TV) التابعة لهيئة الإذاعة الوطنية الأميركية "إن بي سي".
وخلال الأسبوع الجاري، لجأت مدينة داتشو بالمقاطعة إلى فصل الأحمال وقطع الكهرباء لمدة ساعتين ونصف الساعة امتدت اليوم الأربعاء إلى 3 ساعات، وفق صحف صينية.
تحجيم الشركات والصناعات
أُغلقت مصانع وشركات عدة بالمقاطعة لنقص إمدادات الكهرباء وامتثلت مؤسسات أخرى، اليوم الأربعاء، لمطالبات خفض حجم الإنتاج وترشيد الاستهلاك خلال الأيام الـ5 المقبلة، من بينها مؤسسات تهتم بتصنيع الألواح الشمسية والأسمنت واليوريا.
واتخذ منتجو الليثيوم خطوة مماثلة الأحد الماضي، في حين خاطبت حكومة المقاطعة تلك الكيانات ودعتهم إلى ترك إمدادات الكهرباء -القليلة- المتوفرة لصالح الاستهلاك الشعبي والمنزلي.
وتلقت شركتا "تونغوي سولار" و"جي سي إل بولي إنرجي" -المعنيتان بتصنيع معدات الطاقة الشمسية- مطالبة حكومية بتقنين استهلاك الكهرباء، غير أن شركة تونغوي استبعدت تأثير تلك الاضطرابات في حجم الإنتاج الكلي.
وشرعت مقاطعة سيتشوان في تقنين مد المرافق الصناعية بالكهرباء في حين كانت حكومة المقاطعة تتجه في بداية الأمر إلى وقف التصنيع كليًا، خلال المدة من 15 أغسطس/آب الجاري حتى 20 من الشهر ذاته، ما أثار مخاوف المصنعين لا سيما المؤسسات المعنية بتصنيع معدات وألواح الطاقة الشمسية، وفق صحيفة كايجين غلوبال الصينية (Caixin Global).
وبالنظر إلى التغيرات المناخية ومظاهر الجفاف، تشير بيانات الأرصاد الجوية إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة ما قد يزيد على حدة الأمر، في الوقت الذي تكابد فيه المقاطعات الصينية لمواصلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا والإغلاقات التي فُرضت العام الماضي.
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية تتراجع 7 ملايين برميل في أسبوع
- شركات النفط الصخري الأميركية قد تخسر 10 مليارات دولار في 2022 (تقرير)
- أنس الحجي: 3 أسباب وراء الارتفاع المفاجئ بمخزونات الغاز الألمانية (فيديو)
- واردات الهند من النفط السعودي تصعد لأعلى مستوى في 3 أشهر
- انهيار شركات الطاقة يتواصل.. يونيبر الألمانية تخسر 12.5 مليار دولار