صناعة السيارات الكهربائية تتطلب عمالة أقل 30% من نظيراتها التقليدية (تقرير)
نوار صبح
على الرغم من أن انتشار السيارات الكهربائية في المستقبل سيساعد في تقليل الانبعاثات الضارة ومواجهة أزمة تغير المناخ، فإن مئات آلاف عمال شركات صناعة السيارات مهددون بفقدان وظائفهم نتيجة لذلك.
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه صانعو السيارات من جنرال موتورز إلى تويوتا للتخلص التدريجي من سيارات البنزين، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويرجح محللون، أن العمال الذين يجمعون محركات البنزين، وناقل الحركة، وأنظمة العادم، وعددًا لا يُحصى من الأجزاء الأخرى غير المطلوبة في السيارات الكهربائية، سيتحملون أعباء هذا التحول، حسبما أوردت منصة "ياهو-نيوز" (news.yahoo) في 13 أغسطس/آب.
وتُعدّ صناعة المحركات الكهربائية والبطاريات أبسط بكثير من المحركات التقليدية، ما يسمح لشركات صناعة السيارات بالحفاظ على الإنتاج نفسه مع عدد أقل من العمال.
وقدرت شركتا فورد الأميركية وفولكس فاغن الألمانية أن السيارات الكهربائية تتطلب عمالة أقل بنسبة 30% من السيارات التقليدية.
وتعتقد شركة أليكس بارتنرز الاستشارية الأميركية أن 40% من العمالة تذهب إلى صناعة محركات السيارة الكهربائية وحِزَم البطاريات مقارنة بصناعة المحرك التقليدي وناقل الحركة.
فقدان الوظائف
يرى مراقبون أن تأثير التحول واسع النطاق إلى التنقل الكهربائي في وظائف السيارات لم يتضح حتى الآن، ويحذّر بعضهم من أن القطاع سيفقد الوظائف.
وقال مدير التكنولوجيا في مركز أبحاث السيارات "أوتوموتيف ريسرتش"، بريت سميث: إن الصناعة تمر بمرحلة انتقالية على عكس أي شيء رأيناه على الإطلاق.
وأشار إلى وجود فرصة قوية جدًا لأن يكون هناك عدد أقل من الأشخاص الذين يصنعون هذه السيارات، وعدد أقل من الأشخاص الذين يبنون أجزاء من هذه السيارات، وهذا سيخلق تحديات في بعض شركات السيارات.
وأفاد معهد السياسة الاقتصادية -وهو مؤسسة فكرية ليبرالية- في دراسة أُجريت في سبتمبر/أيلول، بأن الولايات المتحدة يمكن أن تتخلى عن 75 ألف وظيفة في مجال السيارات بحلول عام 2030، إذا ارتفعت نسبة السيارات الكهربائية إلى 50% من المبيعات المحلية، التي تمثّل اليوم نحو 5%.
خسائر التحول السريع
يقدّر مورّدو السيارات الأوروبيون أن التحول السريع للسيارات الكهربائية قد يكلفهم 275 ألف وظيفة بحلول عام 2040، حتى لو اُحتسبت الوظائف الجديدة التي تُنشأ في صناعة قطع غيار السيارات الكهربائية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويؤكدون أن فورة النشاط في إنتاج البطاريات والمحركات ستعوّض تآكل وظائف السيارات التقليدية إلى حد ما، ولكن ليس دون اضطرابات كبيرة.
وفقًا لتحليل أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية، سيؤدي التحول إلى السيارات الكهربائية في أوروبا إلى تقليل فرص العمل في شركات صناعة السيارات وموردي قطع غيار سيارات محركات الاحتراق بمقدار 630 ألفًا بحلول عام 2030.
وفي المقابل، سيوفر الطلب المتزايد على البطاريات والبنية التحتية للشحن، وما شابه ذلك، نحو 580 ألف وظيفة جديدة.
وقالت الشركة: إنه في حين أن صناعة السيارات الأساسية ستعاني خسائر كبيرة في الوظائف، فإن بعض الصناعات الجديدة التي تدعم التحول إلى التنقل الكهربائي ستشهد نموًا هائلًا في الوظائف، حسبما أرودت منصة "ياهو-نيوز" (news.yahoo) في 13 أغسطس/آب الجاري.
ويمكن أن تساعد تدابير سياسة تحفيز الإنتاج المحلي للمركبات الكهربائية الولايات المتحدة على إضافة 150 ألف وظيفة للسيارات بصفة عامة، وفقًا لتقديرات معهد السياسة الاقتصادية.
فرصة الاستفادة من الوظائف الحديثة
يقول الخبراء إنه لا يوجد ضمان لاستفادة العمال المسرَّحين من الوظائف التي أُنشئت حديثًا. وقال مدير التكنولوجيا في مركز أبحاث السيارات "أوتوموتيف ريسرتش"، بريت سميث: إن الأشخاص أنفسهم لن يحصلوا على وظائف جديدة، مشيرًا إلى أن وظائف جديدة تُنشأ في أماكن جديدة ستكون غالبًا من نصيب أشخاص جدد.
علاوة على ذلك، يخطط صانعو السيارات وشركاؤهم لبناء عدد كبير من مصانع البطاريات في الولايات المتحدة، لكن العديد من هذه المصانع ستكون بعيدة عن صناعة السيارات الحالية.
وأضاف سميث أن صناعة حزم البطاريات تصلح للأتمتة، مشيرًا إلى أن الوظائف الإدارية لن تكون في منأى عن هذا الخيار.
وقالت أستاذة الأعمال في جامعة سانتا كلارا، تامي مادسن: إن الأشخاص الذين يصممون أنظمة لسيارات محركات الاحتراق الداخلي سيحتاجون إما إلى إعادة التدريب حتى يتمكنوا من تطبيق مهاراتهم على الجيل القادم من السيارات الكهربائية، وإما مواجهة البطالة وفقدان وظائفهم.
اقرأ أيضًا..
- خبير: قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر يحقق تقدمًا.. وهذه هي الأسباب
- غازبروم تؤكد ضخ الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا بمعدلات طبيعية
- المكسيك تخطط لدخول قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم
- نظرة متفائلة بشأن نمو الطلب على النفط في 2023 (تقرير)