إنتاج النفط الليبي يشهد هبوطًا حادًا خلال 3 أشهر (تقرير)
تزامنًا مع الاضطرابات السياسية
وحدة أبحاث الطاقة
ما زال إنتاج النفط الليبي ضحية الصراعات المستمرة التي انغمست فيها البلاد منذ عام 2011؛ فما يلبث أن يلتقط أنفاسه حتى تتدهور الأمور مجددًا، وذلك على مدار العقد الماضي.
وأظهر تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الجمعة (12 أغسطس/آب)، أن إنتاج النفط في ليبيا شهد هبوطًا حادًا خلال الأشهر الثلاثة منذ منتصف أبريل/نيسان 2022 حتى منتصف يوليو/تموز، تزامنًا مع الاضطرابات السياسية في البلاد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وما يزال قطاع النفط الليبي في تقلبات مستمرة بسبب النزاع المسلح وعدم الاستقرار السياسي منذ الحرب الأهلية عام 2011.
إنتاج النفط الليبي
عادت الاضطرابات الأمنية من جديد، أواخر العام الماضي، واستمرت في أبريل/نيسان 2022، لتضغط مجددًا على إنتاج النفط الليبي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، تسببت الجماعات المسلحة في فقدان ما يقدر بنحو 0.4 مليون برميل يوميًا من إنتاج النفط الخام.
وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج النفط الليبي بلغ 1.2 مليون برميل يوميًا خلال 2021، مقتربًا من مستوياته الطبيعية حول 1.5 مليونًا قبل بدء الصراعات.
ومع استمرار الصراع السياسي بين الحكومة الليبية في الغرب والجيش الوطني شرقًا، بدأ المتظاهرون في ليبيا إغلاق العديد من المواني الرئيسة وحقول النفط خلال أبريل/نيسان؛ ما تسبب في انخفاض الإنتاج إلى 0.5 مليون برميل يوميًا بحلول يوليو/تموز 2022، وفق تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقبل بدء إغلاقات الحقول والمواني النفطية الليبية في 15 أبريل/نيسان، كان إنتاج النفط في البلاد يبلغ 1.3 مليون برميل يوميًا، بحسب وكالة بلومبرغ؛ ما يعني أن الإمدادات تراجعت 800 ألف برميل يوميًا خلال 3 أشهر.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في 15 يوليو/تموز الماضي، رفع حالة القوة القاهرة عن حقول ومواني النفط، بعد قرابة 3 أشهر من الإغلاق؛ ما أسهم في عودة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بداية أغسطس/آب.
وتشير أحدث التقديرات الشهرية لمنظمة أوبك إلى أن إنتاج النفط الليبي تراجع إلى 632 ألف برميل يوميًا بنهاية شهر يوليو/تموز، مقارنة بـ643 ألفًا الشهر السابق له، ومقابل 1.069 مليون برميل يوميًا المسجلة نهاية مارس/آذار 2022.
وبنهاية 2021، كانت ليبيا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في أفريقيا، عند 48 مليار برميل؛ ما يمثل 39% من إجمالي احتياطيات القارة، وفقًا لتقديرات أويل آند غاز جورنال، لكنها لم تشهد أيّ تغييرات في السنوات الأخيرة بعد أن عطّل الصراع عمليات التنقيب.
الصراع الليبي
أدت انتخابات 2014 في ليبيا إلى انقسام الحكومة، مع وجود حزبين متعارضين يحكمان أجزاء مختلفة من البلاد؛ إذ تحكم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا المنطقة الغربية، في حين يسيطر الجيش الوطني الليبي على المنطقة الشرقية.
واستخدمت حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي وميليشيات محلية منفصلة صادرات النفط باعتبارها وسيلة ضغط سياسية وتسببت في تعطيل إنتاج النفط الليبي خلال المدة بين عامي 2014 و2020.
وانكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في ليبيا بنسبة 31% في عام 2020، ومع تعطيل الإنتاج والتصدير إلى جانب وباء كورونا، وفق البنك الدولي.
وبعد توقيع حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي اتفاق وقف إطلاق النار ورفع القيود المفروضة على إنتاج النفط وصادراته في أكتوبر/تشرين الأول 2020؛ ارتفعت التقديرات الأولية لنمو الاقتصاد بنحو 70% عام 2021.
وتشكل عائدات تصدير النفط جزءًا مهمًا من الاقتصاد الليبي؛ إذ بلغت 98% من إجمالي إيرادات الحكومة الليبية عام 2021، وفقًا لمصرف ليبيا المركزي.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الليبي يصعد إلى 1.2 مليون برميل يوميًا
- قطاع النفط في ليبيا يخسر 4 ملايين برميل بسبب الصراعات خلال أسبوع
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية استهلاكًا للفحم.. المغرب والإمارات في الصدارة (إنفوغرافيك)
- أرقام مميزة لقطاع النفط في سوريا خلال 6 أشهر (إنفوغرافيك)