رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة.. دولتان عربيتان تُظهران إمكانات واعدة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الصخور فائقة السخونة مصدر جيد لتوليد الكهرباء المتجددة
  • لا تمثّل حصة الطاقة الحرارية الأرضية في إمدادات الطاقة العالمية سوى 1%
  • لم تتجاوز قيمة سوق الطاقة الحرارية عالميًا أكثر من 5 مليارات دولار في عام 2022
  • يتمثّل أكبر التحديات التي تواجه توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة في نقص الاستثمار
  • يمثل توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة فرصة تحول جاذبة لشركات النفط والغاز

تُظهر بعض الدول مقومات كبيرة في توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة -الشكل الأحدث من الطاقة الحرارية الأرضية- في إطار البحث عن بدائل للمصادر التقليدية وتعزيز الاستفادة من الموارد الطبيعية.

ولا تمثّل حصة الطاقة الحرارية الأرضية في إمدادات الطاقة العالمية في الوقت الراهن سوى 1%، ما يعادل 15 غيغاواط فقط، وعادةً ما تُستَعمل في توليد الكهرباء وأغراض تدفئة المباني السكنية والتجارية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما لم تتجاوز قيمة سوق الطاقة الحرارية عالميًا أكثر من 5 مليارات دولار في العام قبل الماضي (2022)، وسط توقعات بارتفاعها إلى 5.32 مليار دولار خلال 2023، بحسب تقديرات شركة الأبحاث الأميركية فاكت. إم آر (Fact.MR).

الصخور فائقة السخونة

تركزت نقاشات الحضور في فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي سيرا وايك (CERAWeek)، المنعقد في دورته الحالية بمدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، على توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة، وفق صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times).

والصخور فائقة السخونة هي الجيل التالي من الطاقة الحرارية الأرضية التي يجري الحصول عليها عبر حقن المياه على مسافة عميقة في قشرة الأرض، وتسخينها ثم إعادتها إلى السطح على هيئة بخار.

وتكتسب تقنية توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة زخمًا كبيرًا، لقدرتها الكبيرة على إتاحة كميات هائلة من الكهرباء المتجددة طوال اليوم، بخلاف طاقة الشمس والرياح.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم: "إذا كان بمقدورنا أن نلتقط الحرارة من تحت أقدامنا، فمن الممكن أن تكون طاقة نظيفة وموثوقة للجميع بدءًا من الصناعة إلى الأسر"، في تصريحات أمام الحضور في مؤتمر سيرا ويك، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم أن الطاقة الحرارية الأرضية موجودة منذ أكثر من قرن من الزمان، فإن إسهاماتها في نشر الكهرباء المتجددة كانت محدودة للغاية بسبب القيود الجغرافية ذات الصلة.

الطاقة الحرارية الأرضية
الطاقة الحرارية الأرضية - الصورة من geoscientist

آلاف التيراواط

يعتقد الخبراء أن تقنية توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة لديها القدرة على إتاحة آلاف التيراواط من الطاقة الكهربائية.

ووضع تحليل جديد أجرته منظمة كلين إير تاسك فورس (Clean Air Task Force) غير الربحية المعنية بتغير المناخ وجامعة توينتي (University of Twente) الهولندية، نموذجًا لما ينبغي أن ينظر إليه المستثمرون والقادة لضخ استثمارات في الصخور فائقة السخونة.

ويُعد هذا النموذج الأول من نوعه في تحليل الطبقات الحرارية في باطن الأرض، وإظهار العمق الذي يتعيّن على الشركات الحفر عنده، للوصول إلى درجات حرارة الصخور الأولية (أعلى من 373.5 درجة مئوية).

السودان وليبيا في المشهد

تحتل الصين وروسيا والولايات المتحدة الأميركية المراكز الـ3 الأولى في قائمة أكبر الدول امتلاكًا لمقومات توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة، التي تصل مجتمعة إلى 180 ألف تيراواط/ساعة، وفق نتائج تحليل "كلين إير تاسك فورس"، الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المراكز من الـ4 إلى 7 ضمن القائمة تحل منغوليا وتشاد والسودان والأرجنتين على الترتيب، في حين تأتي ليبيا والمكسيك وإندونيسيا في المراكز من الـ8 وحتى الـ10.

وتتمتع الولايات المتحدة الأميركية بأكبر إمكانات في توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة، بقيادة ولايات مثل نيفادا وكاليفورنيا.

ووجد التحليل أن ما نسبته 1% من إمكانات الصخور فائقة السخونة في الولايات المتحدة الأميركية من الممكن أن يُنتِج ما يزيد على 4 تيراواط، ما يعادل 21 مليار برميل من النفط.

عقد الطاقة الحرارية الأرضية

قالت مديرة طاقة الصخور فائقة السخونة في منظمة "كلين إير تاسك فورس"، تيرا روجرز: "نستهدف من تحليلنا رفع شهية الحكومة والشركات بالموارد الكافية كي تكون قادرة على الشروع في مسار البحث والتطوير"، واصفة عشرينيات القرن الحالي بـ"عقد الطاقة الحرارية الأرضية".

ويمثل توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة فرصة تحول جاذبة لشركات النفط والغاز، التي لديها التقنية والقوة العاملة ورأس المال اللازم لتسويق هذا القطاع الناشئ.

وفي الولايات المتحدة من الممكن -كذلك- استعمال الأراضي المؤجرة للنفط والغاز للحفر، بغرض الحصول على الطاقة الحرارية الأرضية دون الحاجة إلى التقدم بطلبات للحصول على تراخيص جديدة.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مراحل توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية:

الطاقة الحرارية الأرضية

تحديات قائمة

رغم وجود تقنيات الحفر اللازمة لاستغلال معظم إمكانات الصخور فائقة السخونة، وفق تصورات منظمة "كلين إير تاسك فورس"، إلا أنه لم يُطور سوى عدد قليل من الآبار في جميع أنحاء العالم.

وتتمثل أكبر التحديات التي تواجه توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة، وغيرها من تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية الجديدة، في نقص الاستثمار بسبب ارتفاع التكاليف الأولية والمخاطر التجارية المرتبطة بالاستثمار في تلك التقنية الناشئة.

وقالت مديرة مكتب تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية في وزارة الطاقة الأمريكية لورين بويد: "نحن في أمس الحاجة إلى الاستثمارات، ونحتاج من الناس اقتحام مجال توليد الكهرباء من الصخور فائقة السخونة".

وأصدرت وزارة الطاقة تقريرًا جديدًا هذا الأسبوع دعت فيه الحكومات ومطوري المراحل المبكرة والمستثمرين الإستراتيجيين وشركات النفط والغاز إلى توفير رأس المال الأولي المبكر للمشروعات التجريبية الأولى.

ووفق تقديرات الوزارة تحتاج تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية من الجيل التالي في الولايات المتحدة إلى استثمارات تتراوح بين 20 مليارًا و25 مليار دولار بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، لدعم انطلاقة تجارية ومساعدة البلاد على الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني.

من جهته قال مدير الطاقة الحرارية الأرضية في شركة إس إل بي نيو إنرجي (SLB New Energy) إيرلان أمير: "من سيقود هذا بالفعل؟ ذاك هو السؤال".

وأضاف أمير: "نحن نحتاج إلى العمل معًا لإثبات أن هذا الجيل المقبل من الطاقة الحرارية الأرضية حقيقي، وأنه ممكن التطبيق فنيًا وتجاريًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق