بي بي تزيد استثمارات النفط والغاز بعد تسجيل أرباح قياسية بالربع الثاني
سجلت أعلى أرباح ربع سنوية في 14 عامًا
مي مجدي
كشفت شركة النفط البريطانية بي بي، يوم الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، عن خططها لزيادة الاستثمار في قطاع النفط والغاز لتعزيز أمن الطاقة ومواجهة أزمة الإمدادات العالمية، بعد تسجيلها أرباحًا قياسية خلال الربع الثاني من العام الجاري.
وفي هذا الإطار، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة العملاقة، برنارد لوني، أن شركة النفط البريطانية ستزيد إنفاقها على النفط والغاز بنحو 500 مليون دولار، ضمن مساعيها للتصدي لارتفاع أسعار الطاقة وشحّ الإمدادات، حسب وكالة رويترز.
وقال، إن الإنفاق الإضافي سيذهب في المقام الأول لإنتاج الغاز الطبيعي من الآبار البرية في حوض هاينزفيل، والإنتاج من مشروعاتها البحرية في خليج المكسيك، وكلاهما بالولايات المتحدة الأميركية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مواجهة أمن الطاقة
أشار الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي، برنارد لوني، إلى الأرباح القياسية التي حققتها الشركة خلال الربع الثاني، معلنًا أنها أعلى أرباح ربع سنوية في 14 عامًا.
وبناءً على ذلك، أعلن لوني، الذي تولّى منصبه في عام 2020 مع تعهُّد الشركة باستبدال الطاقة المتجددة بالوقود الأحفوري، أن شركة النفط البريطانية ستوجّه المزيد من الاستثمارات نحو الهيدروكربونات؛ لضمان أمن الطاقة على المدى القريب.
وقال: "من المحتمل أن نخصص قرابة نصف مليار دولار لقطاع الهيدروكربونات".
ويأتي ذلك بعدما قفزت أرباح شركة النفط البريطانية في الربع الثاني إلى 8.45 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، وتتجاوز توقعات المحللين البالغة 6.8 مليار دولار، مقارنة بأرباح قدرها 6.2 مليار دولار خلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2022، و2.8 مليار دولار للربع الثاني في عام 2021.
وتخطط شركة النفط البريطانية الحفاظ على نفقاتها الرأسمالية الإجمالية لعام 2022 عند 14-15 مليار دولار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما رفعت بي بي توزيعات الأرباح بنسبة 10% إلى 6.006 سنتًا للسهم، وستزيد خطة إعادة شراء الأسهم للربع الحالي إلى 3.5 مليار دولار، مقارنة بـ4.1 مليار دولار في النصف الأول من عام 2022.
وقالت الشركة، إنها تتوقع استمرار ارتفاع أسعار النفط والغاز، وكذلك هوامش أرباح التكرير في الربع الثالث، مؤكدةً التزامها بهدف استخدام 60% من الفائض النقدي في عمليات إعادة شراء الأسهم.
كما سمحت الزيادة في الإيرادات لشركة النفط البريطانية بتخفيض ديونها إلى 22.8 مليار دولار، من 27.5 مليار دولار في نهاية مارس/آذار (2022).
وترى الشركة أن النتائج القوية كانت مدفوعة بهوامش التكرير وتجارة النفط، إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود.
استثمارات الوقود الأحفوري
في المقابل، تواجه كبريات شركات الطاقة انتقادات حادة لتحقيق أرباح طائلة على حساب المستهلكين.
وفي هذا الشأن، طالبت الناشطة في مؤسسة فريندز أوف ذي إيرث، سناء يوسف، بفرض ضريبة على أرباح شركات النفط والغاز الضخمة، ردًا على أرباح شركة النفط البريطانية بي بي، حسبما نشر موقع سي إن بي سي (CNBC).
وقالت: "من الغريب عدم إعطاء الأولوية لكفاءة الطاقة، فبرنامج العزل الحراري سيخفض الفواتير، ويقلل من استخدام الطاقة، ويخفض الانبعاثات".
ويعدّ حرق الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز، المحرك الرئيس لأزمة المناخ، ووجد الباحثون أن إنتاج الوقود الأحفوري لا يتماشى مع أهداف المناخ العالمية.
وفي حديثه في يونيو/حزيران (2022)، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التخلي عن تمويل الوقود الأحفوري، ووصف الاستثمارات الجديدة للتنقيب عن الوقود الأحفوري بأنها "وهمية".
الاستثمارات النظيفة
سبق أن أعلن لوني أن الشركة تخطط تخصيص 40% من ميزانية إنفاقها لبعض الأعمال التجارية التي تساعد في انتقال الطاقة بحلول عام 2025، وسترتفع بنسبة 50% بحلول نهاية العقد.
وأوضح أن نسبة كبيرة ستخصص لتطوير مشروعات في المملكة المتحدة، مثل مزارع الرياح البحرية العملاقة ومشروعات الهيدروجين ونقاط شحن السيارات الكهربائية.
وأنفقت شركة النفط البريطانية قرابة 3.2 مليار دولار على الطاقة النظيفة منذ عام 2016، و84 مليار دولار على التنقيب عن النفط والغاز.
وخلال العامين الماضيين، نمت خطوط تطوير الطاقة المتجددة التابعة للشركة من 6 غيغاواط في عام 2019، إلى 24.5 غيغاواط، ويرجع الفضل في ذلك -إلى حدّ كبير- لصناعة الرياح البحرية.
اقرأ أيضًا..
- تأثير الاضطرابات الاقتصادية في أسواق النفط (مقال)
- إنتاج أوبك النفطي يرتفع 310 آلاف برميل يوميًا في يوليو (مسح)
- أسواق الغاز المسال تترقب أزمة أسعار عالمية.. بسبب قرار أسترالي