إيني الإيطالية تؤمن إمدادات الغاز لأوروبا بمشروع جديد في أفريقيا
قبالة سواحل موزمبيق
هبة مصطفى
تسعى شركة إيني الإيطالية إلى تأمين مصادر إمدادات الغاز للدول الأوروبية، ويبدو أنها وجدت ضالّتها في مشروعاتها بالقارة الأفريقية التي قد تشكّل "بارقة أمل" لتعويض جزء من إمدادات الطاقة الروسية.
وتخطط عملاقة النفط والغاز الإيطالية للتوسع بمشروعات الغاز المسال في موزمبيق، وبدء بناء سفينة إضافية تعمل -مستقبلًا- جنبًا إلى جنب مع أولى المحطات العائمة للغاز المسال في أفريقيا "كورال سول"، وفق ما نشرته بلومبرغ اليوم الثلاثاء 2 أغسطس/آب.
وفي الوقت الذي لم تفصح خلاله شركة إيني الإيطالية عن تفاصيل موعد بدء بناء المنصة الجديدة، تستعد "كورال سول" لتصدير أولى دفعات الوقود العام الجاري (2022)، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أوروبا تترقب
دفع الغزو الروسي لأوكرانيا -قبل ما يزيد عن 5 أشهر- نحو ارتفاع أسعار الغاز في دول الاتحاد الأوروبي لما يزيد عن 4 أضعاف المُقدَّر قبل عام، ما دفعها لمحاولة فتح منافذ جديدة لمصادر الطاقة.
ومن شأن ثاني سفن إنتاج الغاز المسال قبالة سواحل موزمبيق المعتزَم بناؤها استكمالًا لمشروع أولى المحطات العائمة في أفريقيا "كورال سول" أن تُسهم في تنوع إمدادات الوقود الأوروبية.
ووصف مسؤول تشغيل الموارد الطبيعية في شركة إيني الإيطالية، غويدو بروسكو، خطط بناء سفينة إضافية قبالة سواحل موزمبيق تشكّل فرصة قوية لتطوير الموارد وضمان عائدات ضخمة.
وأضاف بروسكو أن مزايا المشروع الجديد لا تتمتع بها شركته وحدها، وإنما يشكّل -أيضًا- فرصة سانحة للدول الأوروبية لضمان تنوّع إمداداتها، مشيرًا إلى أن المشروع يمكن الانتهاء منه خلال مدة تقلّ عن 4 سنوات، ولديه أسواق ومنافذ ضخمة من الآن.
إيني الإيطالية في موزمبيق
دعا غويدو بروسكو إلى الاستفادة الكاملة من موارد الغاز الهائلة في موزمبيق وتطويرها بريًا وبحريًا، قائلًا: "يجب التحرك بصورة سريعة لتطوير الموارد، لا سيما أن الطلب على تلك المنصات وبنائها آخذ في النمو حاليًا".
وتُشير التوقعات إلى إمكان بدء شركة إيني الإيطالية مشروعها الجديد مطلع العام المقبل (2023)، بالتوازي مع مواصلة محطة الغاز المسال العائمة "كورال سول" الأكبر في أفريقيا، والتي تصل تكلفتها إلى 7 مليارات دولار.
وبجانب الآمال الأوروبية المعلقة على منصة الغاز المسال الإضافية، فإن موزمبيق تعوّل عليها أيضًا لزيادة معدل الصادرات.
ويتطلب تطوير المشروع إجراء شركة إيني الإيطالية مشاورات مع شركائها: إكسون موبيل الأميركية، وموسسة النفط الصينية الوطنية المملوكة للدولة، وشركة "إي إن إتش" المملوكة للحكومة الموزمبيقية، قبيل قرار الاستثمار النهائي.
وسبق أن خططت الشركة الإيطالية للتعاون مع إكسون موبيل لتطوير مشروع للغاز المسال البري في موزمبيق عام 2017، غير أن الصراعات السياسية والأمنية حالت دون استكماله.
كورال سول
نجحت أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا "كورال سول" في الالتزام بموعد تصدير أولى شحناتها العام الجاري (2022)، رغم التحديات التي لحقت بسلاسل التوريد ضمن تداعيات جائحة كورونا.
وتغلبت كورال سول الراسية قبالة سواحل موزمبيق على الصراعات الأمنية الداخلية بالبلاد التي عطلت مشروعًا بريًا لشركة توتال إنرجي العام الماضي (2021)، بطاقة تقارب 4 أضعاف أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا.
وتستعد أولى شحنات الغاز المسال من "كورال سول" للانطلاق خلال الأشهر المقبلة نحو وجهات التصدير، بعدما تلقّت المحطة إمدادات الغاز من مكامن "كورال ساوث"، وعكفت على معالجتها.
ورُبطت المحطة العائمة مع 6 آبار مائية مُنتجة للغاز بعدما رست على سواحل مابوتو في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2022).
ووصفت شركة إيني الإيطالية محطة كورال سول بأنها أولى المحطات في المياه بالغة العمق للقارة السمراء، إذ تتصل بشبكة ممتدة لعمق مائي قدره 2000 متر.
اقرأ أيضاً..
- العراق يعتزم بيع 10% من حصة إكسون موبيل في حقل غرب القرنة
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي يتراجع لأقل مستوى منذ 1985 (رسم بياني)
- بي بي تزيد استثمارات النفط والغاز بعد تسجيل أرباح قياسية بالربع الثاني