رسالة فرنسا إلى مواطنيها لترشيد استهلاك الكهرباء: أطفئوا الأنوار وأغلقوا الأبواب

أمل نبيل

2022-07-24

0 888

تعتزم فرنسا اتخاذ مجموعة من الإجراءات للترشيد استهلاك الكهرباء، استعدادًا لموسم الشتاء المقبل، الذي قد يكون الأصعب الذي تواجهه دول أوروبا منذ عقود.

وتشهد أسعار الطاقة ارتفاعًا قياسيًا منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، قبل 5 أشهر، وتخشى أوروبا من قطع موسكو إمداداتها من الغاز عن القارّة، إذ إن دول أوروبا تلبي ما يقرب من نصف احتياجات شعوبها من الطاقة الروسية، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية، أغنيس بانيير روناتشر، إن الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى ترشيد استهلاك الطاقة في البلاد تشمل حظر الإعلانات المضيئة ليلًا، باستثناء محطات القطارات والمطارات، ومنع المتاجر من إبقاء الأبواب مفتوحة عند تشغيل مكيفات الهواء أو أجهزة التدفئة، وفقًا لبلومبرغ.

خطة توفير استهلاك الكهرباء

أضافت وزيرة الطاقة الفرنسية، في مقابلة مع صحيفة "لو غورنال دو ديمانش المحلية"، أن هذه الإجراءات ستسمح بخفض فواتير الطاقة بنسبة 20%.

وحثّت الحكومة الفرنسية مواطنيها على عدم نسيان إطفاء الأنوار، ضمن مخططاتها لتوفير استهلاك الطاقة.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد شدّد خلال تصريحات تلفازية في يوم الباستيل -العيد الوطني الفرنسي- في 14 يوليو/تموز الجاري، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتوفير استهلاك الطاقة.

واتهم ماكرون روسيا باستخدام الغاز بصفته سلاح حرب، مؤكدًا أنه يجب على أوروبا أن تستعد لانقطاع كامل لإمدادات الغاز الروسي.

وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده عزّزت إمدادات الغاز من النرويج وقطر والجزائر والولايات المتحدة، كما تعزّز احتياطياتها من الغاز للوصول إلى ما يقرب من 100% بحلول الخريف المقبل.

من جانبه، قال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، في 10 يوليو/تموز (2022)، إن الحكومة الفرنسية تستعد لقطع كامل إمدادات الوقود الروسي، وهو ما تَعُدُّه السيناريو الأكثر ترجيحًا في خططها المستقبلية.

دعم أسعار الوقود

في الوقت نفسه، تدرس الحكومة الفرنسية دعمًا إضافيًا للوقود، وسط ارتفاع الأسعار في محطات البنزين.

وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية: "على المدى المتوسط، يجب أن ندعم الفرنسيين في انتقالهم للطاقة، لكن على المدى القصير، يجب أن نتكيف مع الواقع".

وأعلنت فرنسا، في مارس/آذار من العام الجاري (2022)، دعم أسعار الوقود بأكثر من ملياري يورو (2.18 مليار دولار)؛ إذ قدّمت خصمًا على البنزين والديزل قدره 15 سنتًا/يورو (0.16 دولارًا أميركيًا) لكل لتر.

ووضع الاتحاد الأوروبي خططًا طارئة يوم الأربعاء 20 يوليو/تموز، للدول الأعضاء لخفض استخدام الغاز بنسبة 15% حتى مارس/آذار المقبل (2023).

ترشيد استهلاك الكهرباء

وأشارت وزيرة الطاقة الفرنسية، أغنيس بانيير روناتشر، إلى خطة بلادها لخفض استهلاك الطاقة بنسبة 40% بحلول عام 2050، وبنسبة 10% قبل عام 2024، بدعم من تعزيز كفاءة الطاقة والتوسع في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية.

وعلى الرغم من أن فرنسا أقلّ اعتمادًا على الغاز الروسي من بعض جيرانها، فإنها تواجه مشكلات في محطاتها النووية، التي توفر أكثر من نصف احتياجات البلاد من الكهرباء.

وتسبّبت موجات الحرارة المرتفعة في اضطراب إمدادات الطاقة النووية في فرنسا، التي تستحوذ على 70% من مزيج توليد الكهرباء في الدولة الواقعة في أوروبا الغربية، وهو المعدل الأعلى عالميًا.

الغاز الروسي

يوفر الغاز الروسي نحو 17% من احتياجات السوق الفرنسية، وانخفضت كميات الغاز المنقولة عبر الحدود الألمانية إلى فرنسا بنسبة 60% في الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري (2022)، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021.

وحثّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشركات والمواطنين والإدارات المحلية على إعداد خطط طوارئ خلال الصيف لتجنّب شتاء صعب، إذ تصارع أوروبا أسوأ أزمة في إمدادات الطاقة منذ عقود.

وحثّت وزيرة الطاقة الفرنسية الشركات على خفض السرعة على الطرق، وأسهمت القيود الأكثر صرامة التي فرضتها الدولة على معدلات السرعة، بالإضافة إلى ضريبة الوقود، في ظهور حركة السترات الصفراء الشعبية للاحتجاج على عدم المساواة الاقتصادية في عام 2018

وكشفت روناتشر عن اعتزام الحكومة إطلاق 10 غيغاواط من الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح، والغاز الحيوي، مشيرة إلى أن الكشف عن تفاصيل هذه المشروعات سيكون خلال الأسبوع المقبل.

توفير استهلاك الطاقة