هل تنقذ صفقة الغاز الجزائري أوروبا من أزمة الطاقة؟.. 3 خبراء يتحدثون
الجزائر: عماد الدين شريف
يترقب الغاز الجزائري طفرة ضخمة في الصادرات إلى أوروبا، التي تبحث عن تنويع الإمدادات بعيدًا عن الغاز الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا.
ووقّعت الجزائر، أول أمس الثلاثاء 19 يوليو/تموز، صفقة بين شركة سوناطراك و3 شركات عالمية، لاستثمار 4 مليارات دولار لزيادة إنتاج وصادرات الغاز الطبيعي نحو القارّة العجوز.
صفقة الغاز الجزائري تهدف إلى إنتاج نحو مليار برميل من النفط المكافئ في محيط حوض بركين، جنوب شرق حاسي مسعود، بالتعاون مع شركات أوكسيدنتال وإيني وتوتال، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
صادرات الغاز الجزائري
بموجب الصفقة، من المتوقع زيادة صادرات الغاز من الجزائر إلى إيطاليا عبر خط الغاز إنريكو ماتيي (ترانسميد)، الذي تبلغ سعته 110 ملايين متر مكعب يوميًا، وينقل حاليًا 60 مليون متر مكعب فقط.
قال الخبير الاقتصادي الجزائري، عبدالرحمان عية، إن الكميات الإضافية للصادرات الغازيّة الجزائرية نحو إيطاليا مهمة، إلّا أنها لا ترقى إلى الزخم السياسي الذي رافق التوقيع الاتفاقية، إذ إن إضافة كمية تُقدَّر بـ 4 مليارات متر مكعب من الغاز تأخذ أبعادًا تتعدى الجوانب التجارية والاقتصادية.
تعهدت الجزائر، مؤخرًا، بزيادة صادرات الغاز إلى إيطاليا بنحو 4 مليارات متر مكعب، بدءًا من الأسبوع الجاري، إذ تعمل سوناطراك على تأمين الشحنات الإضافية إلى شركة إيني وشركائها الإيطاليين.
ذهب الخبير عية إلى الاعتقاد أن زيادة صادرات الغاز الجزائري تندرج ضمن الأهداف التسويقية في مرحلة معينة، بالإضافة إلى أنها تؤمّن جزءًا من احتياطات قطاع الطاقة في القارّة الأوروبية، على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، وتوقّف الإمدادات من موسكو.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تؤكد مكانة الجزائر ووجودها مورّدًا مهمًا وإستراتيجيًا ذا مصداقية لإيطاليا، ومن ورائها لأوروبا أيضًا.
بلغت صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا، منذ بداية العام الجاري، نحو 13.9 مليار متر مكعب، متجاوزة التوقعات بنسبة 113%، وتخطط الجزائر لتسليم 6 مليارات متر مكعب إضافية بحلول نهاية 2022.
إمكانات سوناطراك
ذكر عبدالرحمان عية في تصريحات خاصة لمنصة الطاقة أن تغطية الكميات الإضافية من الغاز نحو إيطاليا لن تكون صعبة على شركة سوناطراك، متوقعًا أن توفرها من المخزون أو عبر تخفيض الكميات الموجهة لزبائن آخرين، كما هو الشأن بالنسبة لإسبانيا، ضمن ما تنصّ عليه العقود الثنائية بين الجزائر ومدريد.
وأشار أيضًا إلى إمكان اقتطاعه من الاستهلاك المحلي من الغاز الموجّه لإنتاج الكهرباء، بناءً على اعتماد على النموذج الطاقي الجديد، وعبر الاستفادة من المرحلة الحالية التي ينكمش خلالها الاستهلاك الداخلي للغاز.
من جانبه، قال الخبير في الشأن الاقتصادي الجزائري، بوبكر سلامي، إن التجارب السابقة تؤكد وفاء الجزائر ومجمع سوناطراك بكل التزاماته التعاقدية مع زبائنها، باعتراف جميع الشركاء.
وأضاف في تصريحات خاصة لمنصة الطاقة: "على هذا الأساس، فإنّ إعلان هذا الاتفاق يعكس تحضير سوناطراك لهذه الكمية الإضافية من الغاز".
وأشار إلى الاستكشافات الطاقية الأخيرة، فضلًا عن توفر المخزون من احتياطات الغاز في الحقول الوطنية، ووجود الإمكانات التقنية في مجال الاستخراج والنقل عبر شبكات الأنابيب، بداية من حقل حاسي الرمل وحاسي مسعود، وصولًا إلى الخط البحري الرابط بين الجزائر وإيطاليا.
إيرادات إضافية
على الرغم من أن الخبراء توقعوا استفادة إيطاليا في الصفقة الأخيرة من أسعار تفاضلية تشير إليها الرعاية السياسية للاتفاقيات الاقتصادية والطاقوية الموقعة، فإنهم أشاروا إلى تحقيق سوناطراك والخزينة العمومية الجزائرية لمداخيل –إيرادات- إضافية، من وراء بيع 4 مليار متر مكعب إضافي من الغاز.
ومن المتوقع أن تدعم الاتفاقيات بصفقات مستقبلية، تجعل إيطاليا الزبون الأول للجزائر على حساب زبائن آخرين من بلدان الضفة الشمالية للمتوسط.
يقول الدكتور أبوبكر سلامي، إن الزيادات الأخيرة من صادرات الغاز الجزائري نحو إيطاليا ترفع إيرادات صادرات الغاز بنحو 80%، بصرف النظر عن احتمال التفاوض مع الطرف الإيطالي لزيادة في الأسعار عن تلك المتفق عليها في العقود الطويلة الأجل، بالنظر إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز في السوق العالمية.
البديل الإستراتيجي
من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي، عبدالرحمان مبتول، إن الجزائر تحولت، في الظرف الحالي، إلى بديل إستراتيجي حقيقي لإيطاليا والقارّة الأوروبية عمومًا، لتعويض الغاز الروسي وتغطية احتياجات بلدان الضفة الشمالية من المتوسط من الطاقة، لاسيما الغاز الطبيعي.
وأوضح أن صفقة الغاز الجزائري تعمل أيضًا على إنقاذ العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" من وراء ذلك، التي تعاني من ضغوطات غير مسبوقة أمام الدولار الأميركي، بعد أن بلغ سعر صرف اليورو 0.99 دولار في 18 يوليو/تموز الجاري.
وأشار في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إلى أن اعتماد أوروبا على الغاز الروسي بلغ 47% خلال عام 2021.
وأضاف: "بالنسبة لإيطاليا، فإن حجم صادرات الغاز من روسيا استقر خلال المدة الممتدة من 2010 إلى 2020، في معدل 28 مليار دولار متر مكعب سنويًا، مسجلة نحو 40% من إجمالي الواردات.
وأشار إلى أن هذه النسبة تراجعت بشكل ملحوظ خلال العام الجاري على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ انخفضت إلى 25%، في شهر يونيو/حزيران 2022.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول سابق: زيادة الغاز الجزائري إلى إيطاليا غير ممكنة بالإنتاج.. وهناك حل "انتحاري"
- زيادة جديدة في صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا
اقرأ أيضًا..
- توقيع أكبر صفقة في تاريخ صناعة النفط الإيرانية
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات أسعار الغاز في أميركا 19% (تقرير)
لو قرءتم اراء الخبراء كوزير النفط و الغاز الجزاءيري السابق ،لاتاسفتم علی مقالكم الدی يحكي احلام الجنرلات ،
رغم الاحتياطات الجزاءير لن تستطيع ضخ اكتر مما تضخ الان ،لعدة اسباب ۔ممكن دلك في حالة حرمان 30% من الشعب من هده المادة و 30% من محطات الكهرباء ۔