أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية انسحابها نهائيًا من مشروعاتها في ميانمار؛ بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في أعقاب استيلاء الجيش على مقاليد السلطة في البلاد.
وفي فبراير/شباط من العام الماضي (2021)، تولّى المجلس العسكري مقاليد الحكم في الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا، بعد انقلابه على الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا.
وكانت شركة توتال إنرجي قد أعلنت، في 21 يناير/كانون الثاني (2022)، اعتزامها الانسحاب من حقل "يادانا" للغاز، ومن شركة إم جي تي سي لنقل الغاز في ميانمار، بصفة مساهم ومُشّغل في كلا المشروعين، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وفقًا للموقع الإلكتروني للشركة.
حقل غاز يادانا
قالت عملاق الطاقة الفرنسية، إنها لم تعد قادرة على الإسهام بإيجابية بتطوير حقول الغاز في ميانمار، في ظل التدهور المستمر لحقوق الإنسان، كما لم تستطع الاستجابة لمطالب الناشطين الحقوقيين بوقف الإيرادات التي تذهب إلى السلطات البورمية من خلال شركة النفط والغاز "إم أوه جي إي"المملوكة للدولة، من عائدات حقل يادانا.
وكانت جمعيات حقوق الإنسان قد ناشدت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتدخل لمنع توتال من سداد الدفعة الأخيرة بقيمة 250 مليون دولار، لشركة "ميامانما" للنفط والغاز المملوكة لدولة، التي تصبّ في خزانة المجلس العسكري.
ووفقًا لمرحلة الإشعار التعاقدية البالغة 6 أشهر، يصبح هذا الانسحاب ساريًا في 20 يوليو/تموز (2022)، وقد جرى هذا الانسحاب وفقًا للعقوبات الأوروبية المفروضة على الدولة الآسيوية في فبراير/شباط من العام الجاري.
وفي فبراير/شباط الماضي 2022، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على شركة النفط والغاز في ميانمار "إم أوه جي إي" المملوكة للدولة، لدعمها الجيش الذي انقلب على رئيسة البلاد المنتخبة قبل عام.
وقالت شركة توتال إنرجي، إنه منذ يناير/كانون الثاني (2022)، واصلت الشركة عملها مُشّغلًا مسؤولًا؛ وبذلت قصارى جهدها لضمان الانسحاب بشكل مسؤول يضمن حقوق أصحاب المصلحة في ميانمار، بما ذلك موظفيها والمجتمعات المحلية، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وأضافت الشركة الفرنسية أنها عملت عن كثب مع شركة "بي تي تي إي بي" التايلاندية، التي عُيِّنَت مُشّغلًا جديدًا من قبل شركاء المشروع، لضمان استمرار الإنتاج وسلامته في حقل غاز يادانا.
مصير موظفي توتال إنرجي
يقع حقل يادانا قبالة الساحل الجنوبي الغربي لميانمار في خليج مارتابان، وينتج الغاز لتوصيله إلى محطات الكهرباء في ميانمار وتايلاند.
وتمتلك شركة "بي تي تي إي بي" التايلاندية 25.5% من أسهم الحقل، في حين بلغت حصة توتال 31.24%، وشيفرون الأميركية 28.26%.
ويمثّل يادانا ما بين 10 و15% من الطلب على الغاز في تايلاند، وسترتفع حصة شركة "بي تي تي" في حقل يادانا إلى 85%، إذا استحوذت على جميع الأسهم المملوكة لشركتي توتال إنرجي وشيفرون.
وأكدت توتال إنرجي أنها عرضت على جميع موظفيها في ميانمار استمرار العمل مع المُشّغل الجديد، تحت الشروط التعاقدية نفسها، بما يؤمّن مستقبلهم المهني.
واختتمت الشركة بيانها بالتأكيد على إدانتها الانتهاكات الإنسانية التي تحدث في ميانمار، وأعربت عن دعمها الكامل للشعب، وأملها في العودة سريعًا إلى السلام وتطبيق سيادة القانون.
وأنتج حقل يادانا للغاز 770 مليون قدم مكعّبة يوميًا من الغاز في عام 2021، منها نحو 570 مليون قدم مكعّبة يوميًا وُفِّرَت لتايلاند، واستُخدم الباقي لتوليد نحو نصف كهرباء ميانمار.
موضوعات متعلقة..
- توتال إنرجي تستعد للتخارج من أكبر حقل غاز في ميانمار
- توتال إنرجي تكشف تفاصيل انسحابها من ميانمار دون أي تعويض مالي
- شركة النفط والغاز في ميانمار تتعرض لعقوبات أوروبية
اقرأ أيضًا..
- بعد عودة نورد ستريم 1.. هذه أبرز خطوط نقل الغاز الروسي لأوروبا
- شركة شل تتخلى عن بعض أصولها النفطية في خليج المكسيك
- أسعار البنزين المحلية في الدول الخليجية.. الإمارات الأعلى والكويت الأقل (مسح)