أول روبوت لشحن السيارات الكهربائية.. تكنولوجيا المستقبل بين يديك (فيديو وصور)
مي مجدي
مع اقتراب طرح أول روبوت لشحن السيارات الكهربائية، تدل المؤشرات -حاليًا- أننا في منتصف طفرة صناعية جديدة، خاصة أن للروبوتات باعًا طويلًا في صناعة السيارات.
فخلال الشهر الماضي، كشفت شركة "إي في سيف تشارج" عن "زيغي"، أول روبوت متنقل يمكنه شحن السيارات الكهربائية أينما كانت، وقادر على تجاوز العقبات المتعلقة بأجهزة الشحن الثابتة أو البنية التحتية، حسبما نشر موقع بي في ماغازين (PV Magazine).
كل ما تحتاج فعله هو استدعاء "زيغي" عبر تطبيق على الهاتف، وسرعان ما سيجد لك مكانًا لإيقاف سيارتك، ثم يقوم بحجزه من أجلك، وفور وصولك سيبدأ في شحن بطاريتك، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
من هو زيغي؟
تتسابق أشهر وأكبر الشركات لتطوير روبوتات لشحن المركبات الكهربائية، ومن بينها شركة "إي في سيف تشارج" التي اتخذت خطوات جادة لابتكار روبوت مستقل يشحن السيارات من أيّ مكان.
ويعدّ زيغي أول روبوت مخصص لشحن المركبات الكهربائية داخل مواقف السيارات ومراكز التسوق والفنادق والمباني السكنية.
وما يميز زيغي هو قدرته على التغلب على أنظمة الشحن الثابتة التي تحتاج إلى بنية تحتية مكلفة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما إن الروبوت مزوّد بلوحات إعلانية رقمية، لذا يمكن أن يدرّ أموالاً طائلة للفنادق والشركات.
وقالت الشركة، إن الروبوت سيسمح بسرعات شحن من المستوى الثاني (12-80 ميلاً في الساعة) فور إطلاقه، لكنه سيكون قادرًا بعد ذلك على الشحن من المستوى الثالث (3-20 ميلاً في الدقيقة).
وفور الانتهاء من مهمته، سيعود إلى قاعدته للشحن، إمّا باستخدام شبكة الكهرباء في موقف السيارات أو البطارية أو الطاقة الشمسية أو مزيج من الثلاثة.
حلول شحن السيارات
وفقًا لتصريحات المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي للشركة، كارادوك إهرنهالت، يعدّ زيغي -أول روبوت لشحن السيارات الكهربائية- حلًا مرنًا وبسيطًا لأيّ مركز تجاري أو مجمع سكني يهدف لتوفير شحن المركبات دون الحاجة إلى استثمارات البنية التحتية باهظة الثمن، لا سيما أن إضافة الشواحن للمباني القديمة ليست خيارًا مناسبًا في الوقت الراهن.
وقال مخترع زيغي، إن أهداف بيع السيارات الكهربائية وخفض الانبعاثات يخلقان مستقبلًا أكثر استدامة، لكن البنية التحتية لشحن المركبات لا تواكب ذلك.
وأضاف: "ابتكرنا زيغي لمواجهة زيادة الطلب من عملائنا على طرح حلول مرنة لشحن المركبات الكهربائية، وللمساعدة في دعم الانتقال العالمي بقطاع النقل نحو مستقبل أنظف وأكثر اخضرارًا واعتمادًا على الكهرباء، إلى جانب التغلب على مخاوف السائقين المتعلقة بالشحن، وهي من أكبر العوائق التي تحول دون اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع".
ورغم أن الشركة لم تعلن موعد إطلاق مؤكدًا حتى الآن لأول روبوت لشحن السيارات الكهربائية، لكنها تخطط للإنتاج في العام المقبل، ووافقت بعض الأماكن في ولاية كاليفورنيا ومدينة سان فرانسيسكو وحي بروكلين الشهير على تجربة الروبوت.
روبوت تيسلا محلّك سر
يستغرق شحن المركبات الكهربائية وقتًا طويلًا مقارنة بالوقود التقليدي، لذا تبحث العديد من الشركات عن حلول لهذه المشكلة، ومن هنا جاءت فكرة الروبوتات المتنقلة لشحن السيارات الكهربائية.
وفي عام 2015، أصدرت تيسلا مقطع فيديو لروبوت آلي يشبه "الثعبان" يقوم بشحن سيارة كهربائية.
الفكرة وراء هذا المفهوم هي أن تيسلا تحتاج إلى وسيلة لشحن المركبات بشكل مستقل دون تدخّل بشريّ، بمجرد أن تبدأ في طرح أسطولها من المركبات الكهربائية ذاتية القيادة.
فإذا كانت تيسلا ترغب بتشغيل سيارة دون سائق، فمن المنطقي أن تكون سياراتها قادرة على الشحن دون الحاجة إلى قيام أصحابها بتوصيل الشاحن يدويًا في السيارة الكهربائية.
ومع ذلك، لم تبدأ تيسلا في نشر أيّ حلّ شحن آلي، ولم يرد أيّ جديد عن شاحن "الثعبان" في السنوات الـ5 الماضية، إلّا في تغريدة للرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك منشورة في تويتر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، يؤكد فيها أن العمل على الشاحن الآلي ما يزال قائمًا.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن ماسك أن صانع السيارات الأميركي سيكون لديه سيارة ذاتية القيادة بعد قرابة عام، أي بحلول مايو/أيار 2023، لكن هل يفي بهذه الوعود؟ خاصة أن الشركة سبق أن أعلنت خطّتها لامتلاك أسطول مكون من مليون "روبوتاكسي"، أي سيارة لديها القدرة الكاملة على القيادة الذاتية، بحلول نهاية 2020.
ماذا عن روبوت فولكس فاغن؟
مع التزام مجموعة فولكس فاغن بإطلاق العشرات من النماذج الكهربائية بحلول نهاية العقد، تخطط لتوسيع البنية التحتية للشحن، وابتكار حلول موفرة، والتي من بينها روبوت الشاحن المتنقل "تشارج بوت".
وكانت الشركة من أوائل الشركات التي فكرت في ابتكار شاحن متنقل للسيارات الكهربائية، يمكنه الحركة في مواقف السيارات، وقادر على شحن المركبات، ثم العودة إلى موقعه دون تدخّل من البشر، عكس "زيغي" الذي يحتاج إلى المساعدة لتوصيل الشاحن بالسيارة.
ووفقًا للشركة، يحسب الروبوت "وحدة تخزين الطاقة المتنقلة" -وهي في الأساس عبارة عن بطارية بعجلات- إلى السيارة وتوصيلها بالسيارة لبدء الشحن، وبعد الانتهاء سيعود إلى قاعدته في انتظار طلب آخر.
وتسعى الشركة من خلال هذه التقنية الشحن الذاتي الكامل للمركبات داخل مواقف السيارات، إلّا أن الشركة لم تحدد موعدًا لإطلاقها وتعكف على تطويره -حاليًا-.
روبوت كونتيننتال
قد تكون كونتيننتال اسمًا مرتبطًا بالإطارات، لكن قد يتغير ذلك في المستقبل القريب.
وتعمل الشركة المصنّعة لقطع غيار السيارات -ومقرّها ألمانيا- بالشراكة مع شركة "فولتريو" النمساوية على تطوير روبوت يُسهّل عملية شحن بطارية السيارات الكهربائية.
الروبوت ليس لديه اسم -حاليًا-، وليس أول روبوت لشحن السيارات الكهربائية، لكنه أبسطهم، إذ يتألف من وحدتين رئيستين فقط، واحدة مثبتة في الجزء السفلي من السيارة، والأخرى موجودة في أرضية المرآب، وفور وقوف السيارة تشقّ الوحدة الموجودة على الأرض طريقها تلقائيًا، للاتصال بنظيرتها الموجودة في السيارة وبدء الشحن.
وترى الشركة أن روبوتها يعدّ خطوة حقيقية لجعل التنقل الكهربائي أكثر ملاءمة للاستخدام اليومي، وخاصة داخل المنازل.
ومن المتوقع ظهور نسخة من الروبوت لأول مرة في وقت لاحق من هذا العام، على حدّ قول الشركة.
اقرأ أيضًا..
- تخزين الهيدروجين الأخضر في أحد مشروعات نيوم (دراسة لمهندسة سعودية)
- ليلى بنعلي للطاقة: المغرب ينفذ مشروعات كهرباء وطاقة نظيفة عملاقة.. بالأرقام
- سرقة النفط تكبِّد نيجيريا مليار دولار خسائر في 3 أشهر
