مصافي النفط في جنوب أفريقيا تتوقف عن العمل
مع إعلان ساسول حالة القوة القاهرة
أمل نبيل
توقفت جميع مصافي النفط في جنوب أفريقيا عن العمل، بعد تعطُّل الإنتاج في مصفاة ناتريف، التي تمتلكها شركتا ساسول وتوتال إنرجي، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت ساسول، أكبر منتج للوقود في جنوب أفريقيا، حالة القوة القاهرة على توريد المنتجات النفطية، بسبب التأخر في تسليم النفط الخام إلى مصفاة ناتريف، وفقًا لبلومبرغ.
والقوة القاهرة هي آلية تحرّر الأطراف من الالتزامات التعاقدية في حالة وقوع حدث استثنائي يمنعهم من الأداء المعتاد.
إغلاق مصفاة ناتريف
قالت شركة ساسول في بيان، إن مصفاة ناتريف التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 108 آلاف برميل يوميًا، أُجبرت على الإغلاق بسبب تأخُّر شحنات النفط.
ويُفَرَّغ النفط الخام المتجه إلى ناتريف في ميناء ديربان، إذ يُخَزَّن أولًا ثم يُضخّ إلى المصفاة التي تبعد بنحو 600 كيلومتر عن الميناء.
ولم تُشر الشركة إلى سبب تأخّر الشحنات النفطية، لكنها ليست المرة الأولى التي تضطر فيها ساسول إلى إعلان حالة القوة القاهرة في الأشهر الأخيرة بسبب أزمات سلاسل التوريد.
ففي أبريل/نيسان من العام الجاري (2022)، أعلنت الشركة حالة القوة القاهرة فيما يتعلق بتصدير بعض المنتجات الكيماوية بسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في مدينة كوازولو ناتال، بحسب موقع فاين 24 (fin24).
وقالت الشركة: "لن تكون ساسول أويل قادرة على الوفاء بكامل التزاماتها بتوريد جميع المنتجات النفطية، بدءًا من يوليو/تموز 2022".
وخضعت مصفاة ناتريف التي شُغِّلَت في عام 1971، إلى عدد من التحسينات خلال عمرها الافتراضي، بما في ذلك مشروع توسعة لزيادة طاقتها الإنتاجية بنحو 25%، إلى 108 ألف برميل.
إغلاق مصافي النفط في جنوب أفريقيا
يعني إغلاق ناتريف أن جميع مصافي النفط الجنوب أفريقية قد توقّفت بأكملها عن العمل، بعد أن أوقفت سلسلة من المنشآت الأخرى، الإنتاج خلال العامين الماضيين (2021) و(2020).
كانت شركة سيتاك للطاقة قد توقعت، في تقرير صادر خلال مايو/أيار (2022)، أن تتضاعف واردات جنوب أفريقيا من المنتجات النفطية بمقدار 3 أضعاف بحلول العام المقبل (2023)، مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.
وتحتاج جنوب أفريقيا إلى نحو 25 مليار لتر من الوقود سنويًا، وتلبي ما يزيد عن نصف هذا الطلب من خلال الواردات.
وأدى حريق في مصفاة إنغين للنفط في ديربان، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 120 ألف برميل يوميًا، لإغلاقها في أواخر عام 2020.
كما أغلقت مصفاة كيب تاون التابعة لشركة غلينكور، وتصل قدرتها الإنتاجية 100 ألف برميل يوميًا، أبوابها بعد انفجار أودى بحياة شخصين في عام 2020، وهو ما أسهم في الحدّ من الطاقة الإنتاجية للبلاد.
وقررت شركة "إنغين للنفط" في أبريل/نيسان (2021)، تحويل مصفاة ديربان إلى محطة تخزين، خلال الربع الثالث من عام 2023، بسبب عدم جدوى التشغيل الاقتصادية.
وتوقفت مصفاة سابريف، أكبر مصفاة في البلاد، والتي يمكنها معالجة نحو 180 ألف برميل يوميًا، والمملوكة لشركة شل، وشركة النفط البريطانية بي بي، عن الإنتاج في مارس/آذار الماضي (2022)، لعرضها للبيع.
كانت شركة شل قد تعرضت لعمليات مقاومة محلية من مواطني جنوب أفريقيا، منعتها من مواصلة عمليات الاستكشاف قبالة الساحل الجنوبي، في ظل اتهامات بالإضرار بالحياة البحرية، وتعطيل أعمال الصيد.
ونفد مخزون المواد الخام من محطة بتروسا المملوكة للدولة لتحويل الغاز إلى سائل.
سياسة الوقود النظيف
في الوقت نفسه، فإن سياسة الوقود النظيف التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ العام المقبل (2023)، تزيد من احتمال اضطرار المصافي غير القادرة على تلبية المعايير الجديدة إلى الإغلاق الدائم.
وتعمل الحكومات الأفريقية على وضع معايير على مستوى القارّة للحدّ من كمية الكبريت في البنزين والديزل، والتي قد تتطلب ضخّ استثمارات بقيمة 16 مليار دولار في تطوير البنية التحتية.
وفي الوقت الحالي، يعدّ توقُّف مصفاة ناتريف عن الإنتاج أمرًا مؤقتًا، إذ تتوقع ساسول أن تبدأ شحنات النفط الخام في الوصول إلى البلاد قريبًا، وأن تعود المصفاة للعمل بكامل طاقتها الإنتاجية نهاية يوليو/تموز (2022).
كان الرئيس التنفيذي لشركة ساسول قد صرّح في وقت سابق من العام الجاري (2022)، بأنه لم يُتوصَّل بعد إلى خيارات بشأن مستقبل المصفاة، ومن المتوقع أيضًا إعادة تشغيل مصفاة كيب تاون في النصف الثاني من عام 2022.
موضوعات متعلقة..
- مصافي النفط في جنوب أفريقيا تواجه شبح الإغلاق
- "ساسول" توقع اتفاقيات تبادل إنتاج النفط والغاز في موزمبيق
- تحرك برلماني لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين في جنوب أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- مؤسسة النفط الليبية التابعة لـ"صنع الله" تصدر بيانًا ثم تحذفه بعد دقائق
- سعة تكرير النفط عالميًا تهبط لأول مرة في 33 عامًا (تقرير)
- بناء أطول إطار للمياه العميقة في آسيا لدعم إنتاج النفط والغاز (فيديو)