التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

تطورات مشروع سولار 1000 في الجزائر.. تسهيلات للمستثمرين ونتائج المناقصة قريبًا (فيديو)

الجزائر: عماد الدين شريف

كشفت الشركة الجزائرية للطاقات المتجددة "شمس"، تفاصيل جديدة عن مشروع سولار 1000، الذي تعمل الجزائر على الاستفادة منه لتحقيق مردودات ضخمة خلال السنوات المقبلة.

وقال مدير عامّ الشركة إسماعيل موقاري، خلال مقابلة مع التلفاز الجزائري، إن شركة شمس عرضت دفتر الأعباء في مطلع العام الجاري، إذ استقبلت كثيرًا من المتعاملين الذين سحبوا الدفتر للمشاركة في المشروع، بجانب زيارة المواقع وتحديد مناطق المشروع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبالنسبة للإنتاج من مشروع سولار 1000، قال مدير عامّ شركة شمس الجزائرية، إن الانطلاقة ستكون في بداية عام 2023 المقبل، من خلال أول إنتاج من الطاقات المتجددة، وهو ما يتعلق بأصغر مشروع، ينتج نحو 50 ميغاواط، وسيكون في ولاية بشار.

قيمة مشروع سولار 1000 الاقتصادية

قال مدير عامّ شركة شمس، إن تكلفة مشروع سولار 1000 تُقدَّر بنحو مليار دولار، ولكن أهدافه المباشرة هي اقتصاد استهلاك الغاز بما يعادل 550 مليون متر مكعب على الأقلّ، ولكن مع تقدُّم الدراسات، ترتفع هذه الكمية إلى 600 مليون متر مكعب من الغاز.

كما يهدف المشروع، وفق موقاري، إلى خفض مليون طن من انبعاثات الكربون، ضمن خطة الجزائر لتحقيق الحياد الكربوني، بجانب أهداف أخرى تتمثل في توفير فرص العمل، إذ يستحدث المشروع 5 آلاف فرصة عمل.

وأضاف: "دفتر الأعباء الخاص بالمشروع ينصّ على تحفيزات لصالح المؤسسات والشركات الوطنية، عبر تخصيص نسبة للمحتوى المحلي تُقدَّر بنحو 30%، وهو تحدٍّ كبير للمشروع، يستند إلى اللقاءات التي نظّمتها المؤسسة مع المستثمرين المحليين".

وأبدى موقاري أمله في أن ترتفع هذه النسبة بالمشروعات المقبلة، من خلال إنتاج خطوط ومحولات الكهرباء والأجزاء المعدنية محليًا، بجانب إنتاج الألواح الشمسية التي لا تكفي حاليًا، لافتًا إلى أن شركة شمس دعت المنتجين لرفع قدراتهم الإنتاجية للإسهام في تحقيق المخطط الوطني على أرض الواقع، بجانب الشركات الأجنبية.

ويعدّ مشروع سولار 1000 ترجمة عملية لتوجّه الحكومة الجزائرية الجديد نحو الطاقات المتجددة، بعد إنشاء وزارة للانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة عام 2022، والمصادقة على المخطط الجديد في 2021، لإنتاج 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية سنويًا.

ولم يستبعد موقاري رفع هذه القدرة لتدارك التأخر المسجل، وبلوغ هدف إنتاج 15 ألف ميغاواط بحلول عام 2035.

مواقع المشروع وقدرات الإنتاج

مشروع سولار 1000
مشروع سولار 1000 في الجزائر - الصورة من موقع الإذاعة الجزائرية

حددت شركة شمس 5 مواقع لإنجاز مشروع سولار 1000، وهي ولاية بشار لإنتاج 50 ميغاواط، وولاية ورقلة لإنتاج 100 ميغاواط، وولاية توقرت 250 ميغاواط، بالإضافة إلى ولايتي الأغواط والوادي لإنتاج 300 ميغاواط في كل منهما، إذ ترى أنها أفضل المناطق لتنفيذ المشروع.

وأوضح موقاري أن المؤسسة قدّمت أفضل التسهيلات ليصبح المشروع مرجعًا للمشروعات المقبلة، خاصة بالنسبة لسعر الكيلوواط/ساعة، لفتح المنافسة بين المستثمرين المحليين والأجانب.

وأشار إلى أن 44 مستثمرًا زاروا المواقع، وأبدوا رغبتهم في المشاركة بالمشروع، من بين أكثر من 110 متعاملين سحبوا دفتر الأعباء، إذ بقي في السباق حاليًا 40 مستثمرًا، ولكن المؤسسة فضّلت التمهل للسماح لعدد أكبر بالمشاركة، بهدف رفع التنافسية ودفع الأسعار نحو الأفضل.

وقال، إن تمويل مثل هذه المشروعات يعدّ عاملًا مهمًا للغاية، ولكن يجب التنبيه بداية إلى أن التحضير الأولي كان مهمًا، من خلال تحديد المواقع ووضع الأرضيات للمشروع، وكذلك ربطه بشبكة الكهرباء، وهو الأمر الذي يحتاج الكثير من الوقت في دول أخرى.

كما أشار إلى الاتفاق مع الشركة الوطنية للكهرباء والغاز "سونالغاز"، بجانب مرافقة المستثمرين على مستوى أرضيات المشروع، وإزالة اللبس وتقديم التوضيحات المناسبة، بفضل تسهيلات قدّمتها السلطات المحلية بالولايات المعنية ووزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة.

يشار إلى أن وزير الانتقال الطاقي كان قد عرض مشروع سولار 1000 في مناسبتين، الأولى بمناسبة مجلس الحكومة في 11 مايو/أيار الماضي، والثانية في اجتماع مجلس الوزراء في 19 يونيو/حزيران.

وطالب الوزير بتسهيلات وضمانات وتوضيحات بالنسبة للتمويل، لا سيما أنّ هذا النوع من المشروعات لإنتاج الكهرباء عبر الطاقات المتجددة تتطلب تكاليف كبيرة، بينما تكون تكاليف الاستغلال أقلّ، على عكس المشروعات الكلاسيكية، التي تنطلق بتكاليف قليلة وتفرض تكاليف استغلال أكبر، لاحتياجها للغاز ومصادر أخرى.

التمويل الخارجي للمشروع

قال موقاري، إن المؤسسة عرضت خيار التمويل الخارجي لمشروع سولار 1000 على مجلس الوزراء وتنتظر الردّ، إذ تدرس وزارة المالية حاليًا الملف، وفق ما رصدت منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أن هذه الخطوة تحمل إيجابيات، إذ إن نسبة الفائدة تتراوح من 1-3%، ومدة سداد القرض تصل إلى 20 عامًا، بجانب أن المستثمر هو من يفاوض التمويل بدعم من الدولة، فضلًا عن مراقبة هذه الهيئات المالية الخارجية للمشروع؛ لضمان تنفيذه ضمن الشروط المنصوص عليها.

مشروع سولار 1000
مشروع سولار 1000 في الجزائر - الصورة من منصة "المستثمر" الجزائرية

وبالنسبة للتمويل المحلي، قال، إن البنوك الوطنية مولتّ العديد من المشروعات إلّا أنه أشار إلى نسبة الفائدة المقررة التي يراها أكبر، إذ تتراوح بين 5 و7%، ولا تتجاوز مدة سداد القرض 7 سنوات، ومن ثم فهي شروط سترفع تكلفة إنتاج الكيلواط/ساعة.

وأكد أن سعر تكلفة كل كيلوواط/ساعة، الذي ستنتجه المحطات الكهروضوئية، أقلّ من تكلفة الكيلوواط الحراري المنتج عن طريق المحطات المعتمدة على الغاز، وهو ما ثبت بمشروعات مماثلة في تونس ومصر، وهي تكلفة مرشحة للانخفاض حال مشاركة المستثمرين بشكل أفضل.

وأوضح موقاري أن التحفيزات الضريبية تندرج ضمن تحقيق هذا الهدف، من خلال الاستفادة من الإعفاءات الجمركية في مدة الإنجاز، وكذلك الالتزامات الجبائية لمدة 10 سنوات، وهو ما ينصّ عليه القانون القديم، والتعديلات المقررة في قانون الاستثمار المنتظر صدروه خلال الأسبوع الحالي.

وأشار إلى أن هذه الميزات غير موجودة في بلدان غير الجزائر، بالتوازي مع مرافقة شركة "شمس" للمتعاملين الاقتصاديين، والمشاركة في رأسمال المشروع بنسبة 34%، وهو ما يمنح ضمانات أكبر للمستثمرين، لا سيما أن المساهمين في "شمس" هما أكبر شركتين في الجزائر، "سوناطراك" و"سونالغاز".

ارتفاع الطلب على الطاقة داخليًا

قال المدير العامّ لشركة شمس الجزائرية، إن الطلب الداخلي على الطاقة يرتفع بنحو 7% سنويًا، أي أكثر من 1000 ميغاواط، ما يفرض رفع القدرات الإنتاجية المتأتية من الطاقات المتجددة لاستبدال استهلاك الطاقات الكلاسيكية والتوجه نحو التصدير وإنتاج الهيدروجين في مراحل مقبلة.

وأوضح أن الجزائر تملك الخبرة الضرورية لتسيير مشروعات الطاقات المتجددة، بفضل تراكم التجارب السابقة لدى مجمع سونالغاز بالدرجة الأولى، بجانب عمل المؤسسات الناشئة والمصغرة لتنمية المناطق المحيطة بالمشاريع من الناحية الاقتصادية والصناعية.

وعن موعد فتح مظاريف مناقشة مشروع سولار 1000، قال موقاري، إنه سيكون خلال أيام، بعد موافقة وزارة الانتقال الطاقي والطاقات المتجددة، إذ قدّم الملف في مجلس الوزراء المؤرخ في 19 يونيو/حزيران الماضي.

وأضاف أن شركة شمس تستغل هذه المدة لتقديم كل التوضيحات الضرورية للمستثمرين، قبل إعلان التاريخ الرسمي لموعد فتح الأظرف، إذ إن ذلك يؤدي إلى تحديد الشركة المُنجزة للمشروع وانطلاق التفاوض على التمويل، ومن ثم الإجابة عن جميع الأسئلة المحتملة لكسب الوقت.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق