الحرب الروسية ترفع الهجمات على البنية التحتية للطاقة 250% (تقرير)
من بينها 41 هجومًا في منطقة الصراع
دينا قدري
أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى تفاقم أزمة أمن الطاقة والإمدادات، إذ وقع 41 حادثًا أمنيًا وهجومًا على البنية التحتية للطاقة في منطقة الصراع.
فقد تصاعدت المخاطر الجيوسياسية مع تعطّل البنية التحتية للطاقة والشحن في منطقة الحرب، في ظل استهداف خطوط الأنابيب ومحطات الطاقة والمصافي.
كما رُكِّزَ بشكل أكبر على أمن الطاقة منذ الحرب الروسية، ما أثار مخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة وتقلّص الطاقة الاحتياطية العالمية لكل من النفط والغاز، وفقًا لما أظهره آخر تحديث لمشروع "إس آند بي غلوبال إنرجي سيكيوريتي سنتينل" البحثي.
وفي الإجمالي، شهدت الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري (2022) وقوع 63 حادثًا أمنيًا وهجومًا على البنية التحتية للطاقة، بزيادة قدرها 250% عن العام السابق، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الحرب الروسية.. أهم تحول جيوسياسي
سلّط التحقيق -الذي أجراه فريق بلاتس الإخباري في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"- الضوء على أن الحرب الروسية أظهرت بوضوح كيف أنه لا توجد منطقة منتجة للنفط محصنة ضد اضطرابات الإمداد، والتي ابتليتْ بها منطقة الشرق الأوسط تاريخيًا.
ووفقًا لتحليل "بلاتس أناليتيكس"، فإن ما يعادل نحو 4.6 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، أي ما يعادل 5% من الإمداد العالمي، قد أُزيحَت مؤقتًا بسبب مزيج من الحوادث الأمنية، مثل الهجمات والجغرافيا السياسية والأحداث الجوية السيئة، على مدى الـ5 سنوات الماضية.
وقال كبير المستشارين الجيوسياسيين في "بلاتس أناليتيكس"، بول شيلدون: "لقد سلّط تأثير حرب أوكرانيا في سوق النفط الضوء على أهم تحوّل جيوسياسي لأسواق النفط على مدى العقد الماضي، والذي ينبع من العقوبات القطاعية التي أصبحت الطريقة الغربية المفضلة لشنّ الصراع".
وأضاف شيلدون: "يختلف تأثير السوق من الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل كبير عن معظم اضطرابات الإمدادات الجيوسياسية منذ عام 1973، إذ إن اضطرابات التصدير وعمليات إغلاق الإنتاج المحتملة ناتجة بالكامل عن قيام الدول المستهلكة طواعية بتقييد إمدادات النفط".
أهمية إمدادات الشرق الأوسط من النفط
يمثّل الشرق الأوسط أكثر من 30% من إمدادات العالم من النفط الخام المنقول بحرًا، إلّا إن الحوادث الأمنية على البنية التحتية للنفط في المنطقة كان لها تأثير متواضع في سعر النفط المادي.
ووفقًا لتحليل الحوادث المبلَّغ عنها، كانت هناك 8 هجمات في الشرق الأوسط في الأشهر الـ3 المنتهية في يونيو/حزيران، مقارنةً بـ 10 في المدّة نفسها من العام السابق.
باستثناء ليبيا، يُظهر مشروع "إنرجي سيكيوريتي سنتينل" أن الحوادث في الشرق الأوسط -وهي نقطة ساخنة تقليدية للمخاطر الجيوسياسية المرتبطة بإنتاج النفط والغاز- تركّزت على العراق في الربع الأول من عام 2022، مع استهداف بعض حقول النفط والغاز الواقعة في منطقة كردستان شبه المستقلة.
قبل الهدوء الأخير في الهجمات، شوهد النطاق الجغرافي للأحداث الأمنية يمتد عبر شبه الجزيرة العربية إلى مضيق هرمز والساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ عام 2017، شهد خليج عمان والبحر الأحمر وممر باب المندب غالبية الهجمات البحرية والبرية، وقد جرى التحقق من إجمالي 87 حادثًا، والإبلاغ عنها من قبل بلاتس، حتى 30 يونيو/حزيران 2022.
وأظهر التحليل الأخير -الذي أجرته "بلاتس أناليتيكس"- للطاقة الاحتياطية لأوبك+ أن السعودية والإمارات فقط لديهما القدرة على جلب 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام إلى السوق، ما يؤكد الدور المهم للغاية للشرق الأوسط بوصفه منطقة إمداد.
الهجمات الإلكترونية والأمن السيبراني
شهدت الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية للطاقة والسلع الأساسية أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا، إذ سُجِّل 39 حادثًا رئيسًا خلال مدّة الـ5 سنوات الماضية، وفقًا لـ "إنرجي سيكيوريتي سنتينل".
وظهرت الأصول النفطية والبنية التحتية بوصفها أكبر أهداف للمتسللين والهجمات الإلكترونية منذ عام 2017، وهو ما يمثّل ثلث جميع الحوادث خلال هذه المدّة، وجاءت شبكات الكهرباء ثاني أكبر هدف، إذ شكّلت ربع إجمالي الحوادث.
وأظهرت بيانات من "إنرجي سيكيوريتي سنتينل" وقوع 7 هجمات إلكترونية استهدفت قطاع الطاقة والسلع على مستوى العالم في النصف الأول من العام الجاري (2022)، مقارنةً بـ3 هجمات في المدّة نفسها من العام السابق.
وظهرت الهجمات الإلكترونية بوصفها تهديدًا متزايدًا لسلاسل توريد السلع، وبدأت الشركات في إعطاء الأولوية للأمن السيبراني.
وقد استُهدِفَت أصول السلع والطاقة والموارد في الولايات المتحدة أكثر من أيّ دولة أخرى، وهو ما يمثّل ثلث جميع الهجمات الإلكترونية منذ عام 2017، وفقًا لمشروع "أويل سيكيوريتي سنتينل" المحدث.
وجاءت المملكة المتحدة والسعودية في المرتبة الثانية بين الدول الأكثر استهدافًا، بـ5 و3 هجمات على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- الرابحون من أزمة الطاقة العالمية بعد الحرب الروسية (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية: الحرب الروسية الأوكرانية تعزز استثمارات الطاقة
- الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة يزيدان من معاناة الدول النامية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض تقديرات الطلب على النفط خلال 2022 و2023
- تجارة الغاز المسال عالميًا ترتفع 4.5% خلال 2021
- النوافذ الشمسية.. ثورة صناعية جديدة لتوفير الكهرباء في المباني الزجاجية