تتجه أنظار أوروبا إلى غاز أذربيجان، بصفته أحد الحلول العاجلة لتأمين إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي تحمي شعوبها من قسوة الشتاء المقبل، إذا قطعت روسيا إمداداتها عن القارّة، مع تصاعد حدّة التوترات بين الطرفين.
واقترحت المفوضية الأوروبية على دول الاتحاد الأوروبي، إبرام اتفاقية مع أذربيجان لزيادة واردات الغاز الطبيعي ودعم توسيع خط أنابيب للقيام بذلك، بحسب مسودة وثيقة اطّلعت عليها رويترز.
وتعدّ مسودة مذكرة التفاهم، التي تحتاج إلى موافقة من الحكومات المعنية، ويمكن إجراء تغييرات عليها، جزءًا من جهود الاتحاد الأوروبي لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، جرّاء الحرب على أوكرانيا، وفقًا لما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
تدفّق غاز أذربيجان إلى أوروبا
يستورد الاتحاد الأوروبي 90% من الغاز الذي يستهلكه، ويأتي نحو 40% منه من روسيا، تعادل نحو 140 مليار متر مكعب سنويًا.
وبحسب الوثيقة التي أعدّتها المفوضية الأوروبية: "يطمح الجانبان الأوروبي والأذربيجاني، إلى دعم التجارة الثنائية للغاز الطبيعي، من خلال تصديره إلى الاتحاد الأوروبي عبر ممر الغاز الجنوبي، بما لا يقلذ عن 20 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا بحلول عام 2027، وفقًا للجدوى التجارية وحجم الطلب".
ونقلت أذربيجان العام الماضي أكثر من 8 مليارات متر مكعب إلى دول أوروبية، مثل إيطاليا، عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي، المحطة الأخيرة من شبكة أنابيب ممر الغاز الجنوبي.
ويوَصِّل خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي، غاز أذربيجان إلى الأسواق الأوروبية منذ 31 ديسمبر/كانون الأول 2020.
وسيدعم كلا الجانبين تمويل توسعات خط الأنابيب لزيادة الشحنات إلى أوروبا، ويجب أن تكون تلك الخطوط قادرة على حمل الغازات منخفضة الكربون في المستقبل، لتجنّب انبعاثات الاحتباس الحراري.
وتُصدِّر أذربيجان 10 مليارات متر مكعبة من الغاز الطبيعي إلى أوروبا سنويًا، وبإمكانها زيادة هذه الكميات.
ويبدأ خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي عند الحدود التركية اليونانية، ويمتد على طول 773 كيلومترًا على الشاطئ، و105 كيلومترات في الطرق البحرية التي تعبر اليونان وألبانيا باتجاه وجهته النهائية في إيطاليا.
عقود الغاز المستقبلية
ستتطّلب زيادة عدد شحنات التسليم من أذربيجان إلى أوروبا، زيادة إنتاجها المحلي من الغاز.
وأنتجت أذربيجان نحو 15.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، بدعم من ارتفاع الطلب وخاصة من الدول الأوروبية.
وبلغت مبيعات غاز أذربيجان في الخارج نحو 7.6 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني، إلى نهاية أبريل/نيسان الماضيين، بزيادة بنسبة 17.4% عن المدة نفسها من العام الماضي.
وسلّطت الوثيقة الأوروبية، الضوء على أهمية العقود طويلة الأجل والمستقرة لتوفير الأمن لمنتجي الغاز؛ مؤكدة أن عقود الغاز المستقبلية يجب أن تتوافق مع أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، والتي تركّز على خفض استهلاك الغاز، خاصة بعد عام 2030.
ويخطّط الاتحاد الأوروبي لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 45%، وخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 55%، بحلول نهاية العقد (2030).
ويتعين على كلا الجانبين زيادة الإجراءات للحدّ من انبعاثات غاز الميثان، أحد غازات الدفينة القوية، في سلاسل التوريد الخاصة بهما، من خلال حوافز لتجميع الغاز الذي من شأنه أن يتسرب إلى الغلاف الجوي.
وازدادت حدة المخاوف من قيام روسيا بمزيد من الخفض لإمداداتها من الغاز الطبيعي هذا الأسبوع، مع بدء الصيانة المجدولة لخط أنابيب نورد ستريم 1، الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا.
وحذّرت الحكومات والشركات من أن موسكو قد تطيل من قطع إمدادات الغاز.
وخفّضت شركة غازبروم الروسية السعة على طول خط أنابيب نورد ستريم 1 من روسيا إلى أوروبا إلى 40% فقط من المستويات المعتادة الشهر الماضي، مرجعةً السبب إلى التأخير في إعادة توربينات الغاز من كندا.
وبحسب مسودة الاتفاقية، فإن الاتحاد الأوروبي وأذربيجان سيبحثان -أيضًا- تطوير الوصلات الكهربائية لتعزيز الطاقة المتجددة ومناقشة مستقبل تجارة الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- بلغاريا ترفع أسعار الغاز بنسبة 31.7% لشهر يوليو
- ألمانيا.. خطة الغاز المسال تسير على قدم وساق للتخلص من الإمدادات الروسية
- نقص الغاز الروسي يعرقل خطة أوروبا لملء المخزونات ويدفعها إلى ترشيد الاستهلاك
اقرأ أيضًا..
- تطورات أزمة مؤسسة النفط الليبية.. صنع الله يهاجم الإمارات وطرد لجنة الدبيبة
- البرلمان الأوروبي يوافق على رفع إسهام الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء
- آيرينا: كهرباء الطاقة المتجددة "الأقل تكلفة" وتوفر 55 مليار دولار في 2022