الخيار النووي لن يحل أزمة الطاقة في جنوب أفريقيا على المدى القصير (تقرير)
نوار صبح
في ظل الجدل الدائر حول أزمة الطاقة في جنوب أفريقيا، نقل مراسل أخبار هيئة إذاعة جنوب أفريقيا (إس إيه بي سي) عن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، -خطًأ- قوله إن "الطاقة النووية غير مطروحة للمناقشة"، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك في مقابلة أجراها -مؤخرًا- مراسل أخبار هيئة إذاعة جنوب أفريقيا مع سيريل رامافوزا في أثناء انعقاد القمة السابعة للاتحاد الجمركي لدول أفريقيا الجنوبية (إس إيه سي يو)، في بوتسوانا، بشأن أزمة الطاقة، التي تواجهها البلاد من بين التحديات الأخرى.
وفي المقابلة، أعرب رئيس جنوب أفريقيا عن مخاوفه بشأن عدم توفر الطاقة المتجددة في جميع الأوقات، وهو ما لا يوفر حلولًا لأزمة الطاقة في جنوب أفريقيا، حسبما نشرت مجلة "إي إس آي" (esi-africa) الجنوب أفريقية.
دور المحطات النووية
قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا: إن الطاقة النووية ليست حلًا قصير المدى لأزمة الطاقة في جنوب أفريقيا، نظرًا إلى المدة الزمنية الطويلة وحاجة البلاد إلى حلول فورية.
وأعرب الرئيس سيريل رامافوزا عن مخاوفه بشأن القدرة على تحمل تكاليف الطاقة النووية لجنوب أفريقيا، وفق ما اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة مؤخرًا.
وأوضح المتحدث باسم منصة بناء المحطات النووية في جنوب أفريقيا، ديس مولر، أن سيريل رامافوزا لم يقل في أي وقت من الأوقات إن "الطاقة النووية كانت غير مطروحة للمناقشة".
وأضاف ديس مولر أنه يجري إخراج الوقت المستغرق لبناء محطة للطاقة النووية والتكاليف الرأسمالية المرتبطة بها خارج السياق من خلال التقنيات المنافسة لتضليل الجمهور.
وأشار إلى أن بلد المنشأ يموّل محطات الطاقة النووية بالكامل بأسعار فائدة منخفضة للغاية، مثل محطات توليد الطاقة المتجددة، ويُسدد هذا التمويل عندما تُولد محطة الطاقة النووية الكهرباء والأرباح.
وبدورها، توفر هذه المحطات طاقة نظيفة وموثوقة على مدى 80 عامًا من عمرها التشغيلي، ما يوفر الكهرباء الأكثر تكلفة والأكثر قيمة على الشبكة، كما أوضحت محطة كويبرغ للطاقة النووية في جنوب أفريقيا، على مدار الـ40 عامًا الماضية.
وأسهمت الطاقة النووية في جنوب أفريقيا في توفير 10% من الطلب السنوي على الكهرباء في جنوب أفريقيا بتكلفة منخفضة، وفي نصف الوقت اللازم لتقنيات الطاقة النظيفة المنافسة التي تستمر لمدة 25 عامًا فقط.
أزمة الطاقة في جنوب أفريقيا
تتطلّب معالجة أزمة الطاقة في جنوب أفريقيا تخطيطًا فاعلًا وحاسمًا، ووضعها بالترتيب الصحيح من حيث الحجم إذا كانت جنوب أفريقيا تتوقع التوصل إلى حل على المدى المتوسط.
وفي المقابل، ستشهد مفاعلات الطاقة النووية الصغيرة المعيارية، عند توفرها، مدة انتعاش سريعة من خلال تقليل مدة التأخر بين بدء الإنشاء ووضع الكهرباء في الخدمة، وإن كان ذلك بزيادات متواضعة، حسب بيانات اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
وعلاوة على ذلك، يتمثّل الحل السريع لأزمة الطاقةفي جنوب أفريقيا في تحسين أداء أصول التوليد الحالية لهيئة تنظيم الكهرباء في البلاد "إسكوم"، وإدخال الغاز إلى توليد الكهرباء في مزيج الطاقة، مع عودة أسعار الغاز إلى وضعها الطبيعي وتصبح في متناول الجميع.
وسيوفر التعاون بين "إسكوم" ووزارة الموارد المعدنية في جنوب أفريقيا الوقت الذي تحتاجه لطرح محفظة طاقة متوازنة ومستدامة من خلال التوسع في الوقود الأحفوري، ومصادر الطاقة المتجددة والطاقة الكهرومائية والنووية، كما يفعل بقية العالم المتقدم الآن.
التصنيف الأخضر
في ظل إعلان البرلمان الأوروبي تصنيف الطاقة النووية والغاز طاقة خضراء، من المتوقع أن تشهد جنوب أفريقيا انتعاشًا في تمويل هذه التقنيات ونشرها، حسبما نشرت مجلة "إي إس آي" (esi-africa) الجنوب أفريقية في 7 يوليو/تموز الجاري.
ويُعد تقليل استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، وزيادة الطلب عليها لشحن السيارات الكهربائية وتدفئة المباني غير قابل للتطبيق دون الطاقة النووية، وفقًا لما قاله المتحدث باسم منصة بناء الطاقة النووية في جنوب أفريقيا، ديس مولر.
ودعا ديس مولر إلى انتهاج الشفافية في تخطيط الطاقة في جنوب أفريقيا، والمساءلة عن الإهمال الجسيم في قطاع الطاقة وجميع المهن الأخرى.
موضوعات متعلقة..
- 5 تحديات تواجه الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا.. هل تتغلب عليها؟
- تصاعد أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بسبب احتجاجات العمال
اقرأ أيضًا..
- من أين يستورد المغرب الغاز المسال؟.. مصادر تجيب عن الصفقة المنتظرة
- 600 اكتشاف نفط وغاز في الجزائر خلال 51 عامًا.. قفزة تاريخية
- تيسلا ولوسيد آير في المقدمة.. أفضل 10 سيارات كهربائية صديقة للبيئة