تقارير الطاقة النوويةالتقاريررئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في جنوب أفريقيا.. محطة كويبرغ تواجه شبح الإغلاق

خبير يفجر مفاجأة: تصميمها غير مطابق للمواصفات

هبة مصطفى

تُشكل الطاقة النووية في جنوب أفريقيا جزءًا مهمًا من مزيج الكهرباء، وتكافح كيب تاون لإنعاش محطة كويبرغ بعد أن أوشك عمر تصميمها ورخصة تشغيلها (المقدرة بـ40 عامًا) على الانتهاء، وتسعى لإجراء أعمال صيانة لزيادة مدة عملها 20 عامًا أخرى.

وتُخطط "إسكوم" وهي هيئة تنظيم الكهرباء التابعة للدولة، مالكة محطة كويبرغ، لإجراء تطوير على المحطة النووية، خلال العام الجاري والعام المقبل، لزيادة أمدها التشغيلي.

المفاعلات النووية في جنوب أفريقيا

تتضمن خطة إنعاش وإطالة أمد المحطة، استبدال كل من 3 مولدات بخار في مفاعلين نوويين بقدرة 920 ميغاواط، ورأس المفاعل، وآلية تحريك عصا التحكم، وتوصيلات أجهزة القياس.

الطاقة النووية في جنوب أفريقيا
محطة كويبرغ للطاقة النووية في جنوب أفريقيا - الصورة من ميل آند غارديان

كما تشمل أعمال إطالة أمد المحطة -الواقعة على بُعد 35 كيلومترًا من شمال العاصمة الجنوب أفريقية كيب تاون- استبدال وحدات لتخزين "بي تي آر" المستخدمة في تخزين المياه في تجويف المفاعل وتوسعتها، ونظام تبريد الوقود المستخدم.

يأتي هذا بالإضافة إلى إصلاح وتعديل ومراقبة البناء الذي يحتوي على المفاعل، لحماية الهياكل المعدنية والأنابيب من تآكل أو صدأ حديد التسليح، بجانب استبدال عناصر التسخين في الضواغط.

تشمل التعديلات والتطويرات الأخرى الهادفة لحفظ موثوقية واستدامة المحطة النووية، استبدال المحولات، وتطوير النظام الرقمي ونظام الأمان وأنظمة تبريد المياه والأنابيب والمبادلات الحرارية.

كان مقررًا لأعمال الصيانة والاستبدال أن تُجرى لمولدات البخار الـ6 في يوم 5 من يونيو/كانون الثاني الجاري، غير أنها تأخرت بعدما خضعت للتخطيط عدة سنوات.

الطاقة النووية الروسية.. هل تسدّ عجز الكهرباء في أفريقيا؟

معوقات الصيانة

تسبب فيروس كورونا ثم متحور أوميكرون وما صحبهما من قيود السفر والإغلاق، في إعاقة توافر بعض الموارد اللازمة لأعمال الصيانة في التوقيتات المحددة، وفق كبير المسؤولين عن الطاقة النووية في إسكوم، ريديوان بكاردين.

بخلاف آثار الجائحة، لم تحصل حالة أمان وسلامة التركيبات الخاصة بإسكوم على موافقات الهيئة التنظيمية الوطنية النووية التي لم تعط الضوء الأخضر لبدء أعمال الصيانة حتى الآن.

وأكد بكاردين أن الهيئة لم تقدم اعتراضات واضحة لحالة السلامة التي طرحتها إسكوم، غير أنها تحتاج للتأكد بنسبة 100% من حل كل المشكلات قبل وقف الإنتاج وبدء أعمال الصيانة وإطالة الأمد.

ويترقب مرفق الكهرباء الجنوب أفريقي "إسكوم" الحصول على موافقات الهيئة النهائية خلال أسبوعين، تمهيدًا لبدء العمل لاستبدال مولدات البخار مطلع الشهر المقبل.

وتخضع عملية الصيانة بالكامل للمراجعة من قبل الهيئة التنظيمية الوطنية النووية؛ للوقوف على كيفية التأثير في الإمدادات خلال مدة توقف المحطة وانقطاع عمليات توليد الكهرباء بالمحطة، قبيل بدء أعمال الصيانة.

وأكدت إسكوم أن تلك الموافقات تصدر قبيل شهر من قطع التيار بالمحطة، مشيرة إلى أنها تعكف على دعم مشروع إنعاش محطة كويبرغ النووية، بما في ذلك إنهاء التسهيلات المتعلقة بتركيب واختبار الرافعات كبيرة الحجم اللازمة لعمليات التحميل.

عجز الكهرباء

تتزامن أعمال الصيانة وإطالة العمر الافتراضي في محطة كويبرغ للطاقة النووية مع مواجهة إمدادات الكهرباء في جنوب أفريقيا عقبات أدت إلى تخفيف للأحمال برقم قياسي سجل 1136 ساعة، العام الماضي، وخسارة قدرها 1773 غيغاواط/ساعة.

الطاقة النووية في جنوب أفريقيا
محطة كويبرغ للطاقة النووية في جنوب أفريقيا - الصورة من إي إس آي أفريكا

وخلال مدة الصيانة وإطالة الأمد -المُقدرة بـ5 أشهر لكل مفاعل نووي من مفاعلي المحطة- سيُخَفَّض إنتاج الكهرباء في جنوب أفريقيا بمقدار 900 ميغاواط تأثرًا بغلق محطة كويبرغ النووية.

ومن المتوقع أن تؤثر تلك المدة في خفض الأحمال خلال العام الجاري والربع الأول من العام المقبل، كذلك أي عمليات تأجيل أو إرجاء ستؤثر سلبًا في الأحمال، وفق موقع ماي برودباند الإلكتروني المعني بأخبار التكنولوجيا في جنوب أفريقيا.

ويواجه مشروع إطالة أمد المحطة قلقًا حول مدة الانتهاء من أعمال الصيانة والاستبدال، خاصة أن رخصة تشغيل محطة كويبرغ للطاقة النووية الحالية تنتهي عام 2024.

وعقب تلك المدة، تضطر الهيئة التنظيمية الوطنية النووية لإغلاق المحطة بالكامل (وخسارة إمدادات كهرباء تُقدر بـ1840 ميغاواط) لضمان أمان المفاعلات حتى انتهاء أعمال الصيانة وإعادة التشغيل وإصدار موافقات تشغيل جديدة.

وتعهدت إسكوم بالالتزام بشروط ومطالبات الهيئة التنظيمية الوطنية النووية، حتى إن اضطرت لتكثيف وتيرة العمل خلال مدة الإصلاح.

جرس إنذار

في المقابل، أطلق خبير الطاقة، تيد بلوم، جرس إنذار حذر خلاله من مواصلة أعمال إطالة أمد محطة كويبرغ النووية.

وأشار إلى أن تمديد عمل المحطة لـ20 عامًا أخرى -بخلاف 40 عامًا سابقة- قد يؤثر في قاطني المحيط السكني لها لأعمالها الهندسية القديمة ومشكلاتها المتزايدة، وفق ما نقلت عنه صحيفة آي ويتنس نيوز الجنوب أفريقية.

وأضاف أن أعمال إطالة أمد المحطة لن تكون على قدر من الأمان الكافي؛ لأنها غير مطابقة لتصميمات المحطات النووية الحديثة إذ بُنِيَت في سبعينات القرن الماضي؛ ما جعلها تفتقد ميزات الأمان الحديثة.

وأضاف بلوم أن الأفضل لتلك المحطة هو الإغلاق في موعدها المحدد له في عام 2024، لافتًا إلى أن محطة كويبرغ من الجيل الأول للمحطات النووية، بينما ما يُبنَى الآن محطات من الجيل الرابع.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق