محطة أدنوك للغاز المسال في الفجيرة قد تكون وجهة عالمية
يمكنها تغذية الطلب العالمي المتعطش للطاقة
مي مجدي
- تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة الغاز المسال الجديدة 9.6 مليون طن سنويًا
- شركة إنبكس اليابانية تخطط للمشاركة في المشروع
- أوروبا ستكون وجهة محتملة لأدنوك إذا كانت قادرة على إبرام عقود طويلة الأجل
- أوروبا قد تواجه صعوبة في تقديم التزامات طويلة الأجل بسبب أهداف الانبعاثات
- المشروع الجديد قيمة إضافية لأدنوك، وقد يحل محل المشروعات المتقادمة في المستقبل
بدأت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تطوير محطة للغاز المسال في ميناء الفجيرة لتعزيز صادراتها وسط ارتفاع الطلب العالمي.
ومن المتوقع أن تبغ القدرة الإنتاجية للشركة العملاقة من الغاز الطبيعي المسال نحو 9.6 مليون طن سنوي، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
وستصبح المحطة الجديدة أقل مشروعات الغاز المسال من حيث الكثافة الكربونية في العالم، من خلال دمج التقنيات الجديدة والاعتماد على الطاقة النظيفة.
ومن المقرر اكتمال المشروع بين عامي 2026 و2028، وربما لا يتماشى ذلك مع متطلبات أزمة الغاز الحالية، إذ تبحث الدول كافّة عن إمدادات بديلة وسريعة لتحل محل مصادر الطاقة الروسية.
إلا أن المحللين يرون أن محطة أدنوك للغاز المسال بالفجيرة في وضع يؤهلها لتلبية الطلب المتزايد على الوقود، إذا لم تسفر الأسعار المرتفعة عن تراجع الاستهلاك طويل الأجل، ولم تحجم اللوائح البيئية في أوروبا تلك السوق، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
جذب الاستثمارات
يأمل ميناء الفجيرة -الذي يُعد ثالث أكبر مركز لتزويد السفن بالوقود في العالم- الاستفادة من المشروع وجذب مساهمين جدد.
وستشمل محطة أدنوك للغاز المسال على خطي إنتاج بقدرة 4.8 مليون طن/سنة، وسيرفع قدرة الشركة الإماراتية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال إلى 15.6 مليون طن/سنوي، وبذلك ستكون منافسًا إقليميًا شرسًا لدولة قطر، التي تُعد -حاليًا- أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.
وتمتلك الشركة الإماراتية حصة بنسبة 70% في مشروع أدنوك للغاز المسال المشترك بجزيرة داس الواقعة في أقصى جنوب الخليج العربي، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية الحالية 6 ملايين طن متري/سنة.
بينما تشارك شركة ميتسوي اليابانية بنسبة 15%، وشركة النفط البريطانية بي بي بنسبة 10%، وشركة توتال إنرجي الفرنسية بنسبة 5%.
وتجري الشركة -حاليًا- محادثات مع شركائها للشراكة في مشروع الفجيرة الجديد، كما تعتزم شركة إنبكس اليابانية النظر في المشاركة، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة.
أزمة الغاز
يأتي مشروع أدنوك الجديد في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على الغاز المسال، وتخفيض روسيا إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، كما تسعى دول العالم إلى توفير الغاز بصفته وقودًا انتقاليًا ليحل محل النفط الخام الأكثر تلويثًا للبيئة.
ومنذ بداية العام الجاري (2022)، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا وآسيا إلى مستويات قياسية، وتتصارع أوروبا مع آسيا على شحنات الغاز المسال في سوق يعاني من شح الإمدادات.
وبلغ سعر الغاز المسال الفوري بمؤشر "جيه كيه إم" الآسيوي للتسليم في شمال شرق آسيا إلى مستويات قياسية خلال شهر مارس/آذار الماضي عند 84.76 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.
وقيّمت إس آند بي غلوبال بلاتس الأسعار في 4 يوليو/تموز عند 41.65 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.
وجهات الغاز المسال
في الوقت نفسه، اعتادت شركة أدنوك الإماراتية على إرسال الغاز المسال إلى آسيا، وحتى عام 2018 استحوذت اليابان على 90% من إنتاج الشركة بموجب اتفاقيات طويلة الأجل، لكنها سعت إلى تنويع قاعدة عملائها من خلال توقيع عقود متعددة السنوات.
ومنذ عام 2019، أصبحت الهند أكبر عميل للغاز المسال في دولة الإمارات، بناءً على بيانات الشحن لشركة كبلر، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وإضافة أوروبا كونها وجهة جديدة محتملة للغاز المسال من أدنوك يعتمد على عدة عوامل، أهمها القدرة على إبرام عقود طويلة الأجل.
وقال الباحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، جوناثان ستيرن، إن تحديد وجهة الغاز المسال مع بدء تشغيل المحطة سيعتمد على الأطراف الراغبة في توقيع عقود الوقود (على الأرجح آسيا)، والأوضاع في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، والأسعار.
ويرى أن الشركات الأوروبية ستواجه صعوبة في تقديم التزامات طويلة الأجل بسبب أهدافها المتعلقة بخفض الانبعاثات.
كما أشار تقرير صادر عن بلاتس أناليتيكس في 13 يونيو/حزيران الماضي، إلى عدم إرسال عملاء شركة أدنوك للغاز المسال أي شحنات إلى أوروبا رغم الأسعار الفورية المجزية.
وكشف عن أن آخر مرة تسلمت أوروبا شحنات من أدنوك للغاز المسال كانت في يونيو/حزيران 2009.
ومع دخول آسيا مرحلة الانخفاض الكبير في الطلب نتيجة ارتفاع أسعار الغاز المسال، قد تصبح أوروبا وجهة جذابة.
مشروعات جديدة
كانت أدنوك قد أعلنت في ديسمبر/كانون الأول زيادة في احتياطيات الغاز الوطنية بمقدار 16 تريليون قدم مكعبة، وبذلك يصل احتياطي الغاز في الإمارات إلى 289 تريليون قدم مكعبة.
ويمثّل مشروع الغاز المسال الجديد في الفجيرة قيمة إضافية لشركة أدنوك؛ نظرًا إلى تقادم المنشآت في جزيرة داس الواقعة بعيدًا عن الشاطئ.
بالإضافة إلى ذلك، يقع ميناء الفجيرة خارج مضيق هرمز في الخليج العربي، ويقلل ذلك من المخاطر الجيوسياسية.
وأوضح الباحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، جوناثان ستيرن، أن المشروع مهم لدولة الإمارات، وقد يحل محل محطة جزيرة داس في المستقبل التي يعود تاريخها إلى أواخر السبعينات.
كما يرى المدير العام لميناء الفجيرة، الكابتن موسى مراد، أن الميناء سيستفيد من تزايد أعداد ناقلات الغاز المسال، إذ يدرس إضافة خدمات تموين الغاز المسال، وسيجذب توافر الوقود الشركات الصناعية التي تستخدم الغاز بدلًا من الديزل لتنفيذ المشروعات.
توقعات الطلب
في المقابل، يرى الرئيس التنفيذي لشركة قمر إنرجي، روبن ميلز، أن استبدال أوروبا نحو 160 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سيخلق حاجة لتوفير المزيد من الغاز المسال على المدى المتوسط.
وقال: "يمكن للبائعين تحديد شروطهم في هذه المرحلة، إذ يدرك المشترون خطر التعرض لتقلبات الأسعار الفورية وارتفاعها، لكن السؤال هنا هو ماذا يعني (المدى الطويل) للمشترين الأوروبيين نظرًا إلى أهداف إزالة الكربون، هل هو 10 سنوات أو أكثر؟".
في الوقت نفسه، راجعت بلاتس أناليتيكس، توقعاتها للطلب على الغاز المسال في الهند، وخفضتها قرابة 10 مليارات متر مكعب يوميًا من عام 2022 حتى عام 2025 على خلفية ارتفاع الأسعار المتوقعة خلال هذه المدة.
وأشارت في تقرير صادر 29 أبريل/نيسان إلى أن الطلب في منطقة جنوب آسيا -التي كانت تُعد من المحركات الرئيسة للطلب العالمي على المدى المتوسط- يمكن أن يكون دون المستوى ويسجل هبوطًا وسط استمرار ارتفاع الأسعار الفورية ومحدودية العقود طويلة الأجل.
اقرأ أيضًا..
- مسؤولون: لا توجد أزمة وقود في ليبيا.. وصنع الله يختلق الأمر (فيديو)
- الطاقة المتجددة قد تلبي احتياجات الجزر الإندونيسية النائية من الكهرباء
- ألمانيا تواجه نقص الغاز الروسي بإجراءات تقشفية ومحطات إسالة