أسعار النحاس في أدنى مستوياتها منذ 17 شهرًا
ومخاوف من استمرار تأثير الركود الأميركي في المعادن
هبة مصطفى
تواصل مخاوف الركود تأثيرها في خفض أسعار المعادن، إذ سجلت أسعار النحاس أدنى مستوياتها في غضون 17 شهرًا، اليوم الثلاثاء 5 يوليو/تموز، في حين تستعد الصين للاستفادة من حرب أوكرانيا وتقلبات السوق بخطط تصدير للزنك.
وبالتزامن مع ذلك، شهدت أسعار المعادن كافة تراجعًا، إذ انخفض الألومنيوم بنسبة 2.7% والقصدير 3%، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ.
وتثير تقلبات أسواق المعادن وأسعارها، لا سيما النحاس، مخاوف القائمين على صناعات عدة، من بينها عمليات البناء وكذلك تصنيع السيارات العاملة بالطاقة الجديدة، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أسعار النحاس اليوم
سجل النحاس -خلال جلسات التداول اليوم ببورصة لندن للمعادن- انخفاضًا بنسبة 2.3% عند 7825 دولارًا للطن، في أدنى مستوى له منذ فبراير/شباط من العام الماضي (2021).
وتواجه المعادن والخامات المستخدمة في العمليات الصناعية والبناء وتصنيع السيارات الكهربائية وغيرها قيودًا، إذ سجلت المعادن أسوأ تراجع فصلي لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وأرجعت شركة سيتيك فيوتشرز للسمسرة والعقود الآجلة، انخفاض أسعار النحاس وتداولها تحت نطاق أقل من 8 آلاف دولار للطن، إلى مخاوف الركود الأميركي، متوقعة استمرار الانخفاض على الأمدين المتوسط والطويل.
وعلى نطاق آخر، تُشير التوقعات إلى مواجهة إمدادات النحاس عجزًا يتجاوز 6 ملايين طن بحلول نهاية العقد (2030)، بحسب ما سبق أن نشرته وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة مطلع العام الجاري (2022).
وحول توقعات الطلب، قدرت شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي أن يشهد الطلب على النحاس ارتفاعًا بنسبة 16%، ليصل إلى 25.5 مليون طن سنويًا بحلول المدة ذاتها.
ومن شأن ذلك التأثير في الصناعات المعتمدة على النحاس ومن ضمنها تقنيات الطاقة المتجددة والبنية التحتية كتوربينات الرياح والألواح الشمسية وصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات.
- عجز إمدادات النحاس يهدد الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية
- مقال - النحاس اللاعب الرئيس في ثورة تحول الطاقة
- استخدامات متعددة.. كيف يؤدي معدن الزنك دورًا مهمًا في تحول الطاقة؟
الصين وصادرات الزنك
موجة هبوط أسعار المعادن لم تطل النحاس وحده، إذ يُرجح محللون استمرار تراجع الزنك المستخدم في جلفنة الصلب أيضًا.
وبالتزامن مع انخفاض تداولات المعادن، تتصدر الصين المشهد لسد العجز الذي برز بقوة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وتستعد لتصدير فائض الاستهلاك المحلي من الزنك إلى الدول الغربية باعتبارها أكبر منتجيه.
وتعوّل مؤسسة "يو بي إس" للخدمات المالية على تدهور الطلب وظهور الصين مُصدّرًا صافيًا للزنك للتخفيف من القيود المفروضة على المعدن.
ويؤدي الزنك دورًا مهمًا في دعم تقنيات الطاقة النظيفة، وتُقدر سوقه بنحو 40 مليار دولار سنويًا، بالإضافة إلى أنه يحتل المرتبة الـ4 ضمن قائمة المعادن الأكثر استخدامًا بعد الحديد والألومنيوم والنحاس.
وتذهب 60% من استخدامات الزنك إلى صالح عمليات جلفنة الحديد والصلب للحماية من الصدأ، غير أنه ظهر مؤخرًا دور مهم للزنك في عملية انتقال الطاقة والتوسع بالسيارات الكهربائية.
وتمثّل بطاريات الزنك أيون مصدر أمان يفوق بطاريات الليثيوم أيون ضمن خطوات تصنيع السيارات الكهربائية، إذ يعوّل عليه في تجنُّب حرائق بطاريات الليثيوم المنتشرة مؤخرًا.
اقرأ أيضًا..
- أوبك: صناعة النفط والغاز تحت الحصار.. ونحتاج نفط إيران وفنزويلا
- وزير الكهرباء اليمني للطاقة: ندرس مشروعات طاقة شمسية.. والسعودية تواصل دعمها لنا
- روسيا تحذر: أسعار النفط ستتجاوز 400 دولار.. واليابان تدفع الثمن
- توقعات سهم لوسيد في 2022.. هل يتوقف نزيف الخسائر؟
- أسعار البنزين المحلية في الدول العربية.. استقرار في السعودية والجزائر وأزمة بالمغرب ولبنان (تقرير)