سريلانكا ترفع أسعار الوقود 22% في أسوأ أزمة طاقة منذ 7 عقود

والحكومة تطلب من مليون موظف العمل من المنزل

أمل نبيل

2022-06-26

0 411

رفعت سريلانكا أسعار الوقود اليوم الأحد 26 يونيو/حزيران 2022، بنسبة تصل إلى 22%، رغم نفاد إمدادات البلاد من الديزل والبنزين تقريبًا، بعد تأجيل العديد من الشحنات المتعاقَد عليها بسبب الأزمات المالية.

وتكافح الدولة الواقعة في جنوب آسيا لتأمين إمدادات جديدة من الوقود، بحسب تصريحات وزير الطاقة، كانشانا ويجيسيكيرا، التي اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.

وتعاني سريلانكا، التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، من تراجع إمدادات الوقود إلى 15 ألف طن من البنزين والديزل، تكفي بالكاد لتشغيل الخدمات الأساسية في البلاد خلال الأيام المقبلة، بحسب رويترز.

أزمة في إمدادات الوقود

تتعرض الجزيرة الآسيوية لأسوأ أزمة مالية لها منذ 7 عقود، مع انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي إلى مستويات قياسية، وهو ما جعل البلاد عاجزة عن سداد قيمة الواردات الأساسية، بما في ذلك الوقود والغذاء والدواء.

وقال وزير الطاقة في تصريحات صحفية: "نحن نكافح للعثور على مورّدين، في ظل رفض الشركات قبول خطابات الاعتماد من مصارفنا".

وأضاف: "هناك أكثر من 700 مليون دولار مستحقات متأخرة علينا، لذلك فإن المورّدين يريدون الآن دفعات مقدّمة".

وفي الشهرين الماضيين، تلقّت سريلانكا إمدادات الوقود من خلال خط ائتمان هندي بقيمة 500 مليون دولار، والذي نُفِّذ في منتصف يونيو/حزيران الجاري.

وقال وزير الطاقة في سريلانكا، كانشانا ويجيسيكيرا، إن شحنة بنزين كان من المقرر أن تصل يوم الخميس الماضي 23 يونيو/حزيران، لم تأتِ، ولم يُحَدَّد موعد شحنات جديدة بعد.

وتابع: "متبقٍّ لدينا 9 آلاف طن متري من الديزل و6 آلاف طن متري من البنزين.. نحن نبذل قصارى جهدنا للحصول على مخزون جديد، ولكننا لا نعرف متى سيكون ذلك".

وأضاف أن بلاده أغلقت مصفاة التكرير الوحيدة لديها؛ بسبب نقص النفط الخام.

يُذكر أن المصفاة كانت قد عادت للعمل في وقت سابق من هذا الشهر، باستخدام 90 ألف طن من الخام الروسي اشتُرِيَت من خلال شركة "كورال إنرجي، ومقرّها دبي، بشروط ائتمانية لمدة شهرين.

أسعار الوقود في سريلانكا

قالت شركة سيلان بتروليوم، الأحد، إنها رفعت سعر الديزل المستخدم على نطاق واسع في وسائل النقل العامّ، بنسبة 15% إلى 460 روبية (1.27 دولار) للّتر، بينما زادت البنزين بنسبة 22% إلى 550 روبية (1.52 دولارًا).

ودفع ارتفاع أسعار الوقود، في مايو/أيار الماضي، التضخم إلى 45.3%، عند أعلى مستوى له منذ عام 2015.

يقول وزير الطاقة، إن الناس الذين ينتظرون إمدادات الوقود، ويقفون في صفوف طويلة خارج محطات البنزين، من غير المُرجّح أن يحصلوا على الوقود، إذ ستوجه الحكومة المخزونات المتبقية للنقل العامّ وتوليد الكهرباء والخدمات الطبية.

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، أجبرت أزمة نقص الوقود سريلانكا على قطع التيار الكهربائي لأوقات طويلة، حسبما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وقال ويجيسكيرا، إن قوات الجيش انتشرت في محطات الوقود لقمع الاضطرابات، مضيفًا أن الموانئ والمطارات ستُمنَح حصصًا من الوقود.

والأسبوع الماضي، فتحت القوات النار لقمع أعمال شغب بمحطة وقود في فيسوفامادو، على بعد 365 كيلو مترًا (228 ميلًا) شمال كولومبو.

وقالت الشرطة، إن 4 مدنيين و3 جنود أصيبوا في أول مرة استخدم فيها الجيش الذخيرة الحية لاحتواء الاضطرابات المرتبطة بالأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وبشكل منفصل، طلبت الحكومة اليوم الأحد من نحو مليون موظف عامّ، العمل من المنزل حتى إشعار آخر.

إعانات دولية

وصل وفد رفيع المستوى من وزارتي الخزانة والخارجية الأميركية إلى كولومبو -عاصمة سريلانكا- في زيارة تستغرق 3 أيام، اليوم الأحد، لتقييم الموقف.

وقالت السفيرة الأميركية جولي تشونغ في بيان: "في الوقت الذي يتحمل فيه السريلانكيون بعض أعظم التحديات الاقتصادية في تاريخهم، فإن جهودنا لدعم النمو الاقتصادي وتقوية المؤسسات الديمقراطية لم تكن أكثر أهمية من أيّ وقت مضى".

وأضافت أن السفارة الأميركية خصصّت تمويلًا جديدًا بقيمة 158.75 مليون دولار، خلال الأسبوعين الماضيين، لمساعدة شعب سريلانكا، بحسب صحيفة الغارديان.

وأصدرت الأمم المتحدة نداءً طارئًا لجمع 47 مليون دولار لإطعام الفئات الأكثر ضعفًا من سكان الجزيرة، البالغ عددهم 22 مليون نسمة.

وبسبب عدم قدرتها على سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار، أعلنت الحكومة أنها تخلّفت عن سداد ديونها في أبريل/نيسان الماضي، وتتفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ محتملة.

ويوجد حاليًا فريق من صندوق النقد الدولي في سريلانكا؛ لإجراء محادثات حول حزمة إنقاذ محتملة بقيمة 3 مليارات دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..