مكافحة التغير المناخي تتيح فرصة استثمارية قيمتها 130 تريليون دولار
نوار صبح
- انبعاثات غازات الدفيئة وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها في تاريخ البشرية
- تكلفة عدم اتخاذ إجراء مناخي تفوق بكثير تكلفة اتخاذ الإجراءات
- الصين لديها الآن نظام تداول الانبعاثات لتسعير الكربون
- انخفضت تكاليف طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 85% على مدار العقد الماضي
تتطلّب مكافحة التغير المناخي بحلول عام 2050 استثمارات تُقدّر قيمتها بتريليونات الدولارات، حسب تقرير اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
وسيكون الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مستحيلًا دون إجراء تخفيضات فورية وعميقة للانبعاثات في جميع القطاعات، حسبما قال مساعد رئيس مجموعة العمل الثالثة التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (آي بي سي سيس)، البروفيسور جيم سكيا.
وقد أصدرت مجموعة العمل الثالثة تقريرًا بعنوان "التغير المناخي لعام 2022.. الحد من التغير المناخي"، الذي لخّص التقدم العالمي في مجال الحدّ من آثار التغير المناخي حتى الآن، وفقًا لما نشرته شركة الاستثمار العالمية (إيه بي آر دي إن) "abrdn"، ومقرها المملكة المتحدة.
الحدّ من آثار التغير المناخي
تتضمّن مكافحة التغير المناخي والحد من آثاره المسارات المطلوبة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، بالإضافة إلى الدور الذي يمكن أن تقدمه القطاعات المختلفة لتحقيق تلك الأهداف.
ويتطلّب تفادي النتائج الكارثية للتغير المناخي أن تبلغ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ذروتها قبل عام 2025 ثم تنخفض إلى النصف تقريبًا (43%) من مستويات عام 2019 بحلول عام 2030.
ويرى محللون أن مسار خفض الانبعاثات الحالي لا يتوافق مع تلك المهمة.
فقد وصلت انبعاثات غازات الدفيئة -التي ارتفعت بأكثر من 54% منذ عام 1990- إلى أعلى مستوياتها في تاريخ البشرية، حسب بيانات اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
ويتوقع العلماء أن يبقى مستوى الاحترار العالمي في نطاق 3 درجات مئوية، حتى لو حققت البلدان إسهاماتها المحددة وطنيًا، مشيرين إلى أن تكلفة عدم اتخاذ إجراء مناخي تفوق بكثير تكلفة اتخاذ الإجراءات.
مؤشرات متفائلة
تبذل دول العالم جهودًا حثيثة لإزالة الكربون، وبرز العديد من الاتجاهات الواعدة، إذ طبّقت الشركات تقنيات خفض الانبعاثات في العديد من القطاعات المتعلقة بالمناخ.
وقد أدى ذلك إلى تحفيز المنافسة وتحسين التكنولوجيا ووفورات الحجم. وانخفضت تكاليف التقنيات الرئيسة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 85% على مدار العقد الماضي، على عكس ما كان متوقعًا في بادئ الأمر.
وفي المقابل، وصف بعض النقاد أزمة التغير المناخي بأنها أكبر فشل للسوق. ولذلك بدأ صناع السياسة في العمل، وأصبح العديد منهم يستوعبون تكلفة الانبعاث. وبدأت أدوات مثل نظام تداول الانبعاثات (إي تي إس) التابع للاتحاد الأوروبي في إظهار قيمتها.
تُجدر الإشارة إلى أن الصين، أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم، لديها الآن نظام تداول الانبعاثات لتسعير الكربون.
بدورها، تكتسب الحكومات فهمًا عميقًا لفوائد تحول الطاقة. فقد نشرت الحكومتان البريطانية والألمانية مؤخرًا إستراتيجياتهما بشأن أمن الطاقة، التي اعتمدت بصفة كبيرة على الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسي.
ودعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ دول العالم إلى القيام بـ3 أشياء، هي: مضاعفة جهود تقليل الانبعاثات الحالية، وتسريع الموجة التالية من إزالة الكربون، واتخاذ الإجراءات الفورية لمكافحة التغير المناخي.
الفرص الاستثمارية الكبيرة
تقدر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن العالم يجب أن يستثمر ما يقرب من 130 تريليون دولار في إزالة الكربون قبل عام 2050.
وتُعدّ هذه فرصة كبيرة للشركات التي تقدم حلولًا لانتقال الطاقة، عدا عن كونها فرصة مهمة للمستثمرين الذين يمكنهم تحديد ودعم الأعمال التي تحقق تأثيرًا عاليًا وعائدات مالية. وتجلت هذه العوامل في أداء عدد الشركات المتوافقة مع تحول الطاقة.
- قطر تبدي رغبتها الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة في مصر
- هل تدعم الطاقة الشمسية خطط أوروبا للتخلص من الوقود الروسي؟
اعتبارات المستثمرين
ألحق وباء كوفيد-19 أضرارًا كبيرة في الاقتصاد الكلي في العقد الماضي، وتعطلت سلاسل التوريد ماديًا. لذلك، ترفع البنوك المركزية من الولايات المتحدة إلى أستراليا أسعار الفائدة للإسراع في معالجة التضخم المتزايد.
وتشعر الشركات غير القادرة على إدارة ارتفاع التكاليف والتأخير في العرض بالقلق من هذه التطورات.
كما تضررت الشركات الناشئة جرّاء ذلك، إذ يبحث المستثمرون عن الأسهم الدفاعية ذات التقييمات المنخفضة، وفق ما اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
ويرى المحللون أنه على المستثمرين التفكير في أنه بينما يحتاج العالم بصفة عاجلة إلى تسريع مكافحة التغير المناخي، فإن من شأن تحول الطاقة "غير المنضبط" أن يوجد مخاطر عديدة، وأن على الشركات إعادة تكوين سلاسل التوريد لديها لمواكبة الأوضاع الراهنة في السوق.
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يتدفق إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط هربًا من العقوبات الأوروبية
- الطاقة المتجددة في موريتانيا تشهد 5 مشروعات رائدة (إنفوغرافيك)
- ملف الطاقة في العراق.. لؤي الخطيب يرصد الأزمة وأبرز التحديات (تقرير)