أسعار النفط تُجبر شركة الطيران الأسترالية على خفض عدد رحلاتها
بدءًا من يوليو وحتى نهاية مارس المقبل
مي مجدي
أعلنت خطوط كانتس الجوية، خفض رحلاتها الداخلية بنسبة 10% على الأقل حتى مارس/آذار المقبل (2023)، لمواجهة أسعار النفط القياسية.
وقالت شركة الطيران الرسمية الأسترالية، يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران، إنها ستخفّض الرحلات الجوية في أستراليا من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول بنسبة 15%، إلى جانب إلغاء قرابة 10% من الرحلات الجوية من أكتوبر/تشرين الأول وحتى نهاية مارس/آذار (2023)، حسب بلومبرغ.
ويسلّط القرار الضوء على العبء الواقع على شركات الطيران، إذ أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط ووقود الطائرات.
ومن المتوقع أن يرتفع أعداد الركاب إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بدءًا من اليوم الجمعة 24 يونيو/حزيران، مع بدء العطلات المدرسية في فيكتوريا وكوينزلاند، وستغلق المدارس أبوابها بعد أسبوع في نيو ساوث ويلز وأستراليا الغربية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطة كانتاس
مع ارتفاع الطلب على السفر، من المفترض أن يدعم خفض السعة الشركة من الناحية المالية، لا سيما أن رحلاتها المتبقية ستشهد نموًا في أعداد الركاب، وستتعرض لضغوط بسيطة لخفض أسعار التذاكر.
ووفقًا لبيان صادر عن الشركة، تتوقع أن يُسهم خفض السعة إلى جانب الطلب القوي على السفر الدولي والمحلي في تعويضها عن التكلفة المرتفعة للوقود التي تشير إليها أسعار النفط المستقبلية.
كما اتخذت شركة الطيران تدابير للتصدي إلى الفوضى التي لحقت بالمطارات الرئيسة في أستراليا، إذ تكافح الصناعة للتعامل مع انتعاش الركاب.
وزادت الشركة عدد موظفي المناولة الأرضية بنسبة 15% مقارنة بعيد الفصح، و20% من الموظفين الاحتياطيين للاستعانة بهم في حالات الطوارئ.
وأضافت الشركة -أيضًا- أكشاكًا جديدة لتسجيل إجراءات الوصول والأمتعة، فضلًا عن منح قرابة 19 ألف موظف مكافأة قدرها 5 آلاف دولار عند التوقيع على عقود جديدة.
بينما لم تعلن كانتاس أي تغيير في الرحلات الجوية الدولية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تقليل الفوضى
تعرّضت شركة الطيران الأسترالية لانتقادات من المسافرين لأسابيع بسبب إلغاء الرحلات الجوية أو تأخرها.
ويرى الرئيس التنفيذي للشركة، آلان جويس، أن خفض الشركة للرحلات الداخلية لن يؤدي إلى تفاقم الفوضى في المطارات.
وخلال مؤتمر صحفي، قال جويس إن القرار سيساعد في تهدئة الفوضى، موضحًا أن أسعار النفط دفعتهم إلى خفض السعة، إذ تشتري الشركة الوقود بقيمة 4 مليارات دولار سنويًا، وتجاوزت فاتورة الوقود الحدود -مؤخرًا-.
وتابع: "نعتقد أن الوضع سيتسم بالمرونة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وربما الأداء الحالي للشركة ليس كما نأمل، لكنه سيتحسن خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
وأضاف أن كانتس تمكنت من تعويض تكلفة ارتفاع أسعار الوقود في السوق الدولية من خلال الأسعار المرتفعة، لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك في السوق المحلية.
وجاء الإعلان في وقت تراجعت فيه مستويات أداء كانتس، وتكافح المطارات الأسترالية لتأمين عدد كافٍ من العمال بعد تسريح الكثير منهم خلال جائحة كورونا.
وخلال الأسبوع الماضي، أقام مطار سيدني معرض توظيف من أجل مساعدة الشركات على توظيف 5 آلاف موظف.
وأشار المحلل في مؤسسة بارينجوي ريسيرش، مات رايان، إلى أن التحركات لخفض الرحلات الجوية الداخلية سيساعد كانتس في التخفيف من حدة ارتفاع أسعار النفط، التي أضافت أكثر من مليار دولار إلى فاتورة الوقود.
تداعيات أسعار النفط
سبق أن صرّح رئيس شركة دلتا إيرلاينز، إد باستيان، بأن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى زيادة أسعار تذاكر الطيران بنسبة 10%، حسبما نشر موقع بي بي سي.
وقال إن طيران الإمارات والخطوط الجوية اليابانية وإير آسيا من بين شركات الطيران الكبرى التي فرضت رسومًا إضافية على التذاكر لتغطية التكلفة المرتفعة لوقود الطائرات.
وتحاول العديد من شركات الطيران حماية نفسها عن طريق شراء الوقود مسبقًا.
وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها خلال 14 عامًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ووصلت إلى قرابة 130 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف نقص الإمدادات مع إعلان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرض حظر على استيراد النفط الروسي في مارس/آذار.
اقرأ أيضًا..
- لماذا تراجعت صادرات الغاز المسال للدول العربية رغم إغراء الأسعار؟ (إنفوغرافيك)
- الصراع على قيادة النفط الليبي.. الدبيبة يقيل صنع الله والصراعات تجمّد القرارات
- النفط الروسي يتدفق إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط هربًا من العقوبات الأوروبية