4 عوامل تتحكم بأسعار البنزين في الولايات المتحدة (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تتصدر قفزة أسعار البنزين في الولايات المتحدة العناوين الرئيسة يوميًا، مع تبادل الانتقادات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وبين شركات النفط، وسط أزمة بطلها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتجاوز متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة مؤخرًا مستوى 5 دولارات للغالون، لأول مرة على الإطلاق، وسط توقعات بارتفاعه إلى 6 دولارات بحلول نهاية الصيف، بحسب البنك الأميركي جيه بي مورغان.
وهناك 4 عوامل رئيسة تؤثّر في أسعار البنزين في الولايات المتحدة، كما يوضح موقع فيجوال كابيتاليست (visualcapitalist) نقلًا عن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهي:
- أسعار النفط الخام. (نسبة التأثير 54%).
- تكاليف التكرير. (نسبة التأثير 14%).
- الضرائب. (نسبة التأثير 16%).
- تكاليف التوزيع والتسويق. (نسبة التأثير 16%).
وبحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، فإن أسعار النفط الخام تُشكّل أكثر من نصف تكلفة البنزين، في حين تتوزع النسبة المتبقية بين العوامل الثلاثة الأخرى.
أسعار النفط الخام
تُعَدّ أسعار النفط المحدد الرئيس لمتوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة بنسبة 54%؛ ما يعني أن هذه الأسعار التي تتأثّر إلى حدّ كبير بالطلب والمعروض العالمي، خارج سيطرة أميركا.
وعلى الرغم من كونها أكبر منتج للنفط في العالم، ما تزال الولايات المتحدة مستوردًا صافيًا للنفط الخام، وتأتي غالبية الواردات من كندا والمكسيك والسعودية، ما يجعلها أكثر عُرضة لتقلّبات أسعار الخام عالميًا.
ويمكن لعدد من العوامل الجيوسياسية أن تؤثّر في سوق النفط الخام؛ إذ يُعدّ الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي دفع خام برنت للارتفاع بنحو 60% ليصل قرب مستويات 120 دولارًا للبرميل، أحدث مثال على ذلك.
وفي الغالب، تكون منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، التي تأسست عام 1960، المؤثّر الأكبر في سوق النفط العالمية، كونها تُمثّل 60% من الإمدادات المتداولة دوليًا.
وتاريخيًا، ارتبطت أسعار النفط بالتغيّرات في إنتاج أوبك- الذي تحدده المنظمة للدول الأعضاء الـ13، قبل أن يتكوّن تحالف أوبك+ في عام 2016، والذي يضم أعضاء أوبك ومنتجين من خارجها بقيادة روسيا.
تكاليف التكرير
تؤثّر تكاليف تكرير النفط في أسعار البنزين بنسبة 14%؛ إذ يحتاج الخام للمعالجة في مصافي التكرير، قبل أن يتحول إلى مشتقات نفطية قابلة للاستخدام، مثل البنزين.
وتمتلك الولايات المتحدة العديد من مصافي التكرير، لكن أكبر مصفاة في البلاد مملوكة لشركة أرامكو السعودية بسعة 607 آلاف برميل يوميًا.
وتختلف التكلفة الدقيقة للتكرير، اعتمادًا على عدد من العوامل، مثل نوع النفط الخام المستخدم وتكنولوجيا المعالجة المتاحة في المصفاة ومتطلبات البنزين في بعض الولايات.
وتعجز مصافي التكرير في الولايات المتحدة -غالبًا- عن مواكبة الطلب على النفط؛ إذ لم تُضِف البلاد أيّ مصفاة جديدة منذ عام 1977، وتفاقم الأمر بعد وباء كورونا، الذي أدّى إلى إغلاق العديد من المصافي، بحسب التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
الضرائب
تؤدي الضرائب الفيدرالية دورًا مهمًا في تحديد أسعار البنزين داخل الولايات المتحدة؛ إذ تبلغ حصتها النسبية 16%.
ويبلغ متوسط ضريبة البنزين في جميع أنحاء الولايات المتحدة 0.57 دولارًا للغالون، مع وجود بعض الاختلافات من ولاية إلى أخرى، كما توضح أرقام أكبر 5 ولايات أميركية من حيث معدل الضرائب:
- كاليفورنيا (0.87 دولارًا للغالون).
- إلينوي (0.78 دولارًا للغالون).
- بنسلفانيا (0.77 دولارًا للغالون).
- هاواي (0.77 دولارًا للغالون).
- نيو جيرسي (0.69 دولارًا للغالون).
وفي العادة، تنفق الولايات الأميركية صاحبة الضرائب المرتفعة، الأموالَ الإضافية على تحسين البنية التحتية أو النقل المحلي.
وعلى سبيل المثال، ضاعفت ولاية إلينوي الضرائب على البنزين عام 2019 بجزء من خطة بقيمة 45 مليار دولار، لتحسين البنية التحتية.
تكاليف التوزيع والتسويق
تُشكّل تكاليف التوزيع والتسويق نسبة 16% في تحديد أسعار البنزين بأميركا؛ كونها المرحلة الأخيرة قبل وصول الوقود إلى المستهلك النهائي.
وتأتي غالبية شحنات البنزين من المصافي عن طريق خطوط الأنابيب إلى المحطات القريبة من مناطق الاستهلاك، إذ يُعالج بصورة أكبر -يمكن مزجه بمنتجات أخرى مثل الإيثانول- للتأكد من أنه يُلبي متطلبات السوق أو معايير الولاية المحلية.
وبعد ذلك، تتولى محطات الوقود مهمة توزيع المنتج النهائي على المستهلك، مع وجود اختلاف في تكلفة تشغيل محطات الوقود.
ويأتي ذلك بالنظر إلى أن بعض محطات الوقود مملوكة ومدارة من قبل مصافٍ ذات علامات تجارية كبيرة، مثل شيفرون، في حين إن بعضها الآخر تملكه شركات مستقلة وتعمل على نطاق أصغر.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع أسعار البنزين في أميركا.. المسؤولية عالقة بين إدارة بايدن وشركات النفط (تقرير)
- أسعار البنزين في أميركا ترتفع لأعلى مستوى منذ 2012
اقرأ أيضًا..
- الغاز النرويجي.. هل يكفي لتلبية احتياجات المملكة المتحدة من الطاقة؟
- إنتاج الليثيوم في أوروبا يواجه خطرًا جديدًا يهدد صناعة البطاريات (تقرير)