النفط الروسي يتدفق إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط هربًا من العقوبات الأوروبية
أمل نبيل
- احتدام المنافسة على السوق الأسيوية بين روسيا والسعودية وأميركا
- روسيا تزيد إمدادات البنزين والنافثا إلى أفريقيا والشرق الأوسط
- بلغ إجمالي إمدادات البنزين والنافثا الروسية إلى الإمارات وسلطنة عمان قرابة 550 ألف طن
- دول أفريقيا تستقبل مليون طن من شحنات الديزل الروسي منذ بداية العام
- تراجع أسعار الديزل والبنزين الروسي بسبب العقوبات الغربية
أجبرت العقوبات الغربية على النفط الروسي، موسكو للبحث عن أسواق بديلة في دول الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، عبر تقديم خصومات جاذبة تصل إلى 30 دولارًا للبرميل.
وكان الاتحاد الأوروبي قد خفض وارداته ببطء من الخام والوقود الروسي منذ مارس/آذار الماضي، في ردّ فعل للهجوم العسكري الذي شنّته موسكو على كييف في فبراير/شباط الماضي.
كما يعتزم الاتحاد الأوروبي تطبيق حظر كامل على النفط الروسي بحلول نهاية العام الجاري (2022)، مع استثناء المجر ودولتين أخريين، بحسب رويترز.
وأظهرت بيانات "ريفينيتيف إيكون" التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة، أن روسيا زادت من إمدادات البنزين والنافثا إلى أفريقيا والشرق الأوسط، في الوقت الذي تكافح فيه لبيع الوقود في أوروبا، بينما تستحوذ آسيا على الكميات الأكبر من الخام الروسي.
وقفزت واردات النفط الآسيوية من موسكو بنحو 347%، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بناءً على متوسط المدة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2022، بحسب بيانات شركة الأبحاث ريستاد إنرجي.
بوصلة جديدة للنفط الروسي
من المُرجّح أن يسهم تغيير واجهة خام موسكو إلى آسيا في زيادة المنافسة على العملاء الآسيويين بين أكبر 3 مورّدين لآسيا: روسيا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
واستغل المشترون الآسيويون التراجع الأوروبي لزيادة مشترياتهم من النفط الروسي، على الرغم من أن آسيا ليست سوقًا معتادة للوقود الروسي، إذ تُكرر دول القارّة نفطًا أكثر مما تحتاجه، وهي مُصدّر صافٍ للوقود.
وتهيمن الصين والهند على شحنات النفط الخام المتدفقة من روسيا إلى آسيا، وبلغ متوسط الشحنات المنقولة بحرًا إلى الصين نحو مليون برميل يوميًا، في حين استقبلت الهند أكثر من 600 ألف برميل يوميًا.
وأصبح العثور على منافذ جديدة مثل أفريقيا والشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لروسيا، لحماية حصتها في الأسواق العالمية، وتجنّب حدوث انخفاض أعمق في صادرات النفط وإنتاجه.
وخفضت العقوبات الغربية صادرات المنتجات المكررة الروسية من نحو 3.25 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، إلى 2.5 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار وأبريل/نيسان، لكن صادراتها من الخام لم تتأثر.
و"يبدو أن أفريقيا والشرق الأوسط هما خياران رئيسان لمورّدي المنتجات النفطية الروسية، لذلك من المتوقع أن تتدفق المزيد من الشحنات إلى هناك في النصف الثاني من العام الجاري، مع اقتراب الحظر الأوروبي"، بحسب رويترز.
وصدّرت روسيا أكثر من 2.5 مليون برميل يوميًا من الخام، ونحو مليوني برميل من الوقود إلى أوروبا، قبل فرض عقوبات على القطاع المالي الروسي.
إمدادات البنزين والنافثا
زادت شركات النفط الروسية في الآونة الأخيرة إمداداتها من البنزين والنافثا إلى أفريقيا والشرق الأوسط عبر بحر البلطيق، وقبل العقوبات كانت معظم الإمدادات الروسية تُصّدَّر عبر موانئ البحر الأسود.
ووُرِّدَ ما لا يقلّ عن 5 شحنات تحمل نحو 230 ألف طن من البنزين والنافثا خلال المدة من مايو/أيار إلى يونيو/حزيران، من ميناء أوست لوغا على بحر البلطيق إلى مدينة صحار في عُمان، وإلى منصّة نفط الإمارات في الفجيرة، بناءً على بيانات ريفينيتيف.
وأظهرت البيانات أن إجمالي إمدادات البنزين والنافثا من الموانئ الروسية إلى الإمارات وسلطنة عمان بلغت قرابة 550 ألف طن هذا العام، في حين لم يشهد عام 2021 تدفّق أيّ واردات من الوقود الروسي إلى هاتين الدولتين.
وتمتلك الفجيرة ثالث أكبر مركز للتزويد بالوقود في العالم بعد سنغافورة وروتردام، وفقًا لبيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
وفي الأشهر الأخيرة، كانت نيجيريا والمغرب وجهات رئيسة في أفريقيا للبنزين والنافثا الروسي، بحسب بيانات ريفينيتيف، كما وُرِّدَ العديد من الشحنات إلى السنغال، والسودان، وساحل العاج، وتوغو.
وبلغ إجمالي الإمدادات الشهرية من البنزين الروسي والنافثا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة نحو 200 ألف طن، بما في ذلك الكميات المشحونة من موانئ التخزين في لاتفيا وإستونيا.
ووصلت شحنات الديزل الروسي للدول الأفريقية إلى مليون طن منذ بداية العام، ارتفاعًا من 0.8 مليون طن في المدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2021، وتصّدرت السنغال وتوغو قائمة الدول المستوردة لهذه الشحنات.
وفي مايو/أيار الماضي، قفزت واردات زيت الوقود الروسي إلى مركز النفط الإماراتي في الفجيرة بشكل حادّ.
وزيت الوقود هو منتج ثانوي لتكرير النفط الخام إلى منتجات أخفّ وأنظف، مثل وقود الطرق، كما يستخدم وقودًا للشحن أو في توليد الكهرباء أو مادة وسيطة لبعض وحدات التكرير التي تقوم بترقيته إلى أنواع أخرى من الوقود.
أسعار الديزل والبنزين
قال تجّار نفط، إنه على الرغم من ارتفاع تكاليف الشحن، فإن إمداد أفريقيا والشرق الأوسط بمنتجات النفط الروسية يساعد الشركات التجارية على الحفاظ على تحقيق هوامش ربح، في ظل صعوبة بيع المنتجات النفطية في أوروبا بسبب العقوبات.
وتوقفت كبرى شركات الطاقة، مثل شل وبي بي وتوتال إنرجي، عن شراء شحنات النفط الخام والمنتجات المكررة من أصل روسي، قبل شهور من قرار الاتحاد الأوروبي بحظر خام موسكو.
وأدى التغيير في سوق الصادرات الروسية إلى تفاوت غير مسبوق في السوق المحلية، إذ يُتداوَل الديزل حاليًا بسعر أعلى بنسبة 30 إلى 40% من البنزين، وعادةً ما يكون سعر البنزين أعلى من سعر الديزل.
وكانت روسيا تُصدذر البنزين والنافثا في السابق إلى مراكز تجارية أوروبية، لكنها اضطرت للتوجّه إلى أفريقيا والشرق الأوسط وسط ضعف الطلب في أوروبا، ونتيجة لذلك، انهارت الأسعار المحلية لهذه المنتجات بسبب وفرة المعروض.
ويُتداوَل البنزين الروسي بأقلّ من 250 إلى 300 دولارًا للطن، من المنتج الأوروبي غير الخاضع للعقوبات، والذي قُيِّم مؤخرًا بنحو 1330 دولارًا للطن، في حين تُتداول شحنات الديزل الروسي بانخفاض قدره 40 إلى 50 دولارًا فقط للطن عن نظيره الأوروبي، بسبب قوة الطلب عليه.
موضوعات متعلقة..
- هل تتراجع أوروبا عن حظر النفط الروسي بعد ارتفاع تدفقاته؟
- النفط الروسي يحقق مستويات جديدة على صعيد الإنتاج والصادرات
- 3 طرق خفية لنقل النفط الروسي وسط العقوبات الغربية
اقرأ أيضًا..
- شل تعتزم حفر آبار استكشافية جديدة بمناطق امتيازها في مصر
- انخفاض تدفقات الغاز الروسي يجبر ألمانيا على تفعيل خطة الطوارئ
- سعة تكرير النفط وأزمة الوقود بعد كورونا وحرب أوكرانيا.. الرابحون والخاسرون