ارتفعت تدفقات النفط الروسي إلى أوروبا وتركيا إلى أعلى مستوى لها خلال شهرين تقريبًا، ما يعكس تراجعًا واضحًا في الموقف الأوروبي المتشّدد تجاه خام موسكو.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يتضمن حظرًا فوريًا لقرابة 75% من النفط الروسي المنقول بحرًا، ترتفع إلى 90% بحلول نهاية العام الجاري 2022، بحسب بيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
واستحوذت مصافي النفط في القارة الأوروبية على 1.84 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرغ.
وكانت هذه ثالث زيادة أسبوعية على التوالي، ويرجع الأمر إلى شركة "ليتاسكو" الذراع التجارية لأكبر منتج للنفط في روسيا "لوك أوبل"، التي زادت من شحنات الخام الأسود التي تنقلها عبر مصافيها في دول البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى شراء تركيا المزيد من شحنات النفط الروسي.
وفي مارس/آذار، كانت 7.42 مليون برميل من النفط الروسي متجهة إلى تركيا، وفقًا لبيانات شركة كبلر.
ويمكن أن يسهم قرار الحظر الأوروبي لصادرات روسيا من الخام في تكبّد البلاد خسائر تصل إلى 22 مليار دولار.
النفط الروسي في آسيا
تشير البيانات إلى أن بعض الدول والشركات قد تراجعت عن قرار التوقف عن شراء النفط الروسي، الذي يباع بأسعار مغرية في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، وما أعقبه من توقف بعض الشركات عن شرائه.
ويقدم التجار خصومات على النفط الروسي تصل إلى نحو 30 دولارًا أقل من أسعار خام برنت، في محاولة لجذب عملاء جدد للخام الذي نبذته كبرى شركات النفط منذ أكثر من 4 أشهر.
وتظهر بيانات التتّبع الأسبوعية، أن الصين والهند لا تزالان أكبر مشتريين للخام الروسي، وتستقبل قارة آسيا الآن نصف إجمالي النفط الخام المشحون من روسيا، ارتفاعًا من نحو الثلث في بداية العام.
وقفزت واردات النفط الآسيوية من روسيا بنحو 347%، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بناءً على متوسط المدة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2022، بحسب بيانات شركة الأبحاث ريستاد إنرجي.
وتهيمن الصين والهند على شحنات النفط الخام المتدفقة من روسيا إلى آسيا، وبلغ متوسط الشحنات المنقولة بحرًا إلى الصين نحو مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 600 ألف برميل يوميًا خلال المدة من 18 يناير/كانون الثاني إلى 18 فبراير/شباط 2022.
وبرزت الهند "مُنقذًا" لصادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحرًا، إذ بلغ متوسط الشحنات أكثر من 600 ألف برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 17 يونيو/حزيران، ارتفاعًا من 25 ألف برميل فقط يوميًا في بداية العام.
وبعيدًا عن الهند، فشلت روسيا في العثور على عملاء جدد مهمين لنفطها الخام في آسيا.
النفط الروسي في أوروبا
فقدت موسكو ما يقرب من ثلثي سوقها من الخام المنقول بحرًا في شمال أوروبا، في أعقاب هجومها على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، قبل أن تشهد استقرارًا في حجم النفط المشحون إلى هناك.
وبلغ متوسط شحنات النفط الروسي إلى شرق أوروبا، 450 ألف برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 17 يونيو/حزيران، انخفاضًا مما يقرب من 1.25 مليون برميل يوميًا في شهر يناير/كانون الثاني 2022.
وعلّقت معظم الدول -تقريبًا- وارداتها كافة من الخام الروسي المنقول بحرًا، قبل مدة طويلة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على التجارة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول.
ويختلف المشهد كليًا في البحر الأبيض المتوسط، إذ شهدت شحنات النفط الروسي إلى المنطقة ارتفاعًا كبيرًا؛ ويرجع ذلك الارتفاع -إلى حد كبير- إلى شحن الخام الروسي إلى مصافٍ مملوكة لموسكو في المنطقة، خاصة مصفاة "إيساب" المملوكة لشركة لوك أويل في جزيرة صقلية الإيطالية، كما تلقت تركيا مزيدًا من النفط الروسي الذي حُول إلى المنطقة من شمال أوروبا.
ويبقى أن نرى ما الذي ستفعله إيساب عندما يدخل قرار الاتحاد الأوروبي بحظر النفط الخام الروسي المنقول بحرًا حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول، حتى ذلك الحين، مع عدم وجود عائق قانوني أمام مشترياتها وقلة البدائل المتاحة لتعويض النفط الروسي، فمن غير المُرجّح أن تنخفض شحناتها من موسكو.
ويتشابه الموقف في البحر الأسود مع نظيره في البحر الأبيض المتوسط، مدعومًا بزيادة الشحنات إلى مصفاة مملوكة لشركة لوك أويل في بلغاريا.
وبينما التدفقات إلى رومانيا لم تتغير كثيرًا منذ بداية العام، فإن التدفقات إلى بلغاريا تضاعفت مرتين ونصف المرة عما كانت عليه في يناير/كانون الثاني وأوائل فبراير/شباط.
تدفق شحنات النفط الروسي
في الوقت الذي حُولت فيه شحنات النفط الروسي المنقول بحرًا من شمال أوروبا إلى آسيا ودول البحر الأبيض المتوسط، فإن القيود المفروضة ذاتيًا حتى الآن، ليس لها تأثير يُذكر على المستوى العام للشحنات.
وارتفع إجمالي تدفقات النفط الخام في الأسبوع المنتهي في 17 يونيو/حزيران، بنحو 50% عن الأسبوع السابق.
وحملت 35 ناقلة، 26.3 مليون برميل من محطات التصدير في البلاد، ليرتفع متوسط التدفقات إلى 3.75 مليون برميل يوميًا، بزيادة 6% من 3.55 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 يونيو/حزيران.
كما توجد عدة ناقلات مملوءة بالخام الروسي بالقرب من سنغافورة.
وخفضّت العقوبات الغربية صادرات المنتجات المكررة الروسية من نحو 3.25 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، إلى 2.5 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار وأبريل/نيسان، لكن صادراتها من الخام لم تتأثر.
موضوعات متعلقة..
- واردات آسيا من النفط الروسي تقفز 347% وتتجاوز أوروبا
- النفط الروسي يحقق مستويات جديدة على صعيد الإنتاج والصادرات
- جولة مفاوضات أوروبية تبحث حظر النفط الروسي.. هل تنجح هذه المرة؟
اقرأ أيضًا..
- إكسون موبيل تتوقع استمرار نقص إمدادات النفط العالمية 5 سنوات أخرى
- أكبر مشروع طاقة رياح بالشرق الأوسط تنفذه مصر بتمويل سعودي
- وكالة الطاقة الدولية: أفريقيا تستطيع إنتاج 5 مليارات طن من الهيدروجين