ارتفاع أسعار الديزل يهدد بانكماش الاقتصاد العالمي (تقرير)
مع نقص قدرة التكرير وانخفاض المخزونات
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تشهد أسعار الديزل والبنزين في العالم قفزة قوية، مع تراجع المخزونات لمستويات منخفضة تاريخيًا، ونقص قدرة التكرير؛ ما يهدد بانكماش الاقتصاد العالمي.
وترى شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير حديث، أن الفجوة بين أسعار الديزل والبنزين وسعر النفط الخام تتراوح من 50 إلى 60 دولارًا للبرميل؛ ما يخاطر بحدوث التضخم الجامح.
وتعاني أوروبا عجزًا بأكثر من مليون برميل يوميًا في إمدادات الديزل والبنزين، مع انخفاض قدرة التكرير في روسيا؛ جراء ضغوط العقوبات الغربية بعد غزو أوكرانيا.
وعلى جانب الطلب، فإن استهلاك المشتقات النفطية يشهد زيادة ملحوظة مع إزالة قيود الإغلاق المتعلقة بوباء كورونا وتعافي الاقتصاد العالمي، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
مصافي التكرير
يأتي ارتفاع أسعار الديزل مع تسبُّب الغزو الروسي لأوكرانيا في تعطيل تدفقات النفط الخام إلى السوق الأوروبية؛ ما قلّص قدرة مصافي التكرير في أوروبا، التي تتخذ مسارًا هبوطيًا؛ إذ تراجعت مليوني برميل يوميًا منذ أن بلغت سعتها القصوى عام 2005، عند 17.5 مليون برميل يوميًا.
كما تتخذ قدرة مصافي التكرير في أميركا اتجاهًا مماثلًا؛ إذ تراجعت ما بين 1 و1.5 مليون برميل يوميًا خلال الـ3 إلى 4 سنوات الماضية.
في المقابل، تنمو طاقة التكرير خارج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بصورة أساسية، لتلبية الطلب المحلي المتزايد، رغم تداعيات الوباء على وتيرة نمو السعة.
وتعاني مشروعات المصافي في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا من تأخيرات؛ بسبب سلسلة التوريد ومشكلات الموارد، إلى جانب ارتفاع تكلفة التكرير مع زيادة أسعار الغاز والهيدروجين، كل هذا يؤدي إلى فشل المصافي في تلبية الطلب.
ويحتاج إنتاج مصافي التكرير إلى زيادة قدرها 4.6 مليون برميل يوميًا خلال المدة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب 2022، مقارنة بالتوقعات الحالية البالغة 3.3 مليون برميل يوميًا، من أجل تلبية الطلب المتزايد.
الخروج من الأزمة
من أجل زيادة إنتاج المصافي، ترى ريستاد إنرجي، ضرورة تعزيز إمدادات النفط الخام بجودة متوسطة الحموضة؛ ما سيؤدي إلى تعظيم معالجة الجزء السفلي من برميل النفط -بمعنى فصل وتحسين بقايا الخام.
وتُعدّ عمليات السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي في الولايات المتحدة عاملًا إيجابيًا في توفير الخام اللازم لتشغيل المصافي، في وقت تتخلف فيه أوبك عن تحقيق أهداف الإنتاج الخاصة بها.
ويوضح التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة، أن عمليات التكرير في آسيا والشرق الأوسط التي تزيد عن الطلب المحلي ستوفر بعض الراحة لسدّ العجز في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبصفة عامة، من المرجح استمرار نقص قدرة التكرير العالمية، مع صعوبة تعويض خسارة صادرات المنتجات المكررة من روسيا، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الديزل خلال الصيف بصفة خاصة.
ومن شأن زيادة أسعار الديزل أن تدفع العالم إلى تضخم حدوث تضخم مفرط قد يؤدي إلى انكماش الناتج المحلي العالمي؛ لأنه ضروري للقطاعات الحيوية مثل الزراعة والبناء والنقل، ومن ثم يؤثّر سعره في جميع سلاسل التوريد والسلع تقريبًا.
ويأمل الكثيرون في حدوث تصحيح معتدل بالنسبة إلى أسعار الديزل بعد أشهر الصيف، لكن هذه الآمال تعتمد على كيفية سريان العقوبات ضد روسيا بحلول نهاية العام.
موضوعات متعلقة..
- توقعات بارتفاع أسعار البنزين والديزل في أميركا لأعلى مستوى منذ 2014
- مصافي التكرير العالمية تكافح لتلبية الطلب بعد جائحة كورونا
اقرا أيضًا..
- الوقود الأحفوري في مصر.. ماذا تعرف عن إحدى أقدم الدول في صناعة النفط والغاز؟
- ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال يضع المشترين الآسيويين في أزمة