واردات الصين من النفط الروسي تقفز 55% في مايو
وتزيح السعودية عن الصدارة لأول مرة منذ 19 شهرًا
حياة حسين
قفزت واردات الصين من النفط الروسي خلال شهر مايو/أيار الماضي بنسبة 55%، لتزيح السعودية عن المركز الأول بين مورّدي الخام لبكين، بعد مرور 19 شهرًا على تصدّر الرياض.
وأشارت بيانات إدارة الجمارك العامة في الصين، اليوم الإثنين 20 يونيو/حزيران، إلى أن واردات النفط الروسي تُنقل عبر خطوط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
وأوضحت الصحيفة أن الزيادة الملحوظة في واردات الصين من النفط الروسي حدثت بفضل الحرب في أوكرانيا، وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، دفعت إلى خفض يقترب من 30% لخام الدولة المعتدية على جارتها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
زيادة كبيرة
كشفت إدارة الجمارك العامة في الصين عن ارتفاع كبير في واردات النفط الروسي خلال شهر مايو/أيار، مسجلةً نحو 8.42 مليون طن.
وأوضحت أن حجم الشحنات من النفط الروسي المكافئ، التي دخلت الصين بحرًا، بلغت مليوني برميل يوميًا، وزادت بمقدار 25% تقريبًا من 1.59 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان الماضي.
وتُعد بكين أكبر مستورد للنفط عالميًا، إذ دفع الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، الشركات الصينية الخاصة والحكومية -بما فيها شركة مصافي النفط الأكبر في البلاد سينوبك- إلى تكثيف مشترياتها من خام موسكو خلال المدة الماضية.
وقدّمت روسيا تخفيضات على أسعار النفط وصلت إلى 30%، ما ضمن لها استمرار تسويق خامها رغم العقوبات الاقتصادية الغربية التي تستهدف تدمير اقتصادها، وملء خزائنها بدولارات الخارج.
صادرات النفط الروسي
سجلت قيمة صادرات النفط الروسي في مايو/أيار نحو 20 مليار دولار، وهو مبلغ تمكّنت موسكو من تحقيقه، ليس من خلال خفض الأسعار فقط، وإنما بسبب ارتفاع الأسعار العالمية.
وقفز سعر النفط عالميًا بنسبة 60% خلال الأشهر الـ12 الماضية، ليدور سعر خام برنت حاليًا حول 112 - 120 دولارًا للبرميل.
وأسهمت زيادة الطلب على النفط منذ بداية العام الماضي، بفضل التعافي من وباء كورونا (كوفيد-19)، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا، في الزيادات الكبيرة للأسعار.
وما تزال موسكو تجني المكاسب جراء بيع نفطها، رغم حظر أميركا لواردات النفط والغاز الروسيين، بعد شنّها الحرب على أوكرانيا بمدة قصيرة، وتلحقها أوروبا مع نهاية العام الجاري، وفق اتفاق الاتحاد الأخير.
دعم صيني
اتخذت الصين موقفًا داعمًا لروسيا بصورة غير مباشرة منذ بداية حربها في أوكرانيا، وهو ما بدا دعمًا من جانب الرئيس شين جين بينغ لفلاديمير بوتين، إذ إن بكين التزمت الصمت مع بداية الحرب، لكنها انتقدت العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا، ووصفتها بـ"الإرهاب المالي" و "التسليح الاقتصادي".
كما انتقدت الصين بيع الدول الغربية أسلحة إلى أوكرانيا، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
واحتلّت السعودية المركز الثاني بين أكبر المصدّرين للصين، بعدما أطاحت واردات النفط الروسي بها من المركز الأول في شهر مايو/أيار.
وارتفعت صادرات المملكة لموسكو بنسبة 9% على أساس سنوي، مسجلة 7.82 مليون طن، أو ما يعادل 1.84 مليون برميل يوميًا، ما يعني انخفاضه عن شهر أبريل/نيسان الماضي، الذي سجل 2.17 مليون برميل يوميًا.
تبادل المركز الأول
قبل 19 شهرًا، أو أكثر من عام ونصف، كانت موسكو تحتلّ المركز الأول بين الدول المصدّرة للنفط الخام إلى الصين، وهو المركز الذي أزاحتها عنه السعودية مع زيادة صادراتها إلى بكين.
وتكشف بيانات إدارة الجمارك الصينية العامة أن الصين استوردت نحو 260 ألف طن من الخام الإيراني الشهر الماضي، لتحتلّ الدولة الآسيوية، الخاضعة لعقوبات غربية أيضًا، المركز الثالث مجددًا، ولأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات مبكرة سبق أن وضعتها وكالة رويترز.
وأوضحت البيانات استمرار استيراد النفط الإيراني، على الرغم من العقوبات الطويلة على طهران، لتسجّل 7% من إجمالي واردات النفط في الصين.
وبصفة عامة، بيَّنت إدارة الجمارك ارتفاع واردات النفط الصيني في شهر مايو/أيار، على مستوى سنوي، بنسبة 12%، وبلغت 10.8 مليون برميل يوميًا، مقابل 10.3 مليون برميل يوميًا في الشهر ذاته من العام الماضي.
غير أن بيانات إدارة الجمارك أظهرت عدم استيراد أيّ كميات من النفط الفنزويلي الخاضع لعقوبات أيضًا، إذ تجنّبت شركات النفط الحكومية عمليات الشراء منذ أواخر 2019، خوفًا من التعرض لعقوبات أميركية ثانوية.
موضوعات متعلقة..
- روسيا توقع صفقة غاز طويلة الأجل مع الصين عبر خط أنابيب جديد
- تحديات تهدد صادرات النفط الروسي إلى آسيا (تقرير)
- صادرات النفط الإيراني إلى الصين تتراجع أمام الخام الروسي الرخيص
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تتراجع.. وخام برنت تحت 113 دولارًا
- أنبوب الغاز النيجيري عبر الجزائر قد يشهد صفقة خلال ساعات
- أبوظبي تستهدف استثمار 22 مليار دولار في قطاع الطاقة الإماراتي