منتدى الطاقة العراقي السادس.. تكريم باركيندو وتصدير الكهرباء وغاز البصرة أبرز ملفات اليوم الأول
هبة مصطفى
اهتم المشاركون في منتدى الطاقة العراقي السادس بالحديث عن إمكانات قطاع النفط والغاز التي تؤهل بغداد لمواصلة دورها الريادي في منظمة أوبك وسوق الطاقة العالمية، لا سيما أن قطاع الطاقة بها ما زال قادرًا على مواجهة التحديات المحلية والخارجية بقوة.
وتطرقت جلسات اليوم الأول للمنتدى إلى الحديث عن أداء قطاع الطاقة والنمو الذي حققه بالمجال الكهربائي وخفض معدلات حرق الغاز، في حين احتل مشروع غاز البصرة مساحة مهمة من حديث المشاركين في منتدى الطاقة العراقي السادس.
ولم تخل المشاركات من تناول الاضطراب الذي شهده قطاع الطاقة مؤخرًا، إثر فشل النقاشات بين بغداد وإقليم كردستان للتشاور حول تطبيق قانون المحكمة الاتحادية فيما يتعلق بتنظيم شؤون القطاع.
ومُنح الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، محمد باركيندو، -على هامش منتدى الطاقة العراقي السادس- جائزة معهد الطاقة العراقي لعام 2022، تقديرًا لإسهامه بقطاع الطاقة.
صدارة نفطية
أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، محمد باركيندو، أن العراق ظل على مدار 60 عامًا مضت قوة رئيسة للمنظمة للإسهام في استقرار أسواق الطاقة.
وأضاف أن بغداد أدت -أيضًا- دورًا مهمًا خلال اجتماع لا مثيل له للوساطة بين 26 دولة مُصدرة للنفط مؤخرًا، حسبما أكد خلال مشاركته في منتدى الطاقة العراقي السادس، الذي ينظمه معهد الطاقة العراقي بدءًا من اليوم السبت 18 يونيو/حزيران حتى 20 من الشهر ذاته في بغداد.
وقال إن العراق عضو مؤسس بالمنظمة، وهو جزء لا ينفصل عن تاريخها الثري، وفق ما نقلته الصفحة الرسمية لأوبك بتويتر.
وفي غضون ذلك، نقلت "رويترز" عن باركيندو تأكيده أن مسؤولية الدول المُنتجة للنفط والغاز التيقن من توازن الأسواق واستقرارها وليس خفض الأسعار أو زيادتها.
Delivering his remarks at the 6th @IraqEnergy Forum, #HEMohammadBarkindo noted that Iraq as founding member is an integral part of the rich history of #OPEC and has continued to play a leading role in the Organization. pic.twitter.com/tELpY4FPC1
— OPEC (@OPECSecretariat) June 18, 2022
الطاقة المتجددة وحرق الغاز
شدد رئيس معهد الطاقة العراقي عدنان الجنابي على أهمية التحرك السريع للعراق تجاه حلول الطاقة البديلة والنظيفة، ومن ضمنها الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن شراكة القطاع الخاص ضرورية لضمان خفض الاعتماد على النفط والغاز بالبلاد.
وأضاف أن البلاد تفتقر إلى التوافق الداخلي اللازم لدعم تحرك صناع القرار بالسرعة اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية وتحول التقنيات التي من شأنها التأثير في الطلب على الطاقة.
وقال الجنابي إن التحدي الرئيس أمام قطاع الطاقة العراقي هو استمرار "حرق الغاز" واضطراب واردات الغاز الإيرانية، حسبما أشار في تصريحات صحفية متلفزة على هامش منتدى الطاقة العراقي السادس.
وأكد الجنابي أن قرار المحكمة الاتحادية حول قانونية قانون النفط والغاز في إقليم كردستان، يتطلب إعادة النظر بما يخدم قطاع الطاقة بالجانبين.
طموحات تصدير الكهرباء
تطرّق وزير الكهرباء العراقي السابق، لؤي الخطيب، إلى أن إنتاج النفط العراقي تضاعف 3 أمثال، منذ عام 2003 حتى الآن، كما أن إنتاج الغاز أيضًا تضاعف 4 أمثال، وزاد إنتاج الكهرباء 7 أمثال.
وقال إن وسائل الإعلام غضت الطرف عن النمو الضخم الذي شهده قطاع الطاقة، وأن مشكلة بغداد هي عدم السيطرة الحكومية على العمليات.
وأضاف أن حجم الإنفاق على الدعم بالعراق بلغ 30 مليار دولار سنويًا، ما يشكل ضغطًا على الميزانية قد يدفع البلاد نحو الإفلاس في ظل معدلات النمو السكاني الحالية، حسبما أكد خلال مشاركته بأعمال الجلسة الثانية لمنتدى الطاقة العراقي السادس.
وأوضح الخطيب أن مسار التطوير السريع يُتيح للعراق مضاعفة إنتاجه النفطي، شريطة تدخل استثمارات ومشاركة شركات النفط الدولية، وقال: "بدلًا من توجه البلاد لجذب استثمارات خرجت مشروعات عن مسارها الطبيعي".
.@AL_Khatteeb: Iraq spends $30bn on subsidies (rations, electricity, byproducts) each year. This is a huge strain on our budget and with our rate of population growth it will eventually bankrupt the country. It also encourages smuggling, mismanagement and corruption. #IraqEnergy
— Iraq Energy (@IraqEnergy) June 18, 2022
خطط الطاقة
لفت نائب رئيس الوزراء، وزير المالية العراقي، علي علاوي، إلى أن العراق عليه –اليوم- تحديد موقعه عقب 20 عامًا واتباع القرارات الإستراتيجية اللازمة لذلك.
واستشهد علاوي ببدء قطر استثمارًا ضخمًا في قطاع الغاز منذ تسعينيات القرن الماضي بصفته أحد أبرز القرارات الإستراتيجية آنذاك، وتحصد البلاده ثماره حاليًا، وفق ما نقلته عنه صفحة منتدى الطاقة العراقي السادس بموقع تويتر.
وأوضح علاوي أن الفرصة سانحة لضمان صدارة العراق منتجي الكهرباء، وأن بغداد لا يتعين عليها الاكتفاء بتصدير النفط وإنما عليها التركيز على قطاعات الكهرباء والطاقة.
وقال إن الطلب على الطاقة سوف يشهد تغييرات، خلال الأعوام الـ25 المقبلة، ما يتطلب إعدادًا جيدًا للبنية التحتية، وفق ما نقلته عنه صحيفة روسيا اليوم.
غاز البصرة
تناولت الجلسة العامة الثانية ضمن جلسات منتدى الطاقة العراقي السادس الحديث عن خطط العراق لتطوير إنتاج النفط والغاز للحد الأقصى، وشارك بها المدير العام بوزارة النفط محمد العبودي، وخبير البتروكيماويات حسين الجلبي، ولؤي الخطيب.
وتطرقت الجلسة الثالثة إلى كيفية الاستفادة من الاستثمار النفطي وتحويله إلى فرص داعمة لانتقال الطاقة، وشارك بها رئيس مجلس إدارة شركة شل في العراق والإمارات علي الجنابي، والياسري زيد ممثل شركة النفط البريطانية بي بي في العراق.
وأضاف الجنابي أن شركة غاز البصرة تمثل أحد أكبر مشروعات خفض حرق الغاز بالعالم (من 900 إلى 1000 مليون قدم مكعبة يوميًا)، مشيرًا إلى أنها أولى منشآت النفط والغاز بالعالم المؤهلة للحصول على قرض أخضر، إذ إنها تعمل على "تنوع" القيمة الاقتصادية بخلاف النفط.
عن المنتدى
يعقد منتدى الطاقة العراقي السادس خلال المدة ما بين 18 و20 يونيو/حزيران في بغداد، برعاية معهد الطاقة العراقي، وبالتنسيق بين الحكومة العراقية والوزارات المعنية (وزراة الطاقة والاقتصاد)، بدعم من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
ويتزامن انعقاد منتدى الطاقة العراقي السادس مع تحولات متسارعة تشهدها أسواق الطاقة في ظل تبني الحكومة عدة خطط لتغير المناخ والاستدامة البيئية، ما يعزز تبني إستراتيجيات المنطقة لخطط تحول الطاقة، وفق الموقع الإلكتروني للمعهد.
وبالإضافة إلى ذلك، خلّف الغزو الروسي لأوكرانيا تقلبات بالأسواق -خاصة الأوروبية- وكذلك اضطراب سلاسل التوريد العالمية.
ويُعد المحور الرئيس لمنتدى الطاقة العراقي السادس هو (دور الشرق الأوسط كحجر زاوية لأمن الطاقة العالمي)، وكيفية التوازن بين استثمارات الوقود الأحفوري وأهداف الحياد الكربوني.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة النووية في فرنسا تقوّض مسعى أوروبا للاستغناء عن الإمدادات الروسية
- أوبك: مسؤولية المنتجين ضمان توازن الأسواق واستقرارها وليس خفض الأسعار
- شركات النفط والغاز تواجه ضغوطًا لتعويض الإمدادات الروسية (4 رسوم بيانية)